الوكيل الإخباري- قال أسير فلسطيني اعتقل منذ أيام وأفرج عنه الجمعة إن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعيشون في "خطر شديد لم يشهدوا مثله" منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.
وكشف الأسير -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن الأسرى يرون الموت في كل لحظة، غير مستبعد أن يلحق أسرى آخرون بالأسيرين عرفات حمدان وعمر دراغمة اللذين استشهدا خلال توقيفهما الأسبوع الماضي.
وقال الأسير إن الاعتقالات التي تجري الآن تختلف عن أي اعتقالات سابقة شهدتها الضفة، سواء انتفاضة الحجارة عام 1987 أو انتفاضة الأقصى عام 2000 من حيث العنف والتنكيل المستخدم مع الأسرى خلال وبعد الاعتقال.
واتسعت حملات الاعتقال بالضفة مع بدء معركة "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ضرب وشتائم
وعن تجربته، يقول الأسير "العنف يبدأ من لحظة الاعتقال بتحطيم كل محتويات منزل المعتقل، وتقييد يديه وتعصيب عينيه، وفي المركبة العسكرية يُطرح المعتقل أرضا ويبدأ الجنود بالضرب حتى النزول في أقرب نقطة عسكرية".
ويضيف "عندما أنزلوني مع معتقلين آخرين في نقطة عسكرية شمالي الخليل أجبرونا على الجلوس على الأرض بحيث نضع رُكبنا على الأرض الممتلئة بالحصى، مما يسبب ألما شديدا في الرُكب، مع استمرار تعصيب العينين وتقييد اليدين إلى الخلف".
وتابع "في هذه المرحلة تناوب الجنود على ضربنا وبعنف: ركل بالأقدام على مختلف أنحاء الجسد، صفع وضرب بقبضة اليد على البطن والوجه، سباب وشتائم بأبشع وأسوأ الألفاظ، أحد المعتقلين كان مريضا ويتأوه من المرض وكلما ارتفع صوته يأتيه جندي ويضربه بشدة".
ويوضح المعتقل الفلسطيني -الذي أفرج عنه بسبب تدهور حالته الصحية ونقل إلى المستشفى في رام الله- "اعتقلت عدة مرات منذ التسعينيات، وأمضيت سنوات طويلة في السجن، لكنها المرة الأولى التي أرى فيها هذا العذاب".
يقول "لا يراعون أي اعتبار للسن أو المهنة أو المرتبة الاجتماعية، أحد المعتقلين عمره 65 ويعاني من عدة أمراض وتعرض للضرب كما الشباب".
الرمي من علو
بعد مرور أكثر من ساعتين على وضعية الجلوس السابقة -يضيف المتحدث- "نقلونا إلى مركز توقيف عتصيون (بين الخليل وبيت لحم) والذي سبق أن دخلته، لكنه اليوم أصبح مركز تعذيب بامتياز، أجلسونا على الأرض قرابة 8 ساعات مقيدي اليدين ومعصوبي العينين مع ضرب في كل لحظة على كل أنحاء الجسد".
وينقل الأسير المفرج عنه شهادات لأسرى آخرين، أحدهم تعرض للعنف الشديد وعند إنزاله من سيارة الاعتقال حمله الجنود وألقوه أرضا من ارتفاع مترين حتى كاد يقتل، مضيفا "استشهاد مزيد من الأسرى مسألة وقت".
وينقل عن أسرى آخرين محاولة إعدام عدد منهم عندما سارع أحد الجنود إلى الصراخ ورفع سلاحه وكاد يطلق النار عليهم، قبل أن يدركه جنود آخرون.
ويضيف الأسير الفلسطيني أنه سأل بعض المعتقلين إن كانوا مروا بهذه الظروف أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات، فكانت الإجابة أنها لم تكن أسوأ من اليوم.
الحذاء هو الوسادة
بعد مرحلة التوقيف في معسكرات الجيش جاء الانتقال إلى سجن عوفر غربي رام الله، وفق المتحدث، والذي يفترض أن يكون محطة استقرار نسبي، لكن "هناك كان الوضع أكثر سوءا، فجميع الملابس ومقتنيات الأسير يتم إتلافها، ويعطى كل أسير زي الشاباص (زي خاص بالسجن قميص وبنطلون وحذاء)، وقد لا يكون على مقاسه، مع بطانية وفرشة، ويكون الحذاء هو الوسادة".
وتابع "لا يسمح للأسرى بالخروج من الغرف، ويسمح بالكهرباء من الساعة السابعة حتى العاشرة مساء، ولا توجد تلفزيونات أو أدوات كهربائية".
وعن الطعام، يقول "إن الحصة المخصصة لغرفة فيها 6 أسرى تقدم نفسها للغرفة ذاتها وفيها الآن 14 أسيرا، فضلا عن صنعه بطريقة رديئة ودون ملح، وتقديم الوجبات الثلاث معا أو متأخرة جدا عن مواعيدها".
وقال إن الأسرى في كافة السجون لا يعرفون شيئا عن بعضهم أو عن الأسرى في أقسام العزل في ظل انقطاع زيارات المحامين والصليب الأحمر.
وختم حديثه "حياة الأسرى تتعرض إلى خطر حقيقي بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
وكانت مؤسسات الأسرى -بينها نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى- أصدرت بيانا السبت قالت فيه إنها رصدت "معطيات وشهادات مروعة وغير مسبوقة حول مستوى الجرائم الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين في سجونه هي الأخطر منذ عقود".
-
أخبار متعلقة
-
17 شهيدا و86 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
-
القسام تجهز على 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر
-
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43.391 والإصابات إلى 102.347 منذ بدء العدوان
-
"هيئة الأسرى": إهمال طبي متعمد لقتل المعتقلين المرضى ببطء
-
الأمم المتحدة: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال انتهت دون الوصول لآلاف الأطفال شمال غزة
-
الاحتلال يعتقل شابين أحدهما مصاب بعد محاصرة منزل شرق طولكرم
-
قوات الاحتلال تقتحم قريتي بورين ومادما جنوب نابلس
-
اعتماد فلسطين كدولة مراقبة في منظمة العمل الدولية