السبت 2024-10-05 02:10 م
 

"يوم المعلم".. قصص نجاح ملهمة من معلمات حصلن على جائزة المعلم المتميز

المعلم فداء داود ، والمعلمة ايمان أبو حماد
المعلم فداء داود ، والمعلمة ايمان أبو حماد
11:44 ص
الوكيل الإخباري-ليلى القرشي- يحتفل العالم في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بيوم المعلم العالمي، تقديرا لقيمة هذه المهنة السامية ودورها في بناء الأجيال وصقل مستقبل المجتمعات.اضافة اعلان


وفي مقابلات صحفية أجراها الوكيل الإخباري، شارك معلمون وإداريون حائزون على جائزة الملكة رانيا تجاربهم المهنية وقصص نجاحهم، لتكون رسالتهم مصدر إلهام للكثير من طلابهم.

المعلمة إيمان يوسف أبو حماد، مواليد عمان 1982، تخرجت من مدرسة سحاب الثانوية الشاملة للبنات، ودرست البكالوريوس والماجستير في علم الحاسوب. عملت معلمة لمدة عشرين عامًا في ذات المدرسة "سحاب الثانوية للبنات"، ومتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت تحديدًا.

حاصلة على جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي عن فئة المعلم المتميز للعام 2024، عن إنجازات مختبر الذكاء الاصطناعي المتميزة.

كيف تشعرين عندما يتم تقدير مجهودك كمربية، سواء من قبل طلابك أو زملائك؟
الحمد لله رب العالمين أولاً على حصولي على لقب التميز، وكان لي الشرف بالتكريم الملكي ولقاء جلالة الملكة رانيا من خلال مشاركتي في جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز. طبعًا، مهنة المعلم رسالة سامية ولا ينتظر المعلم أي عبارات شكر من طلابه، ولكن عندما نكرم المعلم نزيد من دافعيته ومتابعة عمله بجد واجتهاد، لأن المعلم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء الوطن عن طريق إعداد جيل بعد جيل لتأهيلهم لحمل المسؤولية. أكون فخورة جدًا عند مقابلة إحدى طالباتي الخريجات، واللواتي أصبحن طبيبات أو معلمات أو مهندسات. أسعد جدًا بلقائهم ولهفتهم للسلام عليّ، على الرغم من مرور عدة سنوات منذ أن كن طالبات في المدرسة.

أتذكر يوم التكريم الملكي وقد انهالت التبريكات وعبارات التهنئة الرائعة وباقات الورود من الطلبة والزميلات والمجتمع المحلي لمشاركتي فرحة التميز، تأكيدًا منهم على دور المعلم الرئيسي، مما زاد في دافعيتي لتطوير ذاتي والبحث أكثر والعمل البناء لنشر ثقافة التميز للزملاء والزميلات في الميدان.

هل تتذكرين موقفًا أو تحديًا واجهتيه مع طلبتك كان له دور في تغيير مساره الدراسي أو الشخصي وكيف تعاملت مع هذا الموقف؟
كمعلمة حاسوب ومتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت، أدرس الصف الثاني الثانوي العلمي، والذي يطمح أغلب الطلاب لدراسة التخصصات ذات المجالات الطبية فقط. قمت بتدريب إحدى الطالبات على برمجة الروبوت، على الرغم من توجهها لدراسة الطب، ولكن لغرس ثقافة تفعيل الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة لحل المشكلات التي تواجههم، ودمج الطلبة لمواكبة التطور التكنولوجي. فرح الآن تدرس طب الأسنان في سنتها الثالثة ولا تزال تتواصل معي في فعاليات مختبر الذكاء الاصطناعي. تطمح فرح الآن وتبحث عن برمجة نظام حاسوبي باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة أطباء الأسنان في زراعة الأسنان، والمساعدة في تحديد شكل تقويم الفك. تسعى فرح إلى تطوير مهنة طب الأسنان بتفعيل الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة، كما تعلمت سابقًا في المدرسة، ولا تزال تشاركني طموحاتها، وأحاول جاهدة أن أدعمها وأشجعها باستمرار.

كيف تحفزين الطلاب على المشاركة في هذه الفعاليات؟
كل من يزرع بذورًا أو يغرس غرسًا سوف يجني ثماره. عندما يترك المعلم أثرًا لدى الطالب ويعزز القيم، سوف يسعى الطالب تلقائيًا إلى تكريم المعلم والاحتفال بيوم المعلم، بل ويتعدى ذلك، فطالبي يبحثن دائمًا عن فكرة إبداعية مميزة حتى لا يكون تكريم المعلم تقليديًا. وتستغل الطالبات كل فرصة لتجعل منها مناسبة في تكريم المعلم، وليس فقط في يوم المعلم، بل في نهاية العام الدراسي مثلًا، أو في يوم المرأة. حتى إن بعض الطالبات يكرمن معلماتهن في يوم الأم أيضًا.

وختمت المعلمة برسالة لطالباتها قائلة: "طالباتي العزيزات المتميزات، داخل كل واحدة منكن يوجد الإبداع والتميز، فاخْلِصن النية لله أولًا في طرق أبواب العلم، واعلمن أن بإخلاصكن ودافعيتكن للعلم تُصقل شخصيتكن لتصبحن قادرات على فتح أبواب الأمل، وإحداث تغيير وحل مشكلات للكثيرين. كوني دائمًا القدوة المثابرة المجتهدة التي تسعى لخدمة وطنها وأمتها. وفقكن الله دائمًا لما يحب ويرضى، وسدد خطاكن ❤️".

المعلمة فداء أحمد داود  ، حائزة  على جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز عام  2023/2024.

قالت داود لـ "الوكيل الاخباري" انها تخرجت بكالوريوس في اللغة العربية وأكملت الماجستير في اللغة والنحو. وعملت لأكثر من 18 عامًا كمعلمة لغة عربية بمدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز - إربد.

شاركينا موقفًا من مسيرتك شعرت فيه بدعم وتقدير المجتمع لك كمعلم؟
المجتمع الأردنيّ مجتمع واعٍ ومثقّف ويؤمن بدور المعلّم شريكًا للأسرة في التربية وإعداد النشء. وقد ظهر لي هذا في عدة مواقف بل يظهر كلّ يوم، بدءًا من الاحترام وكلمات التقدير التي يكرمني بها سائق التكسي عندما يعلم أنني معلمة متوجهة إلى مدرستي، ومرورًا بأهالي الطلبة الذين يمطروننا بعبارات الشكر والتقدير في كلّ مناسبة.

ولا أزال أذكر عندما ذهبت إلى المستشفى ذات يوم، فإذا بالطبيب ينهض مسرعًا نحوي ويناديني: "مس فداء!"، ويبدأ بالثناء علي وتذكيري بنفسه وسط المراجعين والكادر الطبي، وأنا وسط هذا كله وكأنني في حفل جائزة نوبل للسلام.

نعم، فلا يكاد يقلّ إنجاز المعلم للإنسانية واكتشافه لمواهب طلبته عن إنجازات المخترعين والمكتشفين في شتّى الميادين الأخرى.

كيف يمكن أن يكون المعلم ملهمًا للطلاب من الألف إلى الياء، وأن يكون بالفعل قادرًا على تخريج قادة للمستقبل؟
يكون المعلم ملهمًا لطلابه عندما يرونه يحقق الإنجازات، ويُساهم في إحداث التغيير للأفضل في مدرسته في كلّ يوم وكلّ موقف، وعندما يتعامل بإيجابية مع كلّ المتغيرات. يكون ملهمًا لطلابه عندما يرونه قدوة يعلّمهم بأفعاله وسلوكه الذي يشاهدونه أكثر مما يعلمهم بشرحه وكلماته.
هكذا يصنع منهم قادة تغيير، كما دعا لذلك جلالة الملك دائمًا، يحملون المسؤولية ويبدأون بأنفسهم ويجتهدون لصناعة الفرق أينما حلّوا.

ما هو أكبر تحدٍ مررت به في مسيرتك كمعلم، وكيف ساعدك ذلك في تطوير أسلوبك التعليمي وتقوية علاقاتك مع طلابك؟
في مسيرتي كمعلم، مررت بعدة تحديات، من أهمها أن أتمكّن من التعامل مع الطلبة المتميزين والموهوبين من الذكور والإناث، الذين تتعدد بيئاتهم وثقافاتهم وتوجهاتهم. وأن أجعلهم يثقون بي على الصعيد العلمي والتربوي وعلى الصعيد الشخصي، لتجد البذور التي أزرعها عندهم أرضًا خصبة فتُعطي ثمارها.

ولمواجهة هذا التحدي، عملت على تطوير نفسي مهنيًا عبر الدورات والورش المختلفة، وسعيت لتبادل الخبرات مع زملائي، وبنيت علاقات جيدة مع الطلبة ومع أولياء الأمور.

وفي الختام، وجهت المعلمة فداء رسالتها لطلبتها قائلة: "رسالتي للطلبة في يوم المعلم أن الوطن يحتاج أبناء أقوياء، والعلم قوة، فأتقن واجتهد، فبقدر اجتهادك يكن برّك بوطنك. ولا تنسَ أن المعلم أب والمعلّمة أم بكل ما لهذه الكلمة من معاني الحب والحرص وغيرها مما يحمله قلب الأم والأب لأبنائهما، فلا تنسَ فضل معلمك، فهو الأب الثاني."
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة