العنوان أعلاه هو للأديب والسياسي الروسي « مكسيم غوركي » ، وهو جملة تختصر الواقع المؤلم الذي يعيشه كثير من الناس الذين يظنون أحيانا أنهم يستطيعون الطيران في الهواء بلا أجنحة ، فقط لأن أحدهم حلم في الليل بأنه « نسر محلقّ » ، ونسي أنه إنسان لا يستطيع القفز عن علو مترين دون أن يخشى كسر قدمه ، لذلك وقبل أن نترك شبابنا ينفلتون من عقالهم دون سبب ، عليهم أن يدركوا ما هي مصلحتهم ، وعلينا أن نزرع في عقولهم الفرق بين الصواب و الخطأ ، وبين ماهو حق لهم وما هو واجب عليهم ، وأن لا نبث بينهم سموم طبقة فاسدة فكريا لنحارب طبقة فاسدة عمليا ، خاصة في هذا الوقت الضائع ، وعلي أنا شخصيا أن أذكرهم بأننا كتبنا وكشفنا وناشدنا الجميع منذ سنوات لحماية رموز التاريخ الأردني وشواهد البطولات وإيقاف بيع الثروات التي يبكيها البعض اليوم بعد أن ذهبت بها القرارات ، ولم يسعفنا الحظ بصولة ولا جولة ولا» فزعة « من أحد.
لقد بتنا نخشى من الفوضى غير الخلاقة فعلا حينما يتولى الأمور غير المؤهلين لها ، وأسهل الأعمال هي الكلام ثم الكلام ثم التحول الى منطق الصراخ والتشنج الذي لا يمتلك أي منطق ، حينها فقط تبدأ الأمة بفقد إحدى ركائز بقائها وأحد مفاتح مستقبلها المنشود ، وهو التفكير لاجتراح حلول المشاكل ، والعمل لتحقيق واقع أفضل لأوطانها في شتى الصعد العلمية والاقتصادية ثم السياسية التي تعكس منطق وأسلوب ونمط الحياة لدى أفراد الشعب الذين يشكلون في النهاية جزءا من الحل أو من المشكلة بناء على نمط حياتهم وتفكيرهم وأساليب تعاملهم مع ظروف حياتهم ، وكم انتاجهم لا معدل استهلاكهم .
لذا علينا أن نبقى نناشد كل وليّ أمرّ أن يبحث عما هو أفضل لتربية إبنه أو من هو راع له ، ليكون دائما جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة ، فلا يجرننا الشعور بالإحباط أو الإقصاء أو التقصير الرسمي نحو هاوية النهاية ، فالمثل يقول : « إن ضاع مالك فلا تضيعن عقلك «
فإن بقينا نظن أن شتم الآخرين سيحقق أهدافنا فسنبقى نتمتع بخيبة آمالنا وضياع أحلامنا كالعادة ، حينما أضاع واقعنا زمرة الفسدة الذين باعونا كالخراف ونحن لا نملك سوى « الثغاء « ، ولو كانت الشتائم والدعاء على الظالمين يحقق النصر والغاية المنشودة ، لخسف الله الأرض بجيش أمريكا وبكيان إسرائيل ، فلماذا لم نعد نملك سوى الكمّ الضخم من مفردات الاتهام والشتائم ، ونحول الجيل من البحث عن العلم والمعرفة الى الجرّي وراء الأضواء والشهرة الزائفة ، لقد فقدنا أبسط مقومات حوارنا المحترم ، فلم نعد نفرق بين معارض محترم يسعى للأفضل ، وبين طارىء يبحث لنفسه عن « مقعد « بين الرجال ، وهو يفتقد لأبسط مفاهيم السياسة أو العمل والعلم بالأشياء .
أحيانا تسأل أحد الغاضبين في الشارع عما يغضبه ويدفعه للشتم والقسوة على المجتمع ، فيجيبك بمبررات عامة ، وفكرة يحملها الجميع دون فهمها ، ثم يضرب لك المثل بشخص ما ، فتسأله هل يمتلك الدليل أو المعلومة فعلا ؟ فلا يجيب أو يرمي الإجابة على أن الناس جميعهم يتحدثون عن ذلك ، في المقابل لا يسعك سوى الشفقة على مستقبل نخبىء له مثل هذا المولّول وهذا الشكّاء ، الذي لا يملك سوى الإنجرار وراء غضبه ليتبع من يفهمون جيدا ماذا يفعلون .
يجب أن تبدأ مرحلة جديدة لإعادة الرشد الى خطابنا السياسي والإعلامي والأهم التربوي ، في البيت أو المدرسة ، لحث الشباب على التفكير ثم التفكير ثم التفكير ثم الاعتماد على النفس لتحقيق طموحات النشء، وصنع مستقبل واعد لوطنهم ، لا صنع معامل لملح البارود وتوزيعها على خارطة الوطن قد تنفجر لأتفه سبب ، يجب أن نفهم أن التغيير يحتاج الى التفكير والخروج بمنطق يحكم تصرفاتنا ويكبح جماح السيطرة على الآخر ، أو الحلم بالسيطرة على الجميع ، فلا يعقل أن نجد إعلامنا يهتم بسياسي ثرثار أو مسؤول مهذار لسنوات عدة ، ولا يتناول موهبة علمية واحدة إلا ما ندر .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو