الأحد 2025-08-24 11:30 ص
 

أبو زيد: ثلاث رسائل أردنية وصلت قيسارية والتقطها الإعلام العبري

أبو زيد: ثلاث رسائل أردنية وصلت قيسارية والتقطها الإعلام العبري
أبو زيد: ثلاث رسائل أردنية وصلت قيسارية والتقطها الإعلام العبري
 
11:49 م
الوكيل الإخباري-  قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد لـ"الوكيل الإخباري" إن قرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم لم يكن مجرد خطوة إدارية داخلية، بل شكل لحظة مفصلية ذات دلالات استراتيجية عميقة، بعثت برسائل واضحة ومباشرة إلى الداخل الأردني، وإلى "قيسارية" مقر إقامة نتنياهو، حيث التُقِطت بعناية من قبل الإعلام العبري.اضافة اعلان



واعتبر أبو زيد أن الزخم الشعبي الذي رافق قرار إعادة تفعيل خدمة العلم، وما تبعه من حالة وطنية جامعة عبّرت عن تعطش الشباب الأردني للانخراط في القوات المسلحة، ليس أمراً عادياً. فالمجتمع الأردني تفاعل باندفاع لافت، عبر عنه الحضور القوي على الأرض وعبر المنصات الرقمية، في مشهد يؤكد جاهزية الشباب لمواجهة التحديات، والالتحام مجدداً بالمؤسسة العسكرية.

وفي المقابل، يشير إلى ما وصفه بـ"الفراغ المعنوي" داخل جيش الاحتلال، مستشهداً بتصريحات رئيس أركانه الجنرال إيـال زمير، الذي اعترف علناً بأن 85% من جنود الاحتياط يتهربون من الخدمة. وهو رقم خطير يعكس هشاشة في البنية القتالية للجيش، لاسيما أن الاحتياط يُعد العمود الفقري له، ويضم نحو نصف مليون عنصر، أي أن ما يزيد على 160 ألفاً منهم خارج الخدمة فعلياً.

يقول أبو زيد: "المقارنة هنا ليست في الأرقام، بل في المزاج الوطني؛ بين شباب يلهث وراء الانضمام لصفوف جيشه، وجنود يفرون من الميدان. وهذه الرسالة الاولى لم تكن بحاجة إلى ترجمة حين التقطها الإعلام العبري سريعاً."

الرسالة الثانية: معسكر شويعر – الذاكرة التي عبرت الأجواء

أما الرسالة الثانية، فيراها أبو زيد ذات طابع رمزي وتاريخي، حيث تم الإعلان عن مركز التدريب الجديد في معسكر شويعر. هذا الاسم ليس عابراً، بل يعود للمقدم الشهيد صالح عبدالله شويعر، أحد أبطال معركة وادي التفاح في نابلس عام 1967، والذي صمد مع زملائه حتى الرمق الأخير، وأوقف تقدم العدو الإسرائيلي لساعات طويلة رغم نفاد الذخيرة.

ويضيف أبو زيد: "اختيار معسكر شويعر تحديداً، وإعادة تفعيله، يحمل رسالة معنوية ومباشرة إلى قيسارية: أن الأردن لا ينسى رموزه، وأن الروح القتالية التي واجهتكم قبل عقود لا تزال حيّة. والأكثر دلالة أن الإعلام العبري لم يُغفل هذا الربط، وأعاد نبش الأرشيف العسكري ليُسلّط الضوء على المعركة، وعلى التحية العسكرية التي أداها قائدهم يومها على جثمان الشهيد شويعر."

الرسالة الثالثة: الإشارات الصلبة... من إربد إلى الدوار الرابع إلى السوشال ميديا

الرسالة الثالثة كما يراها أبو زيد جاءت بأسلوب ناعم في الشكل، لكن صلب في المضمون. فقد بدأت من اللقاء المباشر لولي العهد مع شباب في إربد، مروراً بالمصطلحات الحاسمة التي استخدمت خلال المؤتمر الصحفي الرسمي في الدوار الرابع، وصولاً إلى التفاعل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، والذي حمل زخماً شعبياً واسعاً.
يقول أبو زيد: "هذه الإشارات لم تمر مرور الكرام، بل عبرت بوضوح إلى الأراضي المحتلة، والتقطتها وسائل الإعلام العبرية، لا سيما قناة I24، والتي خرج منها مصطلح 'إسرائيل الكبرى' على لسان أحد الضيوف، في محاولة لإعادة إحياء خطاب استعلائي مستفز. غير أن الرد الأردني كان عملياً لا لفظياً، ومشحوناً بالثقة والجهوزية."

ويختم أبو زيد تحليله بالقول: "الأردن اليوم لا يكتفي بالتحليل أو الرفض اللفظي، بل يبني أدواته الداخلية، ويعيد هيكلة الروح الوطنية في سياق مدروس، وهذا ما يصعب على الإعلام العبري تجاهله، ويجعل من كل قرار أردني رسالة بحد ذاتها."
 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة