الوكيل الإخباري - أجمع خبراء على ان الازمة التي اصابت مجموعة سيليكون فالي المصرفية الأمريكية كان ابرز أسبابها استمرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة منذ آذار 2022 حتى اليوم، مما يتسبب في هجرة الودائع من البنوك ليستثمرها أصحابها في السندات قصيرة الأجل التي تجاوزت عائداتها 5%، أي إنها مربحة أكثر من بقائها في بنك مثل "SVB" والحصول على عائد لا يتعدى 3.5%.
وأدى انهيار بنك سيليكون فالي (SVB)، إلى جانب بنكين آخَرَين، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى وقوع زلزال في الصناعة المصرفية بالولايات المتحدة، فيما حذّر الخبراء من أن تتسبب الهزات الارتدادية في تَعثُّر البنوك المحلية، فضلاً عن الآسيوية والأوروبية، رغم إعلان الفيدرالي الأمريكي عن حزمة إنقاذ للنظام المصرفي برمته.
وعلى الرغم من أن إدارة جو بايدن أعلنت ليلة الأحد عن تَدخُّل غير عادي يهدف إلى تجنُّب أزمة مصرفية من خلال طمأنة عملاء (SVB) وبنك سيغنتشر بأن جميع ودائعهم ستكون محمية، ليس فقط مبلغ الـ250 ألف دولار الذي تغطّيه مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC)، فإن المسؤولين والاقتصاديين يشعرون بالقلق من أن الأشخاص أصحاب الحسابات غير المؤمَّنة في بنوك إقليمية أخرى قد يبدؤون الخوف على سلامة ودائعهم، بما قد يدفعهم إلى سحب أموالهم ونقلها إلى بنوك أكبر بحثاً عن الأمان، مسببين بذلك ذعراً مصرفياً.
ما المقصود بـ"الذعر المصرفي"؟
وحذّر الخبراء من أن انهيار بنكَي سيليكون فالي وسيغنتشر يمكن أن يشكّل خطراً على البنوك الأخرى، وحتى النظام المصرفي برمته في الولايات المتحدة، من خلال التسبب في "ذعر مصرفي" إذا ساور المودعين القلق بشأن مدخراتهم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن "الذعر المصرفي" يبدأ عندما يخشى العملاء أن تكون ودائعهم "في خطر"، مما يؤدي إلى عمليات سحب متزايدة من البنوك، مشيرةً في الوقت عينه إلى أن هلع المودعين لسحب أموالهم قد يصيب حتى البنوك "التي تتمتع بصحة جيدة"، الأمر الذي يقود في النهاية إلى إفلاس عديد من البنوك والشركات.
وكانت الولايات المتحدة عانت كثيراً حالات الذعر المالي على مدى العقود القليلة الماضية، التي يرجع تاريخها إلى أزمة المدَّخَرات والقروض في الثمانينيات.
ولتَجنُّب الذعر المصرفي وتقليل احتمالية وقوعه، استعجل مديرو الصناعة المالية والمستثمرون تَدخُّل الحكومة من أجل تهدئة المخاوف عبر ضمانها حصول جميع العملاء على أموالهم.
حزم إنقاذ
بينما تَعهَّد بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن إفلاس بنك وادي السيليكون، وحاول بايدن طمأنة العالم بمرونة النظام المصرفي الأمريكي، إذ سارعت السلطات الأمريكية والأوروبية إلى منع أي عدوى من الفشل المفاجئ لهذا البنك.
وأعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه سيضع برنامج إقراض طارئ، بموافقة وزارة الخزانة، لتوجيه التمويل إلى البنوك المؤهلة والمساعدة في ضمان قدرتها على "تلبية احتياجات جميع المودعين".
هل تصيب العدوى بنوكاً أخرى؟
وأظهرت الإجراءات السريعة والعدوانية لإنقاذ مودعي البنوك الفاشلة ودعم القطاع المصرفي ككل أن المسؤولين أصبحوا قلقين من أن الشقوق التي ظهرت على السطح في بنك وادي السيليكون في وقت سابق من هذا الأسبوع يمكن أن تتحول إلى أزمة على مستوى النظام إذا لم تُوقَف.
ويُلقي البعض باللوم على الاحتياطي الفيدرالي لرفعه أسعار الفائدة السريع، الذي أثقل بدوره كاهل عديد من البنوك والمقرضين، حيث يقول الديمقراطيون إن تحرير البنوك بقيادة الجمهوريين أزال الضمانات الهامة، فيما يقول آخرون إن المنظمين فشلوا في تحديد العلامات الحمراء في محفظة استثمارات البنك وقاعدة العملاء. ( وكالات )
-
أخبار متعلقة
-
برميل النفط عند أعلى مستوى في أسبوع
-
أسعار الذهب تلمع عالمياً وسط ضعف الدولار
-
دولة أوروبية مهددة بانقطاع الكهرباء بسبب أوكرانيا
-
ارتفاع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا رغم العقوبات
-
وزير تركي: أنقرة قد تساهم في طباعة أوراق نقدية جديدة لسوريا
-
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
-
إيران تنتج 850 مليون متر مكعب من الغاز يوميا
-
تحسن سعر صرف العملة السورية