وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المعد في القدس مشاهد للستيني سعيد أبو نجمة وهو يقوم بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك "بجسده الهزيل" ومنعه لانتهاك خطير لحرمة المسجد، بعد أن حاول عدد من المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصى من باب الغوانمة، حيث نجح أحد المتطرفين من إدخال قربان حيواني إلى باحات المسجد، قبل أن يتم التصدي له من قبل موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس وبعض المصلين، ما دفع شرطة الاحتلال إلى إخراج المقتحمين من المسجد.
وقال الحاج المقدسي أبو نجمة إنه تفاجأ بالمستوطنين أمامه أثناء نزوله على الدرج على بعد خطوات من المسجد، وشعر بأنه من الممكن أن يستشهد للحيلولة دون دخولهم للمسجد، حيث قام بالوقوف في وجههم والدفاع عن حرمة المسجد بكل ما أوتي من قوة، مشيرا إلى انه تمكن من صدهم وإبعادهم عن الباب.
وأوضح التقرير أن هذه الحادثة تزامنت مع اعتداء آخر على منطقة تعرف باسم "رباط الكرد" أو حوش الشهابي، الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، في باب الحديد، وهو احد أبواب المسجد، عندما أقدمت بلدية الاحتلال بحماية الشرطة على البدء بأعمال توسعة لما يسمى من قبل الاحتلال بـ "المبكى الصغير"، الذي تسعى الجماعات اليهودية للاستيلاء عليه بذريعة مكانته الدينية لقربه من حائط البراق.
ويعد "رباط الكرد " جزءا لا يتجزأ من جدران المسجد الأقصى المبارك، وهو وقف إسلامي صحيح، وتعود ملكية المنازل الموجودة فيه لعائلة الشهابي المقدسية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاعتداءات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك بشكل مباشر، أثارت قلق المقدسيين، حيث نددت الهيئات الإسلامية الموجودة في مدينة القدس بهذه الانتهاكات، واصفة إياها بـ "السافرة والخطيرة"، وخطوة أخرى من قبل الاحتلال نحو تهويد المدينة المقدسة ومسجدها.
وأوضح رئيس قسم الآثار في دائرة أوقاف القدس، علي وزوز، أن سلطات الاحتلال أعلنت قبل أيام عن حدوث ثورة في هذا المكان، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، حيث حدثت أعمال خطيرة تمس هذا المكان، مضيفا أن وجود بلدية الاحتلال وقواته في هذا المكان أمر خطير، بعد أن قاموا بإزالة الحجارة والاتربة والسياج الحديدي، وقيامهم بعمل ترميمات لا احد يعلم ماهيتها، والتي يرجح أنها تهدف لتوسعة المكان والاستيلاء عليه، ما يُعد انتهاكا خطيرا يمس هذا المكان الذي هو بالأصل وقف ذري وتسكنه عائلات مقدسية منذ مئات السنين.
بدوره، قال احد سكان حوش الشهابي، رأفت الشهابي، إن هذا المكان جزء من الحائط الغربي للقدس الشريف، وبالتالي فإن اليهود -بحسب معتقداتهم - يقولون بان حائط البراق الخاص بهم يشمل كل الحائط الغربي للقدس الشريف، والذي يطل على مكانين، هما باب المغاربة، الذي يطلق اليهود عليه مسمى "حائط المبكى" وهو حائط البراق، والمكان الثاني هو حوش الشهابي، الذي يطلقون عليه مسمى "الحائط الصغير".
وأضاف انه في الحقيقة لا يعني لهم أي نوع من أنواع القداسة، في إشارة منه على اعتداء مشابه حدث في السبيعينيات، حين تم رفع كتاب لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية، التي قامت بإرسال استجواب لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اسحق شامير حول الأماكن المقدسة للشعب اليهودي في القدس الشرقية، حيث جاء الجواب من مكتبه بأن هذه الأماكن تقتصر فقط على حائط المبكى في باب المغاربة وقبر شمعون الموجود في حي الشيخ جراح.
من جهته، أكد المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، أن قضية رباط الكرد تشبه قضايا الكثير من النقاط الساخنة في محيط المسجد الاقصى المبارك، المستهدفة بالتهويد والمصادرة، بالرغم من أن قضية رباط الكرد أثيرت في السبيعينيات، وصدر فيها قرار من المحكمة الإسرائيلية بعدم وجود أي ملكية للاحتلال فيها.
وأوضح أن رباط الكرد أصبح في خطر منذ بداية التسعينيات، وتحديدا بعد اقتحام شارون للحرم، حيث أصبح حوش الشهابي القائم على رباط الكرد مستهدفا بعد أن بدأ التصعيد في حركات الاستيطان في المنطقة، وأصبح اليهود يذهبون لأداء طقوسهم التلموذية، وبدأت السلطات الإسرائيلية بمنع الأوقاف الإسلامية من تنفيذ أعمال الترميم في المنطقة.
وبين أن رباط الكرد وقف إسلامي صحيح وجزء من المسجد الأقصى المبارك، وان حوش الشهابي وقف ذري لعائلة الشهابي، وهو قائم على رباط الكرد، المحاذي لجدار المسجد الأقصى المبارك، والتي بذلت الكثير على مدى آلاف السنين للحفاظ على كل حجر فيه، لافتا إلى ان الخطر الأكبر يكمن في محاولة سلطات الاحتلال تحويل رباط الكرد إلى كنيس يهودي ومكان لأداء طقوسهم الدينية فيه.
وأضاف كيلاني أن اتفاق الوصاية الهاشمية على المقدسات، والذي تم تجديده في عام 2013، تضمن تعريف المسجد الأقصى المبارك على انه " كامل الحرم القدسي الشريف بجدرانه واسواره وممراته فوق الأرض وتحتها واروقته وأربطته والمدارس القائمة عليه بما يشمل الأوقاف الإسلامية"، لافتا إلى ان الحكومة الإسرائيلية كشفت عن نيتها الخبيثة عندما تداولوا منشورات فيما بينهم، بأن ذلك يعني ما تحت القبة باعتبار الصخرة والقبلي مساجد، ليعودوا في عام 2014 بتعريف جديد مفاده بأن ما تحت القبة يعني ان الصخرة ليست مسجدا ولم تكن مسجدا في التاريخ، ما جعل الوصاية الهاشمية تشكل نوعا من الحماية والقهر للرواية الإسرائيلية المختلقة، التي تعرف كل الحرم الشريف على انه "جبل الهيكل" وأنهم- كيهود - سوف يعطون جزءا صغيرا داخل هذا الجبل للمسلمين بمساحة لا تتجاوز بضع دونمات، والتي تشكل المسجد القبلي.
وأشار كيلاني إلى ان عددا من التحليلات التي قدمها علماء اللاهوت تفيد بان المسيحية الصهيونية والصهيونية اليهودية المتدينة في إسرائيل قائمة على محيط من الخرافة، وأنهم ابدعوا على مدار مئة عام مضت في اختلاق الخرافات التي تسارعت لدرجة انهم يخرجون كل أسبوع بخرافة جديدة تتعلق بطقوسهم وتفسيراتهم الجديدة لمقطع من التلمود أو التوراة.
وأشار الى ان الموقف الأردني من هذه الانتهاكات ليس جديدا، حيث قامت الحكومة الأردنية في عامي 2015/2016 بتقديم قراراي المجلس التنفيذي لليونسكو رقم 99 و200 وقرار لجنة التراث العالمي رقم 39، حيث حازت على دعم عالمي في اليونسكو، وطالبت بإلزام إسرائيل بتمكين اوقاف القدس من ممارسة حقها في ترميم هذه الأماكن والمحافظة عليها، بما يشمل باب الرحمة ومقبرته والقصور الاموية وتلة باب المغاربة وطريقه ورباط الكرد، ما يعني أن الحكومة الأردنية اخذت إجراء قانونيا منذ عام 2015 نتيجة الوعي الأردني بهذه المعركة، لان الاحتكاك بدأ بهذا التاريخ.
-
أخبار متعلقة
-
انطلاق تمرين "الأمن الوطني – القيادة الواعدة" في كلية الدفاع الوطني
-
المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة باستخدام طائرة مسيرة
-
الحكومة تحسم الجدل حول فرض أي ضريبة جديدة أو زيادة أي ضرائب بالاردن
-
هل أصلي الجمعة أول أيام العيد ؟ الإفتاء تحسم الجدل
-
رحلة عائلية بقطار الحديد الحجازي السبت المقبل بمناسبة عيد الاستقلال
-
رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة يؤدي القسم القانوني
-
بالأرقام .. الأردن تمر بأسوأ موسم مطري منذ 1978
-
بيان صادر عن جامعة عجلون .. وإجراءات صارمة بحق المخالفين