الجمعة 2024-11-29 12:41 ص
 

في عيد استقلالنا الأغلى..الملك عبد الله الثاني ابن الحسين

"صَانِع أسس الرّعَاية الذّكيّة للمُجتمع، وضَامِن دَيمومتها"

451045ff-ff93-47e6-9559-d7b06bd07ea5
09:12 ص

لا يقتصر العمل الاحترافي في الذّكاء التّقنيّ أيام 2022 على مجالات الحاجة التي تُنجبها الأيام، والتي تحتاج إلى (الابتكار) كونه الأداة الطّيّعة لاستحداثها: مثل ابتكارنا للهاتف الذّكيّ، وأشيائنا الذّكيّة الأخرى.. تلك التي لامست احتياجاتنا..

اضافة اعلان


ولكن ثمّة ذكاء من نمط آخر.. وقد رافق ابتكارنا لأشياء (عصر الذّكاء التّقنيّ)، إنّه (الذّكاء القياديّ) الذي نلمس مخرجاته، كأيّ مخرج ماديّ، بل تفوق مخرجاته أهمية أيّ مخرج ماديّ ممّا نسمّيه (الأشياء الذّكيّة) التي نفّذها العلماء في (العصر الرّقميّ التّقنيّ الذّكيّ)، ذاك الذي ليس له مثيل، ولم يسبقه أيّ عصر شبيه من ذي قبل!


و(الذّكاء القياديّ) له صانع، وضامن..
وهو كغيره من الذكاءات.. تلك التي تنعكس ابتكاراته على صانعها؛ وهو الضّامن لها، وتنعكس بما تقدّمه من خدمة على المستخدِم لها.. تمامًا كما تنعكس مخرجات (الذّكاء القياديّ) على الصّانع/القائد، وهو الضّامن لها، وتنعكس على مَن يعولهم ويقودهم


وللذّكاء القياديّ رؤيته ورسالته وأهدافه، ولا يختلف اثنان على أنّه من أهم أنواع الذّكاءات التي نحتاجها في هذه الأيام، خصوصًا ونحن نعيش بين تقلّبات لم يشهد لها التّاريخ شبيهًا.


فينتهج الملك عبد الله رؤية (ذكائه القياديّ) بتمثّله الوصول إلى كلّ ما من شأنه أن يصل بنا كأردنيين إلى قمّة التّراضي بين القائد وأهله، وأمّا رسالته فهي التي تحقّق رؤيته في الوصول إلى القمّة من استجلاب كلّ ما من شأنه أن يضمن رفعة الوطن والمواطن، وأما الأهداف فهي التي تفصّل بعض ما يمكن استجلابه لتحقيق تلك الرؤية، وضمان استمرار رسالتها.. من دراسات، أو مختبرات، أو غير ذلك مما يُمكّن الشّباب عمومًا، والمرأة خصوصًا، مِن تحمُّل المسؤوليّة تجاه الوطن.


فيَنقل الملك (القيادة) بذكائه القياديّ، من شخص جلالته، إلى شخص كلّ مواطن لَمَسَها منه، وألفها، وأحسّ بأهميتها، وحاجته إلى تمثّلها.. فيشتركان معًا (القائد والمواطن) في رفعة الوطن، وتطوّر موجوداته.


إنّه الذّكاء الذي يبحث في الموجودات، والإمكانيّات، وينقل المخرجات من (الفرديّة) إلى (المجتمعيّة العلنيّة)، فلا انفراديّة في القرار، ولا انفراديّة في التّمكين، ولكنّها (قيادة تشاركيّة ذكيّة)، و(مخرجات تشاركيّة مجتمعيّة) لبّت حاجة الأردن، ولامست قدرات أبنائه، وارتقت بها إلى مصافّ القيادات العالميّة، فلم يعد عجبًا أن يقود بعض وكالات الفضاء أردنيّون، وأن يقود أهم دور الدّراسات البحثيّة، ودوائر الإعلام، وأماكن صنع القرار، في العالم أردنيّون، وأن يكون لأبناء عبد الله الثاني ابن الحسين بصمتهم الملحوظة في أيّ مطلب من مطالب القيادات العالميّة..


هذا، وقد نجح الملك في نقل روح القيادة من لدن جلالته قائدًا أعلى إلينا.. تارة بالمُجاورة غير المباشرة التي هي واحدة من [أسس الرّعايّة المجتمعيّة الذّكيّة]، وأعني بها مجاورة جلالته لنا ولهمومنا ولأحوالنا في كلّ صغيرة وكبيرة وتمثّلها كأنّها حصلت معه؛ لضمان سرعة حلّ ما استعصى منها أولا.. وتارة بالمجاورة المباشرة التي تنقل (روح القيادة) من لدن جلالته إلى كلّ أردنيّ.


هذا، وتتجلّى في روح الملك الأبعاد الثلاثة في "أسس الرّعاية الذّكيّة"، تلك التي حرص على استمرار تواجدها طيلة فترة حكمه الميمونة، وما زال، وهي [التّجديد والتّنوّع والابتكار]؛ وما ذاك إلا لضمان استمرارية "أسس رعاية جلالته للمجتمع" فما صَلُحَ منذ ثلاثين سنة، قد لا يصلح الآن، وما يَصْلُح الآن، قد لا يصلح غدًا.. وهكذا.. استقرّ جفن جلالته، وقرّت عينه، وهو يرى أبناء الوطن يتصدرّون (قوائم الأوائل) في المجالات كلّها.. وما ذاك صُدفة، ولكنّه تخطيط مُسبق، وسِمة إتقان، وخِبرة سنين، ودراية بالصّغيرة قبل الكبيرة، واحترام عالميّ متبادل، وقدرة على الانغماس في القضايا العالميّة، والخروج منها بالأرباح الممكنة، وبكلّ كبرياء وعزّة نفس.


إنّه الاستقلال يا سادة..
ذاك الذي يجدر بنا في ذكراه أن نسترجع بعض ما حقّقناه، وأن نبارك نجاحنا الموازي لنجاح مليكنا في استقرار وطننا أولا، وتمكّننا القياديّ لقطاعات مهمّة في العالم ثانيًا.


وإنّه لمن "الذّكاء القياديّ" أن نسمع جلالته وهو يردّد في كلّ مناسبة أنّ خدمة المواطن هي غاية ما يصبو إليه، ويتطلّع، ولم تعدّ كلمة (الخدمة) كلمة مستهلكة، بل لقد تحقّق منها الكثير، ولم نعد نستهلكها ترفًا لفظيًّا؛ فمهاراتنا العسكريّة والتّعليميّة والمهاريّة هي الأكفأ عالميًّا، ولعلنا لا نجانب الصّواب إذا قلنا إنّنا ننعم بأكثر مما تقدّمه الدّولة من واجبات أوليّة: أعني السّكن والطّعام والشّراب والكهرباء والدّواء، مع أن هذا ممّا لا تنعم به دول كثيرة، بل إنّنا تجاوزنا ذلك إلى خدمات تقديم الإسكان لمن لا يقدر عليه، وتقديم معونات الخير لمن لا معونة له، بشتّى أصنافها.


وإنّه الإصرار والمحبة في أن نكون في الدّرجة الأولى على سلّم التّرتيب، وهما اللذان يجعلان جلالته لا يقف عند سدّ، ويتخطّى أيّ حاجز؛ لكي يرى أبناءه الأفضل، وقد رآنا.  


وأخيرًا..
فكثيرًا ما يبادر جلالته بالقول: "إنّني أخدم المواطن بكلّ ما منحني الله تعالى إيّاه من قوّة واستطاعة، وبكلّ ما يمكنني، وإنّني إذ ألمس تقصير أحد من مسؤولينا أحيانًا، لأرجو أن يكون تقصيرًا مَرحليًّا، وألا يجرّ أيّ ضرر على أيّ مواطن، صغيرًا كان، أو كبيرًا، وأرجو من كلّ مواطن أن يدعو لي بالسّداد؛ لأنّه ما من قيادة إلا بكم، وستؤول إليكم".


وكل عام وأردننا بخير، ومليكنا، واستقلالنا بألف خير..

 

د.عماد الخطيب
أكاديميّ أردنيّ

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة