"انا شفت ماما بتندعس قدامي".. الطفلة الناجية من حادث اربد تروي لوالدها التفاصيل

الوكيل الإخباري-ليلى القرشي

بصوت مليء بالألم، روى فارس علي عباسي، والد الأطفال الأربعة (بتول، يامن، محمد، لين)، تفاصيل حادثة الدهس المروعة التي أدت إلى فقدان عائلته في ليلة من ليالي الأسى في منطقة حوفا بلواء الوسطية في اربد والتي هزت الأردنيين.

وفي تفاصيل الحادث، كان الأطفال الأربعة برفقة أمهم وشقيقتها، التي كانت برفقة ابنها وحفيدتها الصغيرة، حين وقع الحادث المأساوي الذي أسفر عن وفاة 6 منهم وإصابة 2 آخرين. أكدت مديرية الأمن العام أن سبب الحادث هو السرعة الزائدة والقيادة بطريقة استعراضية في مكان غير مخصص.

وفي حديث مؤثر لـ "الوكيل الإخباري"، أوضح الوالد أن زوجته ايات الرحابنة كانت قد خرجت رفقة أطفالها الثلاثة التوائم (بتول ويامن ومحمد، 6 أعوام) وابنتها الصغيرة لين البالغة من العمر ثلاثة اعوام ، بالإضافة إلى شقيقتها ابتهاج الرحابنة وابنها الذي يدرس الثانوية العامة وحفيدتها مريم العمري، لزيارة عائلية. وعند عودتهم لمسافة لا تبعد سوى أمتار، وقع الحادث الذي أسفر عن وفاة زوجته وأطفاله الثلاثة وشقيقة زوجته وابنها، وبقاء طفلته الكبرى بتول والطفلة مريم العمري ناجيتين.

وقد روى الوالد تفاصيل الحادثة من خلال حديث ابنته الناجية بتول، التي شهدت اللحظات الرهيبة وأخبرته بأن السيارة اقتربت بسرعة جنونية ودهست أفراد عائلتها. ثم تابع الوالد بصوت حزين، "قالت بتول إلي: انا شفت ماما بتندعس .. طلعت عليها سيارة وراحت للسما".

وأضاف الوالد أن الطفلة الصغيرة مريم العمري نجت من الحادث بطريقة مؤثرة، حيث كانت تحتضنها جدتها ابتهاج بكل قوتها. وبعد وفاة الجدة جراء الحادث المأساوي، ستبقى مريم تذكر تلك اللحظات الأليمة التي عاشتها، مؤكداً أن حالة الطفلة لا تزال غير مستقرة، وأنها تعاني من العديد من الكسور.

وفي ختام حديثه، وجه والد الأطفال رسالة مؤثرة مليئة بالحزن، حيث أكد على أهمية عدم التهاون بأرواح الناس بالقيادة المتهورة. وعبر عن غضبه وحزنه العميق تجاه هذه الكارثة، مشيراً إلى أنه رُزق بأبنائه الثلاثة بعد مرور عشر سنوات من خلال عملية زراعة. قائلاً بصوت مليء بالألم: "حسبي الله ونعم الوكيل .. احتسبهم عند الله".