الأربعاء 2024-12-11 15:37 م

يمين اليمين

09:05 ص

هناك شيء لا أفهمه في سلوك (داعش) , وهي أن المسافة بين (الرقه) وتل أبيب أقرب بكثير من المسافة , بين (الرقه) و (باريس) ...والمسافة أيضا بين (كرمنشاه) و( ديزفول) والمدن الإيرانية الحدودية , أظنها أقرب للموصل من مخيم (برج البراجنه) ....للان لم أشاهد (داعش) تطلق طلقة واحدة على إسرائيل , أو على الأقل تستهدف , مدينة إيرانية أو مخفرا حدوديا .

لاحظوا ...(داعش ) إنشقت عن القاعدة , وهي جناح متطرف أكثر من القاعدة ..الأمر يشبه ( الارجون) , فهي المنظمة التي انشقت عن (الهاجاناه) ..وبنفس التكتيك القتالي , وبنفس العدد وبنفس التعصب الديني .
من أهم أدوار (الهاجاناه) هو قيادتها للهجرة غير الشرعية إلى فلسطين , مثل ما يحدث الان , فشكل الإلتحاق في داعش يعتبر أمرا سريا ...واليهود من شتى أنحاء العالم كانوا يلتحقون (بالهاجاناه) بشكل سري , وبنفس طرق التهريب ...
أول من مارس , القتل وبقر البطون وقطع الرؤوس , هم الهاجاناه والأرغون ..في مجازر دير ياسين , فعملية التوحش ..والرعب , ولدت على يد المليشيات اليمينية المتطرفة اليهودية في فلسطين ...ولا تختلف بين الجذر الهاجاناه وبين الوليد أو الجناح المنشق (الأرغون) تماما مثلما هي العلاقة بين داعش وبين الجذر ( جبهة النصرة)..
في النهاية , وحين تجاوزت أعداد (الهاجاناه) أل (40) ألفا ..انتقلت من مرحلة المليشيا , إلى ما نسميه الان (جيش الدفاع ) ...مثل داعش فهي تنظيم ..مجرد تنظيم وحين وصل أعداد مقاتليها إلى (40) ألفا انتقلت إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام ....
أول إنقلاب لتلك المنظمات كان على المظلة التي ترعاها , فالأرجون هاجمت البريطانيين , ونسفت سكك الحديد , ومعروف أن بريطانيا هي من وفر الغطاء والدعم اللوجستي لإنشاء تلك المنظمات, والتنظيمات الإسلامية المتشددة التي نشأت أفكارها في أفغانستان , وتمددت هناك وشكلت هياكلها ..تحت الرعاية الأمريكية البريطانية , الفرنسية ...هاهي الان تنقلب على حواضنها الأولى , وتضرب في نيويورك ...وباريس ولندن .
المليشيات الدينية في إسرائيل , أنتجت (شامير) ...(مناحيم بيغن) ..(شارون) وهؤلاء كل تاريخهم دموي , شارون مثلا هو من حمى المليشيات وأصدر لها الأوامر في ذبح الفلسطينيين عبر مجزرة صبرا وشاتيلا , بيغن قتل الأسرى المصريين بطرق وحشية , وشامير ..تورط بقتل ضابط إنجليزي ايام الإنتداب ..نفس عقلية الإجرام , التي يتبناها (أبو بكر البغدادي ) وغيره ...القصة أنهم يتميزون بالدم فقط ...والذبح والتشريد .
وفي النهاية , إسرائيل تقصف الجيش السوري ...تقصف لبنان , تقصف ما تشاء من المنظمات , ولكنها لم تطلق طلقة واحدة على داعش , وداعش بالمقابل تنتشر عملياتها في كل الأرض ...لكنها لم تطلق طلقة واحدة على إسرائيل ...
ثمة مقولة تاريخية وهي , يمين اليمين ..في الغالب يلتقي مع يمين اليمين في الطرف الاخر ...وأظن أنهما منتج واحد لا غير , ولكن اليمين الإسرائيلي لديه إكسسوارات الدولة , وما يسمى بقلعة الديمقراطية ...وما إلى ذلك ..وهنا يكمن الإختلاف فقط .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة