الوكيل الإخباري- رصد
رواية جديدة في سجل العذاب بين الحدود، وتحت الانهار، وفوق البحار، ألم يتجدد مع كل قصة جديدة لشاب فلسطيني، راح ضحية حلمه بالهجرة.
التهمة موج غاضب، في نهر كبير، فقتل أحلامه الصغيرة بالعيش بكرامة، براتب وعمل، قُتلت أحلام الشاب صالح حمد، وأمنياته التي حملها معه من الوطن غزة، الى البوسنة حيث لقي مصرعه غرقاً في أحد أنهارها، وفق صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية .
"لا تغطوني بعلم حماس أو فتح ولا حتى فلسطين حين أموت، غطوني بحرامات أمي اللي فوق الخزانة"، كلمات الشاب صالح حمد التي هزت أفئدة الجميع، بعد الاعلان عن وفاته بعد غرقه، واستخراج جثته التي تشوهت وتحللت، ومع ذلك لم يبق إلا شارة فلسطين التي في يده حيث عُرف منها.
موج نهر بالبوسنة لفظ جثة صالح خارجه، موته الذي كان كفيل بإشعال موجة حزن طغت على الفضاء الأزرق ومواقع التواصل الاجتماعي.
خرج من بيت حانون بألم المغترب
صالح حمد (21 عاماً) من مدينة بيت حانون، امتلأت حياته بالأمنيات، والأحلام التي أراد أن يحققها ذات يوم، فهرب من واقع السياسة التعيس في غزة، الى جنون الموت ورحلة العذاب في الهجرة.
فقدت آثاره منذ حوالي شهر في أحد الأنهار بالبوسنة، ناشدت عائلته كثيراً السفارة هناك من أجل الحصول على أية معلومة حوله، لكن أمس أعلنت السفارة في البوسنة عن ايجاد جثمان صالح في احدى البلدات في البوسنة، حيث دفن هناك منذ حوالي 20 يوماً، واستدل على جثمانه المُشوه بإسورة علم فلسطين تحمل اسمه "صالح".
غياب صالح وموته، أشغل صفحات التواصل الاجتماعي، نقماً وغضبً، حيث اتهم الجميع السياسيين في فلسطين، بأنهم من أوصلوا الشباب الى الموت، بعد انغلاق الأفق، وعدم حصولهم على راتب، ووظيفة خاصة به.
منشورات تشهد حياته
ومن يتصفح في صفحة صالح عبر "الفيسبوك" يجدها مليئة بتذمره على الواقع، فكتب مرة منشوراً" مين ضل متغربش"، ونشر منشوراً آخر باقي يوم واحد في اشارة الى بدء رحلة جديدة من فصول معاناته مع هجرته وصولاً الى أثينا ثم محاولة الهرب الى دولة أجنبية.
وكتب منشوراً آخر "الغزاوي وين ما يروح ماكل زفت، وختمه بكلمة مخنوق، لكنه أحس ذات مرة باقتراب موته فكتب منشور"لكل من يسأل عني، أبا بخير، لن يصينا الا ما كتب الله علينا".
ثم هاجم السياسيين في بوست آخر فكتب"عزيزي الساقط شهادة التوجيهي مش مقياس، احتمال تسير قيادي بالبلد، ما تيأس".
التجول في صفحة صالح لم يكن سهلاً، فقد امتلأت بتعازي أصدقائه له، ووداعهم، ومطالبتهم بعودة جثمانه الى البلاد، وتشييعه في غزة.
وكتب بوست آخر حول الهجرة قائلاً:"عن أي وطن نتحدث، عن وطن غرق خيرة شبابه في البحر، أم عن أب باع الكثير ليدفع تكاليف رحلة الموت لابنه، هربوا من وطن شاخب به الأحلام.
وعبر أصدقائه عن صدمتهم من رحيله، فكتب أحدهم:" حسبي لله بكل القيادات اشتكي لربك يا صالح، ألف رحمة تنزل على روحك الطاهرة ي صالح، الله يغفرلك ويرحمك ويسكنك فسيح جناته".
وفي احدى المحادثات بينه وبين أصدقائه تحدث صالح عن الموت في الغربة، فقال لصديقه، "غزة موت،وهان موت".
بينما كتب صديق محمد طالب:"صباح الخير يا صالح، ملتقانا الجنة يا صاحبي".
بْينما علق صديقه يوسف على رحيله قائلاً:"على قدر الحلم تكون التضحية يا صديقي".
صالح حمد ليس الضحية الأولى للموت من أجل الوصول الى الدول الأجنبية، سبقه الشهيد تامر السلطان الذي توفي أيضاً وهو يحاول الوصول إلى الحياة.
آخر ما كتبه صالح عبر فيسبوك قبل رحلة الموت:
-
أخبار متعلقة
-
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,249 والإصابات إلى 104,746
-
خلافا للنيابة العامة .. قرار من المحكمة بقضية فساد نتنياهو
-
القسام تفجر مبنى مفخخ بمجموعة من جنود الاحتلال شرق جباليا
-
الاحتلال يعتقل ثلاثة فلسطينيين من بلدة دورا جنوب الخليل
-
الهلال الأحمر: أكثر من 10 آلاف خيمة غرقت في مواصي خان يونس
-
شهداء بقصف الاحتلال على غزة.. والأمطار تعصف بخيام النازحين
-
منظمة: الذخائر المتفجرة تهدد حياة المدنيين لفترة طويلة بعد الحرب على غزة
-
10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال يومين في غزة