الثلاثاء 2025-02-25 02:30 م
 

زيارة الرئيس الشرع إلى الأردن.. أبعاد أمنية واقتصادية بغاية الأهمية

ا
الرئيس السوري أحمد الشرع
10:52 ص

الوكيل الإخباري- كتب – محرر الشؤون السياسية 
في خطوة دبلوماسية هامة، يزور الرئيس السوري أحمد الشرع الأردن يوم غدٍ الأربعاء، حيث يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارة استثنائية تحمل العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية. 

اضافة اعلان


هذه الزيارة التي تأتي في وقت حساس على الصعيدين الإقليمي والدولي، يجعلها محط اهتمام واسع لما تحمله من رسائل تتعلق بمستقبل سوريا والعلاقات بين الأردن وسوريا.

وكأول زيارة لرئيس سوري للأردن منذ عام 2009 ، تعمق أهمية الدعم الأردني المستمر للأشقاء السوريين في مساعيهم نحو الاستقرار السياسي وبناء الدولة بعد سنوات من الحرب والدمار. فقد أظهر الأردن، منذ بداية الأزمة السورية، حرصًا على تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين، إلى جانب التزامها الثابت بضرورة حل النزاع السوري من خلال الحوار والعملية السياسية. لكن هذه الزيارة تتجاوز الجانب الإنساني لتصل إلى أبعاد استراتيجية تتعلق بالاستقرار الإقليمي ومصلحة الأردن.

من الناحية الأمنية، عانى الأردن منذ سنوات طويلة من تداعيات الصراع في سوريا على حدوده الشمالية. فقد كانت الحدود الأردنية السورية مسرحًا للعديد من التحديات الأمنية، مثل تهريب المخدرات والأسلحة، وهو ما أثر بشكل مباشر على الأردن والتكاليف الضخمة التي تحملها الأردن للمحافظة على استقراره. عملت القوات المسلحة الأردنية على مواجهة هذه التحديات بكل حزم، حيث تصدت لمحاولات تهريب المخدرات عبر الحدود، وهي إحدى القضايا التي لا يمكن إغفالها. 


زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى عمان ستشهد تباحثًا حول التعاون الأمني بين البلدين لمزيد من الاستقرار والتنسيق لتجفيف ما تبقى من منابع المخدرات والتهريب.


أما من الناحية الاقتصادية، فإن استقرار سوريا يمثل فرصة كبيرة للأردن من أجل تحريك عجلة الاقتصاد. 
يسعى الأردن إلى استغلال موقعه الجغرافي المهم وموارد الطاقة التي قد تتحقق من خلال التعاون مع سوريا في مجالات مثل إعادة الإعمار. كما أن هناك اهتمامًا خاصًا من قبل الأردن بتنشيط صادراته إلى السوق السوري الذي يعد بوابة رئيسية للمنطقة. وفي هذا الإطار، يمكن للزيارة أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون التجاري بين البلدين، وهو ما سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الأردني الذي يعاني من التحديات المتلاحقة بسبب مواقفه تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث ستكون سوريا متنفساً للأردن عانى اغلاقه لسنوات طويلة.


زيارة الرئيس السوري تأتي بالتزامن مع زيارة ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، إلى أنقرة اليوم، حيث يلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذه التحركات الملكية على صعيد المنطقة تحمل رسائل هامة من الأردن حول موقفه الثابت في دعم الاستقرار الإقليمي والحفاظ على مصالحه. في وقت يسعى فيه الأردن لتعزيز دوره الإقليمي، فإن التنسيق مع تركيا وسوريا يمثل أولوية استراتيجية تعكس السياسة الملكية التي تتسم بالحكمة والمرونة في التعامل مع التحديات المتغيرة.
إن زيارة الرئيس السوري إلى الأردن تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية على المستوى الأمني والاقتصادي، وتؤكد على الدور البارز الذي يلعبه الأردن في تعزيز استقرار المنطقة.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة