الخميس 2024-11-28 07:49 ص
 

أهل «الأنبار»: غرباء في وطنهم !

09:00 ص

بعدما حدث مع «الفارين» من الأنبار هروباً من جحيم «داعش» ذلك الذي حدث لم يبق إلَّا أن تفرض «قوات بدر» و «عصائب أهل الحق» ومعها حزب الله الإيراني على رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وعلي النجيفي وصالح المطلق وحتى على رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم الحصول على كفالة «مُعِّرف» قبل أن يدخل بغداد.. إنها مهزلة المهازل وأنَّ الذين يشكلون امتداداً إيرانياً في بلاد الرافدين باتوا يتعاملون مع العرب السنة وكأنهم غرباء في وطنهم وكأن مدن العراق العربي مدناً إيرانية كطهران وقُمْ وشيراز ومشهد !!اضافة اعلان

والواضح بل المؤكد أن هؤلاء, الذين فرضوا على أهل «الأنبار» عدم التنقل في بغداد, عاصمة الرشيد وعاصمة بلدهم, باتوا يتصرفون على أساس أنَّ العاصمة العراقية أصبحت عاصمة الإمبراطورية الفارسية, كما قال مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني, وكأن الإمبراطورية الساسانية قد نهضت من تحت التراب وكأن كسرى يتربع الآن في إيوانه وكأن قادسية سعد بن أبي وقاص لم تكن وكأن ألف عام وأكثر لم تدخل في مسيرة التاريخ.
كل الحجج التي قيلت لتبرير هذه «الجريمة» المعيبة غير مقنعة حتى لأصحاب أنصاف العقول وحتى لأصحاب المواقف الرَّمادية فأنْ يُمنع مواطن عراقي من الانتقال من محافظته إلى عاصمة بلده وعلى أُسسٍ طائفية ومذهبية دنيئة فهذا يعني أنَّ الجزء الأكبر من العراق غدا محتلاً وحقيقة أن هذا الجزء أصبح محتلاً منذ عام 2003 عندما قرر بول بريمر ومعه «العائدون» من المنافي الإرادية والقسرية ومن خلفهم إيران وعمامة: «الولي الفقيه» أن العرب السنة هم صدام حسين ونظامه وأن هزيمة هذا النظام هي هزيمة لهم وأنه تجب معاملتهم على أنهم مكونٌ ثانوي لا مكانة له في المعادلة الجديدة.
كان على الذين اتخذوا قرار فرض مطلب «الكفيل» على الفارين من الأنبار بأرواحهم وأطفالهم وأعراضهم وكراماتهم ليسمح لهم بدخول بغداد, عاصمة وطنهم, والتنقل فيها بكل حرية أنْ يفرضوا هذا الإجراء نفسه على مليوني إيراني سمح باجتياز الحدود العراقية التي غدت مفتوحة على إيران والوصول إلى الأماكن المقدسة في كربلاء والنجف والكوفة والكاظمية وسامراء.. ألا يذكرنا هذا ببيت الشعر القائل:
أحرامُ على بلابـله الدوْح
حلال للطير منْ كل جنس
إن هذا واقع مؤلم ومرعب ويقيناً إنْ لم «ترْعو» إيران و «تكفَّ شرها» عن العراق وعن سوريا وعن لبنان واليمن والمنطقة كلها فإن هذه المنطقة وإن هذا الشرق الأوسط بانتظار حروب مذهبية وطائفية قذرة من المؤكد أنها ستأكل الأخضر واليابس وأنها ستحقق مخططات إسرائيل التي تحدث مؤسسوها ومبكر جداً عن ضرورة إذكاء نيران الفتن على أساس طائفي ومذهبي بين العرب أنفسهم وبين العرب وجيرانهم لضمان أمن الدولة الإسرائيلية لقرون متعددة مقبلة.
وهنا فإن الغريب والمستغرب حقاً هو أن الإيرانيين ومعهم «المنتصرون» الذين عادوا في عام 2003 من يرى الإرادية والإجبارية القريبة والبعيدة قد رفضوا مُستعينين بالمندوب السامي بول بريمر وبالجنرالات الأميركيين قد رفضوا أي وجود عربي في العراق وهم حاولوا ترحيل كل السفارات العربية وهذا ما فعله رئيس الوزراء «المحبوب» حيدر العبادي الذي أعلن مراراً وتكراراً أنه لا يريد أن يرى مقاتلات عربية في سماء بلاده وأنه لا يريد أن يرى جنوداً عرباً حتى وإنْ كان ذلك من أجل المشاركة في الحرب على «داعش» التي يُطرْحُ بالنسبة لمن يقف وراء إنشائها ألف سؤال وسؤال !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة