هناك، وُلدت جمعية "ميشع المؤابي للثقافة والفنون" في عام 2013، لتكون صرخة مُسجّلة بصدى الأدب والفن، والحسّ بالمجتمع، في جنوب الأردن، حيث تُشكل مالمسة الأمل في رحلة التغيير.
تحمِل الجمعية في اسمها إرث الملك ميشع، مؤسس مملكة مؤاب، وتُرَبِّي في هوائها شعارًا واحدًا: أن الثقافة والفن ليسا رفاهية، بل أدواتٌ للتغيير، لمن يصدّق أن المدينة يمكن أن تُبدّل وأن الإنسان يستحق أن يُرى، يُسمع، ويُعبّر.
منذ بدايتها، لم تترك الجمعية تهدأ، بل أطلقت مبادرات غضّت بتأملات التجميل والهوية؛ ففي عام 2013، انطلقت حملة «يدا بيد – هويتنا نظافة مدينتنا» بالتعاون مع بلدية الكرك ومديرية الثقافة، حيث غُرس حول قلعة الكرك أشجارٌ ونُسِجت زخارف من عجلات السيارات المعاد تدويرها لتزيين الحيّ التاريخيّ.
وفي 2014، جاءت مبادرة "مدينتي أجمل" لتكمل الحُلم بتجميل محيط القلعة، وزراعة الأزهار، والتزيين، بهدف منح الكرك بهجة إضافية، وتعزيز الوعي البيئي بين السكان، وما زالت الجمعية اليوم، عبر جدران المدينة، تترجَم هذا العهد برسم جداريات تُحاكي تاريخ المدينة، وترسم وجوه الأمل على الأسطح.
ضمن مشاريعها للتمكين الثقافي، استضافت الجمعية ورشًا فنية في مجالات الرسم، والنقش على الخشب، والمشغولات اليدوية، بإشراف مديرية الثقافة في الكرك، لفتح آفاق الإبداع أمام الشباب المحليين، وتنمية قدراتهم، وتحويل فضاءاتهم الداخلية إلى أماكن إنتاج.
في عام 2024، أطلقت الجمعية مبادرة "نزرع من أجلك"، بالشراكة مع مجلس الخدمات المشترك، ووزارة الزراعة، وأمانة عمّان، حيث شارك متطوعون في زراعة أشجار في منطقة اللجِّون، تعزيزًا للرقعة الخضراء، وسعيًا لحماية البيئة، في لقاء يربط أبناء الكرك بأخضر الوطن.
لكنّ الجمعية لم تكتفِ بالجمال وحده؛ بل أخذت دورًا فاعلًا كمِرآةٍ تنطق هموم المواطنين، وعنوانًا لمن يتعطّش إلى العدالة والخدمة، وأطلقت حملات مُطالب وحملات لإطلاق مراكز تنموية وتادريبية وتمكينية وشبابية ورياضية مختلفة كضرورة، لا ترفًا. يواكب النمو السكاني ويضمن استجابة سريعة للاحتياجات المجتمعية .من خلال هذه الحملات، تُشكّل الجمعية جسرًا بين الشارع والمسؤولين، ترفع صرخات المواطنين، وتُبدّل التذمّر بصوتٍ موحّدٍ يُطالب بالتنفيذ والمحاسبة.
تقول رئيسة الجمعية، ازدهار الصعوب، خلال حديثها لوكالة الأنباء الأردنية"بترا"، إن هذه المبادرات تتماشى مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لتلبية الاحتياجات المجتمعية وتحقيق النمو المستدام بجميع القطاعات وزيادة الرقعة الخضراء الثقافية والتوعية والتنموية في المملكة، وتُبرز أهمية التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية، لتحقيق بيئة مستدامة للأجيال القادمة.
وترى الصعوب، أن هذه الأنشطة والأعمال والفعاليات والحوارات تعزّز التواصل بين أفراد المجتمع وتُشجّع مشاركتهم الحقيقية في الحياة الثقافية، مشيرة إلى أن الجمعية ما تزال تعمل على تطوير برامجها لتلبية احتياجات المجتمع المحلي، وتعزيز دوره في حماية التراث الثقافي والفني.
ولفتت، أن الطموحات لا تتوقف عند هذا الحدّ؛ فالجمعية تنظر إلى المستقبل بعينٍ متحفزة، وتطمح إلى إقامة شراكات أوسع وأنشطة مجتمعية ممتدة، تدمج الفنون في المدارس والمراكز، وتُرسّخ قيم الانتماء والهوية لدى الأجيال القادمة.
وقدرت الصعوب لجميع الجهات الرسمية والخاصة الاستجابة والتعاون البناء لخدمة مدينة الكرك.
في قلب الكرك، تنبض جمعية ميشع المؤابي بالحبّ للمدينة والناس، هي ليست مجرد جمعية تُنظّم فعاليات، بل روحٌ تسعى لأن يَرى كل مواطن في أرضه، أن يُسمع في حاضره، وأن يعيش في بيئة تليق به وتمدّه بالأمل، وعندما يُضيء الإنسان بما يملك من فكر وجرأة، تُضيء المدينة أيضًا.
-
أخبار متعلقة
-
البث المباشر لـ برنامج الوكيل
-
فصل الكهرباء من الـ10 صباحا والى 4 عصرا عن مناطق في المملكة -أسماء
-
العدوان يلتقي فاعليات شبابية ورياضية في جرش في اليوم المفتوح
-
الأردن يعزي مصر بضحايا حادث غرق قارب هجرة غير شرعية قرب جزيرة كريت
-
الملكية الأردنية: 8 رحلات إضافية إلى الدوحة دعما للمنتخب الوطني بأسعار مخفّضة
-
الأردن يطلق نظامًا وطنيًا لإعادة تدوير مواد التعبئة والتغليف
-
صدور تعليمات صرف الدواء ونقله عن بُعد لسنة 2025 في الجريدة الرسمية
-
الموافقة على إصدار عملة برونزية جديدة في الأردن.. ما القصة؟
