الأربعاء 2025-11-26 10:10 م
 

مداهمة الرمثا .. كيف حوّل رجال الأمن العام المستحيل إلى واجب إنساني !

مداهمة الرمثا .. كيف حوّل رجال الأمن العام المستحيل إلى واجب إنساني !
مداهمة الرمثا .. كيف حوّل رجال الأمن العام المستحيل إلى واجب إنساني !
 
07:58 م
الوكيل الإخباري- مهند الجوابرة - لم تكن العملية الأمنية في لواء الرمثا مجرد مداهمة اعتيادية لمطلوبين خطرين؛ بل كانت مواجهة معقدة تجاوزت حدود الاشتباك، ولامست أصعب ما يمكن أن يواجهه رجال الأمن: إنقاذ حياة أم اتخذها أبناؤها درعاً بشرياً أمام رصاصهم.اضافة اعلان


بحسب بيان مديرية الأمن العام، فقد داهمت قوة أمنية خاصة، مساء الثلاثاء، موقعاً كان يؤوي شقيقين مطلوبين من حملة الفكر التكفيري على خلفية قضايا تحقيقية مهمة. وما إن وصلت القوة إلى المكان حتى بادر المطلوبان بإطلاق النار بكثافة، فأُصيب ثلاثة من أفراد القوة المداهمة، وأسعفوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ومع ذلك، ورغم كثافة النيران، لم يكن الرد العسكري سهلاً أو سريعاً كما قد يتصور البعض؛ فقد كان داخل ذلك الموقع أم مكلومة، تقف بين نيران أبنائها وخطر الاشتباك. امرأة لم تختر مصيرها، ولم تدرك أن من حملتهم في رحمها يوماً سيجعلونها اليوم درعاً يمنعون به استهدافهم.

ورغم أن قواعد الاشتباك تسمح بالحسم الفوري، فإن رجال الأمن العام آثروا التريث، وضبط النفس، وحماية حياة الأم قبل أي شيء آخر. تأخر الحسم، وامتدت العملية لساعات، ليس بسبب صعوبة المداهمة فحسب، بل بسبب الحرص المطلق على إنقاذ تلك السيدة، التي أصبحت – دون إرادتها – جزءاً من مشهد مأساوي لا يشبه إلا قسوة أبنائها.

ربما كانت الأم سبباً غير مباشر في إصابة رجال الأمن؛ فهم لم يبادلوا إطلاق النار لحظة خطر، ولم يردوا الرصاص بالرصاص حين كان الرد مشروعاً، وذلك حفاظاً على حياتها. قرار لا يتخذه إلا من يحمل عقيدة وطنية لا تهتز، وأخلاق مهمة أعلى من التفكير في الخطر الذي يحيط بهم.

وما إن تمكن أبطال الأمن العام من إخلاء الأم بسلام والاطمئنان على حالتها، حتى انقضوا على المطلوبين بحرفية واقتدار، وأنهوا التهديد في لحظات، ليعيدوا الأمن إلى المكان، ويضعوا نهاية لمشهد يؤكد مجدداً أن الدولة لا تتهاون مع من يحاول العبث بأمن الوطن.

لقد قدّم رجال الأمن العام في هذه العملية درساً عميقاً في الإنسانية قبل الشجاعة؛ درساً يقول إن حياة الأبرياء خط أحمر، وأن الأم التي حاول أبناؤها الاحتماء بجسدها ستبقى في نظر الدولة مواطنة تُصان كرامتها وتُحمى حياتها، ولو كان ثمن ذلك دماء رجال يقفون في خط النار.

وهكذا، تحوّل الرحم الذي كان من المفترض أن يكون موطناً للحياة إلى أداة يُراد بها الاحتماء من القانون، لكن الأمن العام رفض هذه المعادلة المنحرفة، وجعلها عبرة لكل من يتوهم أن الوطن يمكن أن يؤخذ رهينة أو أن القانون يمكن أن يُخدع.

إن ما جرى في الرمثا ليس مجرد خبر أمني؛ إنه رسالة واضحة: هذا الوطن محروس برجال يجعلون المستحيل واجباً حين يتعلق الأمر بحياة مواطن .. أي مواطن.
 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة