أزمة الخليج تشتعل .. والأردن في قلب العاصفة !

مجدي الباطية - تباينت اراء الشارع الاردني عقب القرار الذي اعلنه وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة د. محمد المومني مساء الثلاثاء تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر والغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة.اضافة اعلان


وعقب الاعلان اصبح الاردن داخل دائرة الزلزال السياسي الذي ضرب منطقة الشرق الاوسط يوم الاثنين الماضي عندما اعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وعلى رغم ان القرار الأردني جاء بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة وليس قطعها نهائيا، الا انه يحمل ابعاداً تؤكد ان الاردن اصبح طرفاً بالمعادلة ، خاصة ان القرار الاردني يعني سحب السفير الأردني من الدوحة ، والطلب من السفير القطري مغادرة عمان .

الشارع الاردني انقسم بدوره بين مؤيد ومعارض لقرار الحكومة ، حتى ان المعارضين للقرار اطلقوا هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل عنوان #أردني_متضامن_مع_قطر .

واشار الناشطون ان تبريرات دول الخليج في قطع العلاقات مع قطر لا تتماشى مع سياسة الأردن الداخلية والخارجية ،خاصة ان الحلف الخليجي برر مقاطعته لقطر بسبب دعمها للإخوان المسلمين وحركة حماس والانفتاح على ايران،والاردن يعترف بالإخوان المسلمين وحركة حماس ولا يصنفهما كتنظيمات إرهابية،اضافة الى ان علاقته مع ايران لا تصل الى حد القطيعة كما هي العلاقة بين حلف دول الخليج وايران .

وقال الناشطون ان قطر تدفع ثمن وقوفها مع غزة والمقاومة والثورات العربية ودعم الشعب السوري والصومالي واستضافتها لقادة حماس والاخوان المسلمين .

في حين انتقد البعض الدفاع عن قطر مشيرين انه في عام 2013 عندما كان الدينار الأردني على حافة الإنهيار والوضع الإقتصادي صعب رفضت قطر دفع المنحة الخليجية للاردن مما تسبب بإزدياد المديونية وارتفاع الاسعار على المواطن الاردني .

ولفت اخرون الى ان قطر رفضت إنضمام الأردن لدول مجلس التعاون الخليجي ، ورفضت التصويت لصالح الأردن بالأمم المتحده وإختيار الأمين العام ، ورفضت التصويت للأمير علي بالفيفا.

و قطر رفضت تصدير وبيع الغاز للاردن بعد تفجير خط الغاز المصري ،فيما وبحسب الناشطون لم تترك قناة الجزيرة القطرية فرصة تفوتها حتى تتشفى بالأردن وتتصيد بالماء العكر وتحاول جرنا للفتنة واثارة العنصرية.

وتحدث ناشطون عن 120 الف اردني يعملون داخل الاراضي القطرية واثر هذا القرار عليهم ، بينما اكد مصدر حكومي لموقع الوكيل الاخباري على ضرورة عدم تخوف الجالية الاردنية في قطر من قرار الاردن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر .

ولفت المصدر أن الحكومة لم تطلب من المواطنيين القطريين في المملكة مغادرة الاراضي الاردنية ، مشيراً ان الجالية القطرية ستبقى مكرمة ومعززة في الاردن .

وعلى رغم ان الناطق بإسم الحكومة المومني حاول البقاء على الحياد في تصريحاته الاخيرة بعد ان قال أن الحكومة تأمل تجاوز هذه المرحلة المؤسفة، وحل الأزمة على ارضية صلبة تضمن تعاون جميع الدول العربية على بناء المستقبل الأفضل لشعوبها ، الا ان الاردن اصبح في قلب العاصفة واحد اطراف المعادلة بعد قراره الاخير .