واليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، لا تزال روح الكرامة حية، رغم المحن والصراعات والتخاذل الدولي. فإسرائيل، التي هُزمت على ضفاف نهر الأردن، تواصل سياساتها الاستبدادية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. لا يزال المشهد دموياً، حيث تحاصر غزة وتدمرها، وتقيم المستوطنات، وتصادر الأراضي، وتمارس القمع الممنهج، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والشرائع الإنسانية.
إن ذكرى الكرامة ليست مجرد حكاية من الماضي نرددها، بل دعوة متجددة لاستنهاض الموقف العربي، وتجديد الالتزام بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية لا تسقط بالتقادم. فمعركة الكرامة أثبتت أن الشعوب لا تُهزم حين تمتلك إرادة القتال والعقيدة الراسخة، واليوم، من حق شعوبنا أن تطالب بمواقف سياسية أكثر وضوحاً تجاه العدوان المستمر، وأن ترفض سياسة التطبيع مع كيان يحتقر القيم الإنسانية ويتمادى في إراقة الدماء.
إن يوم الكرامة هو يوم لتأكيد الثوابت الوطنية والقومية، ولتذكير العالم بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن استبداد إسرائيل، مهما طال، لن يطمس نداء الحرية في صدور الفلسطينيين ولا في ضمير الأمة. الكرامة اليوم ليست فقط ذكرى معركة، بل معركة مستمرة ضد الظلم والاحتلال والعنصرية.
وفي هذا اليوم، نوجّه التحية لأرواح شهداء الكرامة، وشهداء فلسطين، ولكل من يحمل في قلبه رفضاً للاستبداد، وإيماناً بأن كرامتنا لا تزال على المحك، وأن زمن النصر لم يرحل، بل ينتظر من يكتبه من جديد.
-
أخبار متعلقة
-
الصفدي في بيان للنواب: الملك وضع قاعدة للعمل الجماعي العربي لا تقبل التأجيل أو التردد
-
النائب زهير الخشمان: كلمة جلالة الملك في قمة الدوحة خارطة طريق عربية إسلامية جديدة
-
الخصاونة: خطاب الملك في الدوحة امتداداً للمواقف العروبية الثابتة
-
عطية: خطاب الملك في قمة الدوحة عبّر عن ضمير الأمة ورفض العدوان على فلسطين وقطر
-
"خارجية الأعيان" تبحث المستجدات الإقليمية
-
"تقدم النيابية" تختار مكتبها الدائم
-
الطاقة النيابية تطلع على خطط واستراتيجيات شركة توزيع الكهرباء
-
زهير الخشمان خلال عامه الأول تحت القبة نموذج للنائب الذي يثبت بالفعل أن صوت الشعب حاضر وأن الرقابة والتشريع أمانة
