في ظل هذه التحديات، أثار خطاب القسم للرئيس الجديد جدلًا واسعًا، خاصةً مع إسقاطه مصطلح "المقاومة" من أدبياته، وتعهده بتطبيق "الحياد الإيجابي" وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني.
وأعلن الرئيس جوزيف عون تبنّيه سياسة الحياد الإيجابي كجزء من رؤيته لتجديد السياسة اللبنانية، لكن هذا المصطلح يثير تساؤلات حادة.
الحياد الإيجابي، كما يراه الرئيس الجديد، يعني دعم الجيش اللبناني ليكون القوة الوحيدة المسؤولة عن حماية السيادة الوطنية.
إلا أن الكاتب والباحث السياسي فيصل عبد الساتر يُشير خلال حديث صحفي إلى أن هذه السياسة قد لا تجد إجماعًا داخليًا، خاصةً مع وجود قوى سياسية ترى أن لبنان لا يمكنه أن يكون محايدًا تجاه العدو الإسرائيلي.
ويُوضح عبد الساتر أن الحياد الإيجابي قد يُفهم في سياق أوسع، يشمل تقليل التدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية، لكنه يستبعد إمكانية تطبيقه بسهولة في ظل الوضع الحالي.
ويُضيف: "معظم رؤساء الجمهورية في لبنان أطلقوا شعارات طموحة، لكنهم اصطدموا بواقع داخلي معقد".
من أبرز ما لفت الأنظار في خطاب القسم، إسقاط الرئيس جوزيف عون لعبارة "المقاومة"، مما أثار تساؤلات بشأن مصير ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
يُذكر أن هذه الثلاثية كانت تُشكّل الركيزة الأساسية للسياسة الدفاعية اللبنانية في العقود الأخيرة.
يُشير عبد الساتر إلى أن تصريحات الرئيس المتعلقة بحصر السلاح في يد الجيش اللبناني يمكن أن تُفهم كخطوة باتجاه تقليص دور حزب الله في المعادلة السياسية والأمنية، إلا أنه يُؤكد أن "المقاومة تلعب دورًا مهمًا في ردع العدو الإسرائيلي ومنع التعديات على الأراضي اللبنانية".
دعم خارجي ورؤية مستقبلية
حصل جوزيف عون على دعم خارجي كبير، وهو ما يراه البعض فرصة لتجاوز الأزمات الراهنة. لكن عبد الساتر يُشير إلى أن نجاح الرئيس الجديد مرهون بقدرته على تحقيق توافق داخلي وتشكيل حكومة منسجمة مع توجهاته.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شدد، بعد لقائه الأول مع الرئيس الجديد، على ضرورة التزام الحكومة بخطاب القسم، خصوصًا ما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة.
واعتبر ميقاتي أن تحقيق الاستقرار يبدأ بنزع السلاح من جنوب نهر الليطاني وتعزيز وجود الدولة هناك.
التحديات أمام الرئيس الجديد
يرث جوزيف عون ملفًا شائكًا يشمل الأزمة الاقتصادية، والفساد المستشري، والانقسام السياسي. كما أن ملف سلاح حزب الله يُعتبر أحد أكثر القضايا تعقيدًا في المشهد اللبناني.
يَرى عبد الساتر أن أي محاولة لنزع سلاح المقاومة ستُواجه بمعارضة شديدة، مُؤكدًا أن "الوقت لا يزال مبكرًا لفهم المقصود من هذه التصريحات".
سكاي نيوز
-
أخبار متعلقة
-
ميقاتي يصل دمشق في أول زيارة لرئيس وزراء لبناني منذ 2010
-
الجيش الإسرائيلي يتوغل في قرية المعلقة بريف القنيطرة بسوريا
-
إصابات بسقوط مسيرات أوكرانية على مبنيين سكنيين في تامبوف الروسية
-
هزات أرضية متتالية تضرب سوتشي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 85 مسيرة أوكرانية الليلة الماضية
-
لماذا تجتاح حرائق مدمرة لوس أنجلوس رغم أننا بمنتصف فصل الشتاء؟
-
زلزال شديد يهز إثيوبيا وسط سلسلة هزات متكررة
-
الجيش الروسي يقصف مناطق في عمق أوكرانيا