اختصاصيون يقدمون حلولاً للتغلب على الخوف من الزلازل

الوكيل الإخباري- ليلى القرشي 

يعيش الكثير من الاشخاص حالة من القلق والخوف نتيجة الزلازل والكوارث التي وقعت في عدد من دول العالم مؤخراً، خاصة تركيا وسوريا، اضافة الى عدد من الهزات الخفيفة التي حدثت في مناطق اخرى مثل ايران ومصر ولبنان.

خبراء في علم النفس والمعالجة النفسية اعتبروا في احاديث لـ "الوكيل الاخباري" أن مرحلة القلق التي يمر بها الشخص هي رد فعل طبيعي سببه توقع حدوث خطر معين مع عدم القدرة على السيطرة عليه ما يكون حالة من عدم الاستقرار او ما يسمى بـ "تغير مستوى الاحساس بالأمان " .

واضافوا ان لا بد للشخص ان يسيطر بتفكيره على حالات الهلع التي قد تنشأ نتيجة الخوف من المجهول او من الاخطار المتوقعة او القلق على العائلة والاحباب .
رئيس قسم اختصاص علم النفس في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد الشيخ اعتبر أن التعامل مع اضطرابات القلق لها قواعد عامة وقواعد خاصة، بشكلها العام تتمثل بتذكير النفس بقدرتها على  السيطرة على الافكار السلبية. 

اما بالظروف الخاصة كالخوف من الزلازل او الكوارث، اوضح ان الابتعاد عن العُزلة والجلوس لوقت اطول مع العائلة او الاصدقاء يخفف من تأثير المشاعر السلبية والخوف من خلال الحديث عن مواضيع مختلفة، او الحديث عما يقلق الشخص ليكتشف انه شعور عام ولا يشعر به لوحده ما يساهم بتخفيف تأثير المخاوف عليه كونه شعور جماعي.

وأكد الشيخ على اهمية مراعاة وجود الاطفال في مجتمع ينتابه القلق او الخوف من حدث معين او احداث متوقعة ، مؤكداً ان التغلب على زرع هذه المشاعر السلبية لدى الاطفال يتمثل بممارسة نشاطات وفعاليات بصحبة الابناء حتى وان كانت في المنزل لاشعارهم بالامان ، مشدداً على ان الاطفال يتلقون مشاعرهم مما يقرأوه في اعين اهاليهم دون ان يشعر بهم احد. 

بدوره أوضح اختصاصي المعالجة النفسية الدكتور يوسف مسلم أن القلق حالة طبيعية، ويحدث بسبب تغيرات او احداث حادة، حيث يثير ذلك لدى بعض الناس التشكك في مدى الاستقرار التي تتمتع به امور الحياة، ويمكن ان نصف هذا القلق ( قلق تغيرات اليقين) حيث يقصد باليقين هنا الاعتقاد بأن الاستقرار أمر دائم وتحصيل حاصل  في الحياة ، ليفاجئ الشخص ان يقينه هذا غير صحيح تماماً فيتشكك . واصفاً مثالاً يُستخدم دائماً كـ "ركوب الطيارة لأول مرة" .

وأكد مسلم أن الشخص ثلث اعتماده في الوقت الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي لاستيفاء المعلومة، لكنها تنضوي على الكثير من المعلومات المضللة ونقص المعلومة الواضحة يتسبب بكم هائل من القلق لدى الاشخاص .

وهنا نصح مسلم الأشخاص ، بالتعامل مع وسائل الاعلام الاكثر موثوقية وعدم التركيز على الاخبار السلبية ، و شدد على اهمية سماع الاخبار وليس مشاهدتها وخاصة بوجود اطفال لما له اثار كبيرة لديهم مؤكداً بضرورة مصارحتهم واخبارهم بالواقع ودون تهويل   .

واختتم مسلم ان ما يحدث اليوم كشف عن هشاشة فهم ثقافة الواقع لدينا موجهاً بضرورة الاهتمام للجانب النفسي ومواجهة ثقافة الواقع والتي قد تحدث بشكل متكرر مثل " فقدان عزيز ، تعرض احد لمرض مزمن " وضرورة معرفة سبل وطرق السيطرة عليها للاعتياد على اي حدث قد يواجهه الانسان مستقبلاً .