السبت 2024-12-14 01:17 ص

وزير الخارجية البريطاني : لن نكون طرفا بمحاولات بشار الأسد والمقربين منه بالتشبث بالسلطة

06:39 م

الوكيل - أتوجه بالشكر للحكومة التركية لاستضافتها هذا اللقاء، وكذلك لرئيس الوزراء إردوغان لما أبداه من حرارة الترحاب.


كما أشيد بالأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والدور القيادي الذي تتولاه الجامعة ردا على الأزمة في سورية.

كلما طال العنف، كلما ازدادت أهمية جهود وعزم مجموعة أصدقاء سورية. وقد حصل تقدم دبلوماسي هام منذ اللقاء الماضي، بما في ذلك ما يبذله كوفي أنان من جهود، ومصادقة مجلس الأمن الدولي على خطته أنان السداسية لإنهاء العنف، والعقوبات الجديدة المشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

إلا أن الوضع في سورية صعب للغاية. ويسقط مواطنون قتلى يوميا على يد حكومتهم.

أهدافنا الملحة هي وضع نهاية لكافة أعمال العنف في سورية، وانسحاب كافة القوات السورية وعودتها إلى ثكناتها، والإفراج عن كافة السجناء السياسيين، وانطلاق عملية انتقالية سياسية بقيادة السوريين أنفسهم تفضي إلى تشكيل حكومة تعددية ديموقراطية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وإلى تبدأ تلك العملية الانتقالية في سورية، فإن شعبها سيكون عرضة للتهديد وستواجه خطر الانحدار تجاه حرب أهلية أو انهيار النظام بعنف وفوضوية.

إن مهمتنا هي الضغط على النظام في دمشق لتنفيذ خطة كوفي أنان السداسية بالكامل ودون مزيد من التأخير. وقد مضى خمسة أيام منذ أن قال النظام بأنه سوف ينفذها، لكن رده العسكري استمر بلا هوادة.

وبالتالي علينا اليوم توجيه رسالة لا لبس فيها لدمشق بأننا لن نقبل بالوضع الراهن في سورية. هنالك فرصة لتغيير مسار ما يحدث في البلاد إن تم تنفيذ خطة أنان بالكامل. لكننا لن نكون طرفا بمحاولات بشار الأسد والمقربين منه بالتشبث بالسلطة، بينما أيديهم ملطخة بدماء حوالي 10,000 قتيل سوري. ليس هناك من سبيل للعودة للأسد ومن حوله.

ولبشار الأسد علينا أن نقول: ربما تعتقد أن باستطاعتك التشبث بالسلطة أو حماية حكمك بقتل وتعذيب واعتقال المزيد من معارضيك. لكنك خسرت في عيون العالم وغالبية السوريين كل حق بقيادتك لسورية. فلن نغض بصرنا عما فعلت بشعبك. وإلى أن تقبل بعملية انتقالية تعكس إرادة الشعب السوري، فإننا سنواصل تشديد الخناق السياسي والاقتصادي. وسوف نزيد العقوبات والضغوط مهما طال الأمر.

وبهذا الصدد، آمل أن تتبنى كل دولة حاضرة هنا اليوم العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهم. فإذا ما تبنت دولنا هذه الإجراءات، وخصوصا تجميد الأرصدة ووقف شراء المنتجات النفطية السورية ووقف الإمدادات للجيش السوري، فإن التأثير سيكون كبيرا جدا.

كما آمل أن يساعد الآخرون في محاسبة النظام: بتحذير من يرتكبون الانتهاكات الآن، ودعم مستقبل ديموقراطي لسورية حيث هناك حاجة للعدالة والمصالحة.

وبالتالي فإنني أدعو كافة الدول للاستجابة لطلبات لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بتقديم معلومات وأدلة عن الانتهاكات.

وسوف تعمل المملكة المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة وغيرها من شركائها الدوليين لتأسيس المركز السوري للمحاسبة لدعم من يعملون على توثيق الانتهاكات الواقعة في سورية.

وفوق كل شيء، أدعو المعارضة السورية لوضع رؤية مستقبلية تطمئن لها كافة أطياف المجتمع السوري، وتحث على تنوع الآراء والانتماءات التي تمثل قواعد الديموقراطية.

لقد آن الأوان لوضع الاختلافات جانبا لأجل مستقبل سورية - حيث أن الديموقراطية هي أفضل سبيل لتقبل مختلف وجهات النظر برحابة صدر ومساواة وبشكل مشروع. وقد كان اجتماع المعارضة في إسطنبول الأسبوع الماضي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح.

وفي بريطانيا أعلنا في الأسبوع الحالي عن مضاعفة حجم المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية، والتي تتضمن من حيث المبدأ تقديم مساعدات غير فتاكة. كما سنزيد من دعمنا لمنظمات حقوق الإنسان وفرق المجتمع المدني لمساعدتهم في اكتساب المهارات والموارد التي يحتاجونها.

إن باستطاعة مجموعة أصدقاء سورية - من خلال مواصلة دعمنا للشعب السوري، وتكثيف الضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام، وضمان ألا توجد حصانة عن الجرائم المرتكبة، والتعاون مع جامعة الدول العربية، والإصرار على التنفيذ الكامل لخطة كوفي أنان - تعزيز فرص عملية الانتقال السلمية في سورية، وهي عملية البلد بأمسّ الحاجة إليها. وإنني على ثقة بأن ذلك هو ما نعتزم جميعنا عمله اليوم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة