يزداد الجدل في اسرائيل حول مستقبل نتنياهو السياسي والخطوات التي يتوجب عليه اتخاذها، إذا ما.. وعندما يتم توجيه لائحة اتهام ضده، في القضايا والملفات الثقيلة التي يُواجهها، والتي لم تصل بعد الى مرحلة الخطر الداهم والمتمثل في توجيه لائحة اتهام.. رسمياً له، الأمر الذي ازدادت احتمالاته بعد أن حظرت محكمة ريشون ليتسيون «النشر» في تلك القضايا، ما عزّز فرص اقتراب توجيه لائحة كهذه.
اللائحة القضائية في حال تم توجيهها، رغم الجهود المكثفة التي يبذلها المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت صديق نتنياهو والمدين له بموقعه الحساس.. من أجل تأخير هذا الاستحقاق، تستوجب قيام رئيس الحكومة الصهيوني بخطوات قانونية، ليس أقلها «اعتزال» منصبه لفترة مُحدّدة، يقوم خلالها بالدفاع عن نفسه وإظهار براءته، الأمر الذي يعني انه ليس مضطراً للاستقالة بل «يُودِع» منصبه الرفيع في يد احد وزراء الحكومة خلال تلك الفترة، التي لا تزيد عن مائة يوم متتالية، يفقد بعدها هذا المنصب (قانونياً) وينتهي بذلك مستقبله السياسي والشخصي.
نتنياهو الذي ما يزال حتى اللحظة يتمسك بشعاره (لن يكون هناك شيء، لأنه لا يوجد شيء اصلاً) الذي أشهره بعد ان بدأت التسريبات الاعلامية بالظهور، حول الملفات التي تحمل الارقام (1000)، (2000) وثلاثة آلاف، والتي تتعلق بشبهات حول الرشوة واستغلال المنصب والفساد وخيانة الأمانة والتواطؤ مع ناشر صحيفة يديعوت احرونوت من أجل تغيير سياسة صحيفته تجاه نتنياهو، مقابل «لجم» صحيفة «اسرائيل اليوم» التي كانت مقربة منه او الأصح التي انشأها قبل عشر سنوات ملياردير الكازينوهات اليهودي الاميركي شيلدون ادلسون، من اجل رفع اسهمه في الليكود وانتخابه رئيساً له (وهو ما حدث فعلاً)، ناهيك عن قضية الغواصات الالمانية التي أصرّ نتنياهو على ان يرتفع عددها الى تسع غواصات (وليس «6» كما أوصى الجيش واجهزة الأمن) والتي تبيّن لاحقاً ان محاميه الشخصي (وابن عمّه أيضاً) مستفيد منها وتصل عمولته الى مائتي مليون دولار.
نتنياهو.. هذا ما يزال «يُكافح» ضد الحملات الشعبية والاعلامية التي تُطالِبه بالاستقالة، يواصل مراوغته وتحميل الاتهامات الى «اليسار» الاسرائيلي المتمثل بالإعلام و»بقايا» الاحزاب اليسارية، التي فشلِت في الوصول الى تحقيق «اغلبية» في الانتخابات السابقة والعودة الى الحكم، بعد أربعة عقود من هيمنة اليمين الفاشي والديني على المشهد الاسرائيلي، وازدياد نفوذ المستوطنين وانصار ارض اسرائيل الكاملة في الحياة السياسية والحزبية (بل وفي صفوف الجيش)، الأمر الذي اطمأن اليه نتنياهو من عدم وجود «زعيم» ينافسه في اي انتخابات مقبلة، جاءت في موعدها أم اضّطر لتبكيرها، ما زاد من عناده وتشبثه في منصبه، وخصوصاً في الضغط على وزراء حكومته من الليكود والشخصيات المؤثرة داخل هذا الحزب الفاشي الذي «ألغى» في اجتماعه الاخير موافقته على «حل الدولتين»، معتبراً هذا الحل في قراره الاخير.. قد تجاوزه الزمن ولم يعد قابلاً للتنفيذ.
نتنياهو ايضاً الذي يُدرك ان «حَمَلَة السكاكين» داخل الليكود نفسه ينتظرونه عند اي مفترق طرق «يُكوِّع» فيه، بدأ يفقد بعض قوته (وإن نسبياً) سواء في ما خص ارتفاع نسبة الاسرائيليين الذين يؤيدون «استقالته» من منصبه في حال تم توجيه لائحة اتهام له (استطلاع القناة العاشرة يوم امس يقول ان نسبتهم وصلت الى 66%)، أم في نجاح الشرطة باستمالة أحد اقرب مساعديه (يوُصَف بأنه وزير ماليته الشخصي) وهو آري هارو مدير مكتب نتنياهو السابق.. كرئيس للحكومة، وتحويله الى «شاهد مَلَك» بكل ما يتوفر عليه من اسرار شخصية ومعلومات كفيلة بإطاحة رئيس الوزراء الذي يواصل لتسع سنوات شغل منصبه هذا، وقد تمتد هذه «الولاية» إذا ما نجح في «تبرئة» نفسه او «تبرير» الاتهامات الموجهة اليه، عبر اللجوء الى مناورات وخدع واحبولات سياسية وإعلامية، يؤكد خصومه انه «بارع» في توليفها وضمان تحوِّل عوائدها السياسية لصالحه.
ورغم تأكيد خصوم نتنياهو على ان الرجل ما يزال يتوفر على فرصة لتمديد (مستقبله) السياسي، إلاّ ان الحملات عليه وعلى المستشار القضائي للحكومة متواصِلة، وخصوصاً في تذكير نتنياهو والمعسكر المؤيد له (وهو آخذ بالتناقص) بما قام به هو شخصياً ضد رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، عندما تم توجيه لائحة اتهام ضده، فرفعوا عقيرتهم ونظّموا حملة قاسية ضده كي يستقيل، وفعلاً استقال اولمرت تحت ضغط المعارضة (والشارع والإعلام) الى ان انتهى به الأمر للسجن، الذي قضى فيه ثلثي محكوميته قبل ان يُطلَق مؤخراً لـِ»حُسنِ سلوكه».
صحيفة معاريف في عددها الصادر يوم اول من امس, تحدثت عن سيناريوهات عديدة في انتظار نتنياهو ان يلجأ اليها، منها خيار إجراء انتخابات مبكرة قد يفوز فيها، لكنها – تقول الصحيفة – لن تُوقِف التحقيقات ضده، وبعدها لوائح الاتهام إن كان هناك ما يبررها، وسيناريو اخر هو.. قيام نتنياهو باعتزال السياسة كـ»صفقة» قانونية مع النيابة العامة في حال توجيه لائحة اتهام ضده، طبعاً بعد استنفاد الإجراءات ضده وبعد الاستماع الى افادته والشهود.. وإذ هناك في اسرائيل من لا يزال يعتقد ان لنتنياهو «حق البراءة» وان الحديث الدائر الان هو حول شبهات فقط، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح نتنياهو في «تعويم نفسه» والخروج من ازماته المتدحرجة.. هذه؟
.. الأيام المُقبلَة... ستُخبِرنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو