الخميس 2024-12-12 00:38 ص

هواية شرسة تؤمن أرباحا شرسة للشباب اللبناني

10:50 م

الوكيل - يا ترى كيف تكون عقلية الشباب الذي يمارسون رياضة (مصارعة الكلاب) ؟ الإجابة تأتي على لسان أحدهم والذي يحمل اسم مستعارا (مايك كينيل). يقول كينيل إنه صاحب عقلية أشبه بعقلية هتلر وأنه يؤمن بتزويج الأذكياء بالأذكياء والأقوياء للأقوياء كوسيلة للارتقاء بالنسل.

وهناك في إحدى ضواحي مدينة بيروت يوجد معسكر تدريبي متخصص في تدريب الكلاب على الصراع. وداخل هذا المعسكر تصطف الكلاب في طوابير صارمة، في ساحة صراع يتدرب بها الكلاب على نهش بعضها البعض.
ويقول الرجل صاحب الاسم المستعار إنه يهدف من هذه التدريبات إلى إشباع رغباته الشديدة لمشاهد الصراع من أجل البقاء. إنه يبحث عن الكلاب صاحبة أقوى فك وصاحبة الذهن المتوقد والنفس الأطول. إن ما يقوم به على حد زعمه هو تنقية الأنواع على أساس قانون الغابة الذي لا يرحم الضعيف. إنه يؤمن ببقاء الأقوى لأن الأقوى هو من سوف يقدم النسل الأفضل، والنسل الأفضل يحول دون انقراض النوع.
هذه الكلاب لديها القدرة على تحمل الألم مهما كانت شدته ويساعدها على هذا التحمل المادة المخدرة للألم التي تفرزها أجسامها.
كينيل الذي أصبح منذ الصغر مغرما بهذه المهنة التي جعلت منه محترف مصارعة كلاب ومدرب لها ومهجِّن يعمل على تحسين سلالتها كي يتاجر ويراهن بها، يؤكد بأن هذه المصارعة مربحة ولكنه يرفض أن يدلي بتفاصيل في هذا الشأن حتى لا تلاحقه مصلحة الضرائب.
هذا الرجل يمتلك 75 كلبا، 25 منها من النوع الأمريكي المعروف باسم APBT، وقد اكتسب سمعة وشهرة واسعة أيضا في مجال تصنيع أجهزة يصل سعر الوحدة منها 600 دولار في منطقة الشرق الأوسط تسهم في تحسن لياقة وقلوب الكلاب ودورتها الدموية دون تعرضها للإجهاد. كما أنه استطاع ابتكار وصفة غذائية لهذه الكلاب يعتبرها بمثابة وجبة للكلب كمكافأة له على أدائه التمرين.
ويحمل كل كلب من هذه الكلاب في رقبته ياقة تزن 4 كيلو جرامات تساعده في تقوية الجزء العلوي من جسمه. ويبدأ تدريب الكلب وهو في سن صغيرة (وهو جرو) ولا يدخل حلبة الصراع قبل بلوغ سنتين من عمره.
وبالنسبة للمباريات الرسمية التي يدخلها الكلب، فإن موعدها يحدد مسبقا قبل بشهرين من إقامة المبارة حتى يأخذ القسط الكافي من الاستعداد، وقبل المباراة تقوم الأطراف المتبارية بوضع شروط المراهنة ووزن وتصنيف الكلاب في عقد يتم التوقيع عليه من قبل القائمين على هذه المصارعة.
وبعد وزن الكلاب يتم غسل فروتها لإزالة أية سموم محتملة داخل هذه الفروة، ثم يقوم سائس الكلب بنقله إلى حلبة المصارعة التي تبلغ مساحتها 4 أمتار في 4 أمتار محاطة بسور يبلغ ارتفاعه 75 سم. ثم يتم رفع الكلب من أفخاذه الخلفية من أحد أركان الحلبة استعدادا لبدء القتال.
ويقف الحكم في منتصف الحلبة، وما أن يطلق الحكم إشارة البدء يقوم السائس بترك الكلب ليبدأ الصراع الدموي. مع ملاحظة أن السائس لا يقول للكلب كلمة انطلق، وذلك لأن الكلب ليس بحاجة إلى هذه الكلمة، فلديه غريزة القتال والرغبة في الانتصار. ويقول صاحب الاسم المستعار أنهم ليسوا بحاجة إلى كلب يقال له انطلق.
وتقول قواعد المصارعة بأن الكلب الذي يستطيع في الجولة الأولى أن يمسك بفكه الكلب الخصم أولا يحرز بذلك نقطة، ثم يتم بعد ذلك الفصل بين الكلبين بواسطة العصا التي في يد الحكم. وهنا يقوّم الحكم ومعه أصحاب الكلب مدى حماس وشجاعة الكلب على المواصلة.
وفي الجولة الثانية من المصارعة، يتم السماح للكلب الذي خسر الجولة الأولى بأن يبدأ هو بمهاجمة خصمة أولا، وإذا مرت 10 ثواني ولم يقم هذا الكلب بالهجوم، فإن الكلب الآخر عليه أن يبدأ هو بالمبادرة بالهجوم، ولو أحجم هو الآخر عن الهجوم، فإن الكلبين يصبحا متعادلين وتنتهي بذلك المباراة.
ويقول كينيل عن هذين الكلبين إنهما يصبحان بلا قيمة ولا يمكن بيعهما.وفي حالة خسارة أي كلب فإن الخسارة تضاف إلى سجله، وإذا لم يبد الكلب شجاعة أثناء المباراة فإنه لا يعود للتدرب مرة أخرى كما أنه لا يعود لحلبة الصراع مرة أخرى.
وبعد كل مباراة يقوم صاحب الاسم المستعار بحقن الكلب بمضادات حيوية من أجل مساعدته على الشفاء سريعا.
الملاحظ في هذه المباريات أن أصحاب الكلاب لا يسمحون على الإطلاق بالقتال حتى النفس الأخير، لأنهم لا يريدون أن يروا كلابهم وهي تموت في الحلبة. فمن غير المعقول أن يسمح أحدهم بموت كلب يصل سعره إلى 4 ألاف دولار. ومع ذلك فهناك حالات يموت فيها الكلب في اليوم التالي للمصارعة متأثرا بجراحه. ولهذا فإن الرعاية البيطرية لهذه الكلاب قبل وبعد المصارعة تكون في غاية الأهمية لأنها تحفظ قيمتها المادية وتحسن من أدائها في المستقبل.
وإذا كان الصراع داخل الحلبة بين كلبين، فإن الصراع خارج الحلبة يكون بين المتراهنين. وهناك 10 بالمئة من مبلغ المراهنات يذهب إلى الحكم وحده والقائمين على حلبة الصراع. وهناك في لبنان 3 حلبات لمصارعة الكلاب المحترفة، ولا يوجد هناك سقف محدد للمراهنات. إذ أن مبلغ المراهنات يمكن أن يصل إلى 30 ألف دولار كما أنه يمكن المراهنة بسيارتك أو أي من ممتلكاتك.
ومع ذلك فإن مبلغ المراهنات في لبنان لا يتعدى عادة 5 آلاف دولار، هذه المراهنات تدور في سرية وهي مقصورة على فئات تحيط نفسها بالكتمان. كما أن المشاركين كثيرا ما يستخدمون أسماء مستعارة.
ويترواح سعر الجرو الصغير الذي يقوم بتربيته السيد كينيل ما بين 500 إلى 1500 دولار، ثم يترفع السعر بعد ذلك تبعا لمستوى التدريب وتبعا للألقاب التي يحصل على الكلب وتبعا لمدى الارتباط العاطفي الذي يربط الكلب بصاحبه. وتتضاعف قيمة الكلب مع كل انتصار وكل لقب، وفي لبنان يمكن أن يصل إلى 50 ألف دولار.
ويزعم مستر كينيل أن لديه مؤسسة على درجة عالية من الانضباط مقارنة بغيرها التي لا يزيد مستواها عن مصارعة كلاب الشوارع التي يديرها هواة. وهناك صراع وتنافس بين دوائر القائمين على هذا النوع من المصارعة وهناك للاتهامات تربط بينها وبين الشبكات الإجرامية. يذكر أن مجلة ' إكزيكتيف ماجازين' هي أول مجلة قامت بالدخول إلى العالم السري لهذه الهواية الممنوعة، وقامت بكتابة التحقيق المنشور هنا، ومع ذلك لم يحدث شيئا، حيث القوانين اللبنانية حتى الآن لا تتضمن تشريعا يتعلق بمصارعة الكلاب. والقائمون على هذه الصناعة يطالبون بتشريع يحميهم ويطالبون كذلك بضرورة معاقبة كل من يفشل في توفير الحماية والرعاية لكلبه. كما يطالب هؤلاء بأن تكون حماية الكلاب ضمن مسؤوليات الحكومة اللبنانية وليس فقط جمعيات حقوق الحيوان التي لا يعنيها القيمة المادية لهذه المصارعة والتي لا هم لها سوى المطالبة بإخصاء الكلاب.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة