يجب على شركات التكنولوجيا المالية تعزيز إجراءات الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الوكيل الإخباري - بغض النظر عن منتجاتها وخدماتها، تتعامل منصات التكنولوجيا المالية (فينتك) بكم كبير من بيانات المستخدمين والمعلومات والأصول المالية. ومع زيادة اعتماد المزيد والمزيد من الناس للتكنولوجيا المالية في حياتهم اليومية، يصبح الأمن السيبراني قضية متزايدة الأهمية. هجمات القرصنة السيبرانية مثل سرقة البيانات والاختراقات و هجمات البرمجيات الخبيثة يمكن أن تؤدي إلى حوادث سرقة الهوية وفقدان الأصول.


في حالة منصة التداول Exness، تقدم منصات التداول الخاصة بهم خدمة استضافة VPS مجانية للتداول السريع والآمن والموثوق باستخدام الخادم الافتراضي الخاص المجاني لديهم. يتم توجيه المواقع استراتيجيًا بالقرب من خوادم Exness MT لتوفير بيئة تداول سريعة وآمنة في أي مكان في العالم، مما يتيح للمستخدمين التداول في الأسواق المالية بشكل موثوق. وقد ساهم ذلك في تعزيز موقع Exness كشركة وساطة رائدة عالميًا. أفادت الوساطة بأن حجم التداول بلغ 3.31 تريليون دولار أمريكي (2.3 تريليون دينار أردني) في يونيو 2023، وخدمت 531،511 متداولًا نشطًا.


في الوقت الحالي، تعمل شركات التكنولوجيا المالية الأخرى في جميع أنحاء العالم على التركيز بنفس القدر على ضمان الموثوقية والأمان السيبراني في منتجاتها وخدماتها. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع استمرار ارتفاع معدلات اعتماد التكنولوجيا المالية، تعمل الشركات والحكومات على المبادرات والبرامج والسياسات التنظيمية للمساعدة في الحفاظ على أمان منصات التكنولوجيا المالية والمعاملات.


التكنولوجيا المالية والأمان السيبراني في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


في مصر، تقيم وزارة الاتصالات الشراكات المتعددة مع الشركات الخاصة لتعزيز التدريب في تقنية المعلومات والأمن السيبراني لشباب البلاد. أحد هذه المبادرات هو مشروع "نظام بنك الطاقة"، الذي يستهدف 35,000 طالب من جميع أنحاء مصر. تأسست 75 أكاديمية في جامعات مصرية مختلفة واعتمدت 8,000 طالب بشهادات دولية.

تتعاون وزارة الاتصالات في مصر أيضًا مع هواوي، وهي تسعى لمشاركة خبرات الأمن السيبراني على مستوى المحترفين مع شباب مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني. وأوضح رئيس أمن المعلومات والأمن السيبراني في هواوي مصر أن مسؤولية الأمن السيبراني لا ينبغي أن تقتصر على جهة واحدة، حيث لا يمكن لشركة واحدة أن تضمن الأمان الرقمي. بدلاً من ذلك، يجب أن يكون الأمن السيبراني مسؤولية المجتمع بأكمله.
في الوقت نفسه، تلتزم هواوي مصر أيضًا بتوفير أحدث الحلول لشركائها وعملائها للحفاظ على سرية البيانات، وذلك بمساهمتها في نظام تعاون متكامل للأمن السيبراني في مصر.

تشهد الأردن جهودًا مماثلة لتثقيف وتدريب وتطوير مهارات الشباب في مجالات الأمن السيبراني الضرورية. في مشاركتنا السابقة عن مسابقة MetaCTF التي أقيمت في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، أفدنا بأن الجامعات المشاركة مثل الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وجامعة البلقاء التطبيقية وغيرها من الجامعات تم دعمها من قبل شركات رائدة مثل WizardCyber وCguards وTechArabi للمسابقة. شملت الفعالية إعداد الطلاب لصياغة أسئلة للطلاب المشاركين لتقديم الحلول، بما في ذلك سلسلة من التحديات المتعلقة بالتحقيقات الرقمية والتشفير واختراق الأجهزة والهندسة العكسية وغيرها من مجالات الأمن السيبراني ذات الصلة.

ومع ذلك، في حين أن التكنولوجيا المالية هي صناعة تنمو بسرعة في الأردن، هناك العديد من القضايا القانونية والأمن السيبراني التي لا يزال يحتاج إلى معالجتها لضمان استدامة الصناعة ونموها. يشير الخبراء إلى ضرورة وجود إطار تنظيمي شامل، وقوانين أقوى لحماية البيانات، وتوضيح للتشريعات الأمنية السيبرانية، وحماية جميع الأطراف المعنية. وتشكل القضية الأمنية السيبرانية الفاجعة في البلاد نقص الهيئة المختصة في التكنولوجيا المالية في الأردن، والتي قد تعيق الاهتمام والدعم لهذا القطاع المتنامي. كما ذكر، يفتقر الهيئات القائمة حاليًا إلى وضوح في الإرشادات التنظيمية. فعلى سبيل المثال، تنظم هيئة أوراق الأمان في الأردن منصات التمويل التشاركي والأنشطة الاستثمارية بالإضافة إلى مراقبة عمليات التكنولوجيا المالية.

وتشهد البحرين أيضًا ضرورة ملحة للأمان السيبراني في التكنولوجيا المالية. وخلال ندوة نظمتها NGN، شركة عالمية لأنظمة المعلومات المتكاملة، شرح الخبراء أن تعزيز القيادة في مملكة البحرين في مجال التكنولوجيا المالية يتطلب تقدمًا في مجال الأمن السيبراني في البلاد. ويرتبط المجالين بشكل لا ينفصل، وتتطلب التقنيات المالية المتقدمة أنظمة تقنية متقدمة توفر الحماية لجميع التجار والأفراد والشركات المعنية.
في نفس الندوة، أبرز مدير الأمن المعلوماتي والأمان السيبراني في البنك الأهلي المتحد ضرورة قيام فرق الأمن السيبراني بتحليل ثغرات الأمان التي تتعرض لها المؤسسات المالية غالبًا للهجمات السيبرانية. وأوضح أن ذلك يمكن أن يساهم في تجنب الهجمات السيبرانية المحتملة، وتحسين تدابير الأمان، وتعزيز الحماية في قطاع التكنولوجيا المالية في البلاد. من خلال تحديد الأخطاء والفجوات الأمنية في أنظمة التكنولوجيا المالية، يمكن للشركات تحديد السلوكيات غير المألوفة لاكتشاف الهجمات بفعالية.


بصرف النظر عن مشاركة الرؤى حول كيفية التعامل مع تحديات الأمن في قطاع التكنولوجيا المالية، تناول الخبراء في الندوة أيضًا مخاوف أخرى. تشمل هذه أهمية تعزيز الوعي الأمني بين الموظفين والعملاء، وتوفير التدريب والتوعية اللازمة لتقليل مخاطر الأمن السيبراني في قطاع التكنولوجيا المالية، وضمان سلامة التواصل والمعلومات المالية.


استنتاج


على الرغم من المخاوف المستمرة، يرى معظم المنظمين الذين تم استطلاع آرائهم  التكنولوجيا المالية في المنطقة بصورة إيجابية. ورأى 85% منهم أن نمو التكنولوجيا المالية مهم بشكل كبير لتنمية السوق، واعتقد 77% أن القطاع يمكن أن يساعد في تعزيز المؤسسات المالية. في الواقع، دعمت منظمات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتكنولوجيا المالية أكثر من المتوسط العالمي.

ومع استمرار تحسين التكنولوجيات المالية وتحسين منتجاتها، ستواصل الأطراف الضارة والمهاجمون تطوير هجمات سيبرانية متقدمة. أظهر تقرير من عام 2021 أن الإمارات العربية المتحدة تفقد ما يقرب من 746 مليون دولار أمريكي (529 مليون دينار أردني) سنويًا بسبب الجرائم السيبرانية. كانت هجمات الفدية المستهدفة تهديدًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2020 وظلت تشكل قلقًا مماثلاً اليوم، حيث استهدفت الشركات في قطاعات البناء والتصنيع والهندسة والتكنولوجيا في جميع أنحاء المنطقة. وعليه، تواصل البلدان في المنطقة إعطاء الأولوية لتطوير إطار قانوني وتنظيمي لحماية وحكم الأعمال والعملاء.

في النهاية، يمكن أن يحمي الأمن السيبراني في قطاع التكنولوجيا المالية ليس فقط المستخدمين من الخسائر المادية الكبيرة، ولكنه يعزز أيضًا أهمية التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني. تسلط الإشارات المذكورة أعلاه الضوء أيضًا على أهمية التواصل الشفاف وتبادل المعلومات والخبرات بين البلدان والمؤسسات المالية والأكاديمية والجهات الحكومية.

لمزيد من آخر الأخبار والتوجهات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يرجى زيارة باقي أقسام موقع الوكيل الإخباري.