الوكيل الاخباري - كتب المحامي عبدالرحمن عبداللطيف عربيات مقالاً بعنوان ما هي أهمية دعوى جنوب أفريقيا جاء فيه التالي:
نص المقال
"يتفهم الكثيرون انقطاع رجاء الشعوب العربية و دول العالم الثالث من جدوى القوانين والمحاكم الدولية ومدى انحيازها تارة وصمتها تارة اخرى لمصالح الدول العظمى و الكيان الصهيوني على مدى العقود والسنوات الماضية.
لكن هل هناك اختلاف هذه المرة في الدعوى التي أقامتها جمهورية جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية والتي بدأت جلساتها الخميس الماضي الموافق 11 يناير 2024؟
كمراقب قانوني لما يجري ارى وجود أربعة عناصر مهمة تجعل هذه الدعوى أمام محكمة العدل الدولية مختلفة عما سبقها خصوصاً ان كثير من المراقبين يعتبرون هذه الدعوى هي الفرصة الاخيرة لمنظومة القانون الدولي قبل انهيارها معنويا وسياسيا في نفوس شعوب العالم ، وهي كما يلي :
أولاً : ان مثول الكيان الصهيوني كمتهم في دعوى منع الابادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية هو أمر غير مسبوق و له دلالاته القانونية و السياسية و الاعلامية ضد رواية الكيان الصهيوني سرديته امام الشعوب و الدول الغربية وخصوصاً ان اتفاقية منع الابادة الجماعية التي تم إقرارها عام 1948 جاءت على انقاض الهولوكوست النازي و الذي يعتبر الستار العاطفي الذي يختبئ خلفه الكيان في كل مرة حتى يكسب تعاطف الدول الغربية، فهل سيستمر في كسب التعاطف عندما يتهم أو يتم إدانته بجريمة الإبادة الجماعية ويعتبر نازي هذا العصر بقرار من محكمة العدل الدولية والتي هي أعلى سلطة قضائية في منظومة الأمم المتحدة.
ثانياً: سرعة عامل الوقت في هذه الدعوى، حيث أن لائحة الدعوى المقدمة من جنوب افريقيا تضمنت طلب وقتي "مستعجل" و/او اتخاذ تدابير تحفظية قبل الدخول بصلب الموضوع و القرار الفاصل في الدعوى بوقف اعمال الابادة الجماعية في غزة ، حيث أن القرار المتوقع بالطلب الوقتي المستعجل يتوقع صدوره قبل نهاية شهر يناير الجاري اي خلال اسبوعين تقريبا، الامر الذي يتوقع ان يكون أثره على مجريات الحرب التي لا تزال قائمة على قطاع غزة كبير من حيث وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات ، و ذلك في حال قبلت إسرائيل تنفيذ القرار ، لكن من جهة اخرى فان 153 دولة موقعة على اتفاقية منع الإبادة الجماعية ملزمة بتنفيذ القرار أي بمفهوم المخالفة هم ملزمين بوقف دعم مرتكب الابادة الجماعية والتي هي "إسرائيل" وذلك بموجب البند الأول من اتفاقية منع الابادة الجماعية، لكن هذا القرار حتى وان لم تنفذه اسرائيل سيكون شوكة في حلقها و رادعاً لقادة هذا الكيان خوفاً من الاستناد عليه لاصدار قرارات اخرى من محكمة الجنايات الدولية بإدانة قياداته السياسية و العسكرية واصدار مذكرات الملاحقة بحقهم.
ثالثاً: ان دعم امريكا و بعض الدول للكيان الصهيوني في حربهم على غزة سيحملهم -ان لم يحملها مسبقاً -مسؤولية قانونية تتمثل بالتواطؤ على الابادة الجماعية بموجب المادة الثالثة الفقرة (ج) من اتفاقية الابادة الجماعية التي تجرم التواطؤ على الابادة الجماعية، الأمر الذي قد يؤدي الى تراجع مستوى الدعم العسكري و الاقتصادي للكيان الصهيوني.
رابعاً: رمزية جنوب افريقيا في محاربة الفصل العنصري و أيقونة الحرية و انتقال قيادات المقاومة و مناهضة الفصل العنصري في جنوب افريقيا من السجون و قوائم الإرهاب العالمية الى سدة الحكم و رموزاً للمقاومة والنضال كما حدث مع نيلسون مانديلا الذي اصبح رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا 1994-1999 و تم رفع اسمه من قوائم الإرهاب الامريكية في عام 2008.
-
أخبار متعلقة
-
بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا تلمودية
-
"صحة غزة": المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
جيش الاحتلال يقر بمقتل 29 جنديا اسرائيليا بعملية جباليا
-
تقرير : استشهاد 4 أطفال فلسطينيين أسبوعيا جراء العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية
-
بلجيكا تدعو لمقاضاة المسؤولين عن الجرائم بغزة وإسرائيل
-
عاجل إصابات بين طواقم مستشفى كمال عدوان
-
سرايا القدس: قصفنا تجمعا لجنود وآليات الاحتلال بمخيم جباليا