الإثنين 2025-03-03 05:35 م
 

المسحراتي .. مهنة رمضانية عابرة للزمن والحدود

إرث تاريخي بدأ في مصر وانتشر في العالم الإسلامي
إرث تاريخي بدأ في مصر وانتشر في العالم الإسلامي
07:49 ص
الوكيل الإخباري-   مع حلول شهر رمضان المبارك، يطل المسحراتي في الأزقة والشوارع ليدق طبلته، مرددًا أناشيده الروحانية، داعيًا الصائمين للاستيقاظ لتناول السحور. ورغم التطور الكبير في وسائل التنبيه، لا تزال هذه المهنة صامدة في العديد من الدول، باعتبارها جزءًا من التراث الرمضاني الأصيل.اضافة اعلان


أصل مهنة المسحراتي
يعود تاريخ مهنة المسحراتي إلى العهد الإسلامي المبكر، وتحديدًا في العصر العباسي، حيث كان الخليفة الواثق بالله أول من اعتمد شخصًا يوقظ الناس للسحور، وكان يُعرف آنذاك باسم "المنادي".

أما الشكل التقليدي للمسحراتي الذي نعرفه اليوم، فقد ظهر في مصر الفاطمية، حيث كان الحاكم بأمر الله يصدر أوامره بأن يسير الجنود في الشوارع ليلًا، وهم يقرعون الطبول لإيقاظ الناس للسحور.

ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المهمة مسؤولية أشخاص محددين، عرفوا لاحقًا باسم المسحراتية، وبدأوا في استخدام الطبل والمناداة بالأسماء، لإضفاء طابع شخصي على المهنة.

انتشار المسحراتي في العالم الإسلامي
من مصر، انتقلت مهنة المسحراتي إلى مختلف البلدان الإسلامية، مع اختلاف الأساليب والوسائل المستخدمة:

في بلاد الشام، ارتبط المسحراتي بالأناشيد الدينية، حيث كان يجوب الحارات مرددًا الأدعية والابتهالات، مستخدمًا الطبل أو الدف.

في العراق، كان يُطلق عليه اسم "المُنبّه"، وكان يمسك بعصا خشبية يطرق بها على الأبواب برفق لإيقاظ الناس.

في تركيا، يُعرف باسم "الدَاوُودِي"، وكان يرتدي الزي التقليدي ويستخدم المزمار أحيانًا بدلًا من الطبل.
في المغرب العربي، يُعرف باسم "النفار"، حيث يعتمد على نفخ الأبواق التقليدية لتنبيه الناس لموعد السحور.

في دول الخليج، لا يزال المسحراتي حاضرًا، حيث يتجول في الأحياء مرتديًا زيًا تقليديًا، مرددًا الأدعية، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بمجموعة من الأطفال الذين يرددون معه العبارات التراثية.

تراجع دور المسحراتي في العصر الحديث
مع ظهور الساعات المنبهة، والهواتف الذكية، والإذاعات، والتلفاز، بدأ دور المسحراتي يتراجع تدريجيًا، إلا أنه لا يزال يحظى بمكانة رمزية في بعض المجتمعات، خاصة في القرى والمناطق الشعبية. كما تحوّل في بعض المدن إلى موروث ثقافي يتم إحياؤه خلال رمضان من خلال المهرجانات والعروض التراثية.

المسحراتي بين الماضي والحاضر
رغم التغيرات العصرية، يبقى المسحراتي رمزًا للهوية الرمضانية، إذ يحمل معه عبق الماضي وروح الشهر الكريم، ويذكر الأجيال الجديدة بتقاليد الأجداد، ليبقى صوته صدًى يتردد مع كل فجر من ليالي رمضان.




 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة