وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، عرضت المذيعة كريستيان أمانبور فكرة نتنياهو حول "دخول غزة واحتلال آخر معقل لحماس فيها"، وحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مصير سكان غزة: "هل كان يجب أن تبقى غزة مكانًا مغلقًا؟ في جميع مناطق الحرب الأخرى، في الحرب الأهلية في سوريا، غادر الملايين. في أوكرانيا، غادر الملايين. في أفغانستان، غادر الملايين، وفجأة قرروا أنه يجب محاصرة المدنيين في غزة.
امنحوهم فرصة المغادرة. من الطبيعي جدًا أن يفتح كل من يقول إنه يهتم بالفلسطينيين ويريد مساعدتهم أبوابه. لماذا تأتون وتعظونا؟ افتحوا أبوابكم. سنطلق سراح هؤلاء الناس، وسنسمح لهم بالمغادرة تمامًا كما حدث في أي منطقة حرب أخرى"، على حد قوله.
ردًا على ذلك، قال الأمير تركي الفيصل: "حسنًا، سيكون ذلك بمثابة مكافأة لإرهاب نتنياهو. هذه هي المفارقة في كل هذا. نتنياهو، مرتكب الإبادة الجماعية، يريد تبرير الأمر بطرد الشعب الفلسطيني، ليس فقط من خلال أعمال الإبادة الجماعية، بل أيضًا التطهير العرقي. هل هذا مقبول؟ حقيقة حدوث ذلك في سوريا وأوكرانيا ودول أخرى لا تعني أن من الصواب حدوثه في فلسطين، لذا فهو يقترح المزيد من المشقة والصعوبة على الناس أياً كانت هويتهم. إنه شخص غريب الأطوار تمامًا، كما تعلمون، ولا يفكر إلا في منصبه، لا يريد أن يُحاكم ويُسجن إذا ترك منصبه"، وفق وصفه.
من جهتها، أكملت أمانبور حوارها قائلة إن "منذ أن تولت حماس السلطة في غزة، كان هناك حاجز فعلي حول غزة، من الجانب الإسرائيلي بالتأكيد وحتى لفترة طويلة من الجانب المصري في رفح"، مضيفة: "لم يتمكنوا من الخروج، لقد حوصروا في ما وصفه كثيرون بالسجن المفتوح الذي صُمم لاحتواء حماس.
هذه نقطة. النقطة الأخرى هي: من سيأخذ سكان غزة؟ أعني، مصر لم ترغب في فتح أبوابها. لا أعتقد أن أياً من الدول المجاورة تريد ذلك، وأتساءل، هل تريد المملكة العربية السعودية ذلك على سبيل المثال؟ والآن على ما يبدو نسمع تقارير تفيد بأن الإسرائيليين يتحدثون إلى جنوب السودان، وهي دولة متورطة على أي حال في حرب أهلية ومجاعة وما إلى ذلك، لاستقبالهم".
وأجاب الأمير تركي الفيصل على ذلك بالقول: "كما تعلمين، تريد حكومة نتنياهو غسل يديها من نشاطها القاتل في فلسطين، لذا تريد إلقاء اللوم على الآخرين. لماذا لا تسألون الفلسطينيين أنفسهم؟ اسألوا شعب غزة؟ دعوا السيد نتنياهو يسمح لكم بالاستطلاع وإرسال الناس إلى غزة ليسألوا سكانها عما يريدون فعله ثم يتبعون ما يريدون فعله".
وأردف الفيصل موضحًا: "الأمر ليس متروكًا للسعودية أو مصر أو إسرائيل أو المملكة المتحدة أو أمريكا. أهل غزة هم من ينبغي أن يُسألوا. إذا كان السيد نتنياهو جادًا في ذلك، فعليه وقف القتال، والسماح للمساعدات الإنسانية بالعودة مجددًا، ومعرفة ما إذا كان سكان غزة يريدون المغادرة. هذه هي الخطوة المنطقية لأي شخص يريد اتباع مسارات منطقية، لكنه ببساطة يريد إلقاء أخطائه ونشاطه الإجرامي وعواقبه على الآخرين".
وأشارت مذيعة "CNN" إلى أنها "لم تسمع" الأمير السعودي "أبدًا" بمثل هذه الصراحة في اتهامه للحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم أنها أجرت معه عدة مقابلات سابقة، وأردفت متوجهة إلى الفيصل: "أنت دبلوماسي مخضرم. لماذا اتخذت هذه الخطوة الليلة باستخدام كل هذه الكلمات؟"
وفي إطار رده على هذا السؤال، قال الأمير تركي الفيصل: "حسنًا، ليس الأمر مقتصرًا على الليلة فقط، ولو كنتِ تستمعين إلى تصريحاتي وقرأتِ مقالاتي، لرأيتِني أقول أشياء مماثلة في الماضي. ولكن كما تعلمين، لقد سئمت مما أسمعه لا من نتنياهو فحسب، بل من مؤيديه أيضًا. عندما يُشاد به كبطل في الولايات المتحدة، وكما تعلمين، يُوصف بأنه منقذ إسرائيل وما إلى ذلك، يُثير ذلك غضبي — أن يصف أحد ما مختلًا عقليًا يقترف إبادة جماعية بهذه المصطلحات، وهو أمر غير مقبول بتاتًا بالنسبة لي. لا أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك. أنا مجرد مواطن سعودي متقاعد منذ سنوات عديدة. أنا في الثمانين من عمري الآن، لم يتبقَ لي الكثير من الوقت لأعيشه. لكن كما تعلمون، أتمنى أن تنتهي هذه الأحداث".
روسيا اليوم
-
أخبار متعلقة
-
روسيا تعلن عن تطوير ترسانة الصواريخ رغم وقف نشرها
-
شهيد بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
-
فرض قيود على حركة الطيران جنوب غرب روسيا
-
وزير الخارجية البريطاني يدعو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر شمالي دارفور
-
مصدر أمريكي: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل
-
رويترز: رئيس الموساد يزور قطر لإحياء محادثات غزة
-
وزارة الدفاع التركية: أنقرة ستساعد دمشق بأنظمة أسلحة ومعدات بموجب اتفاق
-
العراق يدين تصريحات الاحتلال بشأن رؤية إسرائيل الكبرى