الأحد 2024-12-15 02:36 ص

وزارة طوارئ ضرورة

03:52 م

احمد محمود سعيد

وزارة طوارئ ألم يحن وقتها
الحالة العاصفة التي مرّ بها الاردن خلال الايام القليلة الماضية اظهرت بكل وضوح انّه يجب على الموظّف الاردني بكافّة مواقعه المتقدّمة في كافّة الادارات الاردنيّة ويجب ان تقتنع الادارة الاردنيّة بوجود جهة مختصّة لادارة الازمات واهمّها ادارة الحالات الطارئة وتداعيتها لتخفيف آثارها على المواطن الاردني والموارد والبيئة الاردنيّة وان تعمل هذه الادارة حسب احدث النظريّات والاساليب العلميّة العالميّة المتوفّرة وبكوادر متعلّمة ومدرّبة ويكفي الوزراء والمدراء الاردنيّون تفاخرا في إداراتهم وإجرائاتهم وتحميل المسؤولية عن اي اخطاء لغيرهم من إدارات .
الاردن بحاجة لوزارة طوارئ منذ تأسيس المملكة لتواجه اي حالات طارئة ولكن كنّا ندفن رؤوسنا بالرمال وكأننا لا نسمع ولا نرى ونقول المركب يسير والمولى راعيه حتّى تضخمّت الامور فبداية كان استقبال الهجرات في اعوام 1948 و1967 و1991 و2012 ومنذ فيضانات معان في الستينات من القرن الماضي وفي حالات انقطاع الكهرباء الشامل على المملكة والفيضانات على العقبة قبل عدّة سنوات وغيرها من الحالات التي مرّت بها المملكة ومنها ضخ اسرائيل مياه ملوّثة للاردن كانت بحاجة الى إدارة ناجحة لتلك الازمات ومنها المخاطر الزراعيّة بناء على بدائل جاهزة ومدروسة .
ومن رأى الاثار التي احدثتها العاصفة الثلجيّة والامطار الغزيرة على عمّان العاصمة والبلدات والارياف والمدن الاخرى ومعاناة المواطنين والتي استدعت ملك البلاد ان يأمر الاجهزة العسكريّة والامنيّة لمساعدة الجهات الحكوميّة في مواجهة الحالة الاستثنائيّة والتي لولا تدخلّها لكانت النتائج كارثيّة على البلد .
هذا الاردن عجيب منذ 1982 يحاول ان يضع مخططا شموليا ولم يتم الاتفاق عليه حتّى الان وتشعر ان هناك مصالح مختلفة بين الوزارات والدوائر الحكوميّة المختلفة في المحافظات الاردنيّة وعندما اتّجهت الامانة الى تشجيع بناء ابراج تم تحديد المناطق المسموح البناء بها بناء على رأي الامانة لوحدها وقد يكون لاصحاب الاراضي رأي أُخذ بالحسبان .
كذلك عندما اخذت الحكومة الاردنيّة قرارها بان يكون هناك مختبرات مركزيّة وبدأت إجتماعات حضرتها الجهات المعنيّة لم تتم الموافقة على توجّه الحكومة لتعدّد مصالح الوزارات والدوائر حيث كانت هناك مختبرات في الجمارك والموانئ والبيطرة والامانة والاشغال وغيرها وكل تلك المختبرات تجني رسوما واجور إختبارات وبالتالي ترفض ان يتم تجريدها من ذلك الدخل لمصلحة المختبرات المركزيّة وكلْ جهة تبرّر رأيها حسب رأيها .
ومثل هؤلاء قادة إداريين ومسؤولين عيونهم وآفاقهم ضيّقة لا يمكن ان تسع طموح الوطن واحلامه ومصالح مواطنيه ويجب ان تكون هناك سلطة اعلى منهم تجبرهم على العمل لمصلحة الوطن ككل لأن الوطن يتشارك فيه كل الاردنيين ومصلحتهم هي الاساس .
وقد رأينا في ستّون دقيقة مسؤولون اردنيّون يبرّرون تقصير دوائرهم بحجج واهية واهمّها عدم وجود مخصّصات ماليّة بل وانّ مندوب الامانة مع كل الاحترام الذي اكنّه له يتفاخر بان هناك شارع ليس به حفر في عمّان وهو شارع الامير حسين ويقول ان كلفة صيانة شوارع عمّان قد تصل الى خمسون مليون دينار فمن له اولويّة مشروع الباص السريع ام الشوارع جميعها ويقول بان هناك صيانة سنويّة دوريّة لكل العبّارات ومصارف مياه الامطار فماذا نقول بما حدث بالانفاق ومنها نفق اليوبيل الواحة وماذا حدث لعبّارة جاوا التي عرضّت المواطنين في احد النايات للخطر ولم تتجاوب معهم امانة عمّان او شركة الكهؤباء ودائرة المياه وهم يواجهون حالة طارئة عرّضت حياتهم للخطر .
فما المانع ان تكون هناك وزارة طوارئ تُعنى بالحالات الطارئة وتشكيل هذه الوزارة ليس لها علاقة بمواضيع دوليّة بل بالعكس لو واجه الاردن حالة وظروف طارئة يكون من الافضل ان يكون طلب المعونة من الدول والامم المتّحدة عن طريق وزارة متخصّصة بذلك كما ان تشكيل مثل هذه الوزارة ليس لها آثار على العلاقات الاردنيّة العربيّة وليس لها علاقة بقرار فكّْ الارتباط الاداري والقانوني مع الضفّة الغربيّة .
ان الهيئة الاردنيّة الخيريّة الهاشميّة تعمل في الغالب على مساعدة الدول التي تتعرّض لنكبات وحالات طارئة وقد غطّت مساعداتها دولا كثيرة في العالم حتّى هاييتي كما تشارك القوات الاردنيّة في قوّات حفظ السلام اينما طلبت الامم المتّحدة ذلك .
وقد تكون الحجّة والمبرّر لعدم تأسيس تلك الوزارة هي الحجّة المعروفة وهي عدم توفّر امكانات ولكن في حال إقتطاع نسبة من موازنة كل وزارة خاصّة النفقات غير المنظورة والنفقات الادارية ومصاريف المشاريع غير الضروريّة ويمكن تشغيل العديد من الموظّفين في الاجهزة الاداريّة والعسكريّة والامنيّة بعد تلقّيهم التدريبات الاداريّة والعمليّة الموقعيّة ويمكن مساعدة الدول الاخرى حين اعلانها حالة الطوارئ مقابل اتعاب معيّنة من تلك الدول او الامم المتّحدة والمنظمات الدوليّة .
لقد اصبح تأسيس وزارة للطوارئ امرأ ملحّا لمصلحة الوطن والمواطنين والنهوض بتنمية الاردن تنمية مُستدامة ويجب ان تصبّ اراء القادة الاردنيين نحو ذلك وإذا ارتأت الادارة الاردنيّة ان تشارك المجتمع الاردني للتعبير عن رأيه يمكن ذلك عن طريق إجتماعات لمختلف حلقات المجتمع الاردني .
'فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ'صدق الله العظيم


احمد محمود سعيد

ambanr@hotmail.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة