مع اقتراب شهر رمضان، تتحرك الحكومة في اتجاه استمالة الناس وتطمينهم، كما تتحرك بعض النخب باتجاه التخويف من العودة للدور الرابع، وبين الحركتين تدق ساعة الحقيقة التي نحشد لها الشارع لمواجهة صفقة القرن، هنا ثمة محاولات للتنفيس على صعيد ازمات الجبهة الداخلية المزدحمة بالهم المعيشي والاقتصادي، وهنا ايضا ثمة محاولات للتعبئة والتحشيد ضد ازمة كبيرة قادمة محملة بالاتربة السياسية والغبار.اضافة اعلان
في هذا السياق يبدو التصريف الاقتصادي الذي باشرت به الحكومة للتخفيف من معاناة الناس في شهر رمضان مفهوما ومشروعا ايضا ، لكن ماذا عن التصريف السياسي الذي يمكن ان تقوم به في مواجهة «مزاج» عام تم تعبئته لدرجة الغليان، من اجل التصدي للخطر القادم من وراء الحدود..؟
صحيح، المنطقة تغلي، والحذر واجب، لكن لا بدّ من التذكير بان الحلول السطحية المؤقتة، كما المبالغة في التخويف والتهديد لن يوصلنا الى النتيجة التي نريدها، لا على صعيد «الشارع» الذي نحاول ان نجتهد في «البحث» عن قنوات لتنفيس مراراته واحتقاناته، ولا على صعيد «الخارج» الذي يعرف تماما تفاصيل خرائط المنطقة واتجاهاتها ورسائلها المشفرة وغير المشفرة.
لا اريد ان ادخل في تفاصيل السجالات والتسريبات التي حفلت بها الايام الماضية، سواء حول «صفقة القرن» و»ملف» الانتخابات الاسرائيلي وما حفل به من «مستجدات» اثارت ردود افعالنا، او حول الاوضاع الداخلية ومخاوفنا من تجدد موجات الاحتجاج ، اريد فقط ان اقول اننا بحاجة الى «خطاب» عقلاني مؤثر ومقنع، يتناسب مع وعي المجتمع ومصالح الناس، وينسجم مع امكانياتنا السياسية، ويبتعد - ما امكن - عن التحشيد «والتعبئة» خاصة اذا كان «تصريفها» سيصب في مواقع اخرى غير متوقعة.
لا شك بان مجتمعنا بحاجة الى استنهاض، وبان ذاكرتنا الوطنية والعربية بحاجة ايضا الى «تنشيط» لكي تبقى مفتوحة على ما يهدد واقعنا ومستقبلنا، لكن هذا الاستنهاض وذلك «التنشيط» يستدعيان التفكير باحياء «المشروع» الوطني الكفيل بفتح ابواب الهمة والامل، وتحقيق التوافق والرضى، فقد اثبتت التجارب بان افضل وسيلة للدفاع عن الذات هو تحصينها من العبث، وتطمينها باشاعة العدل، وتحريرها من الخوف، وعندئذ يمكن ان تفتح «لواقطها» على ذبذبات «التعبئة» ضد اعدائها وخصومها، حتى اقتنعت بان الاتجاه نحوه اصبح مفتوحا بالفعل، وبان الانتصار عليه تحول من «وهم» الى واقع ملموس.
افضل ما انجزناه في الايام القليلة الماضية هو اننا «توحدنا» على اهداف مشتركة، ورأينا مجتمعنا منسجما مع نفسه حين رفع لافتة «اللاءات» الثلاثة التي اطلقها الملك، ويمكننا اليوم ان نبني على ذلك، وان نستثمره، لكن انطلاقا من قاعدة «العقلانية» التي تجعلنا اقرب ما نكون الى تحرير جبهتنا الداخلية من اقتساماتها وصراعاتها، وابعد ما نستطيع عن «فزاعات» التخويف التي تولد «العطالة» واليأس اذا ما استشعر الناس بانها توظف في اتجاهات غير ممكنة او مأمونة.
امام الاردنيين ثلاثة «مشتركات» يمكن ان يضبطوا بوصلتهم عليها : مشترك « الاردن الصامد بكرامة»، ومشترك «الاقصى في خطر»، ومشترك «مشروع الاصلاح الوطني»، فيما يتعلق بالقدس والاقصى والخطر الصهيوني الذي يهددهما ويهدد بلدنا ايضا فلا بدّ من التفكير في خيارات و»صياغات» مقنعة «للم شمل» الاردنيين واستثمار حدة «غضبهم» وهذه تحتاج من المسؤولين الى «لغة» سياسية جديدة ورادعة ومقنعة، لكي يشعر الناس بان المعادلات فعلا تغيرت، وبان رد الاساءة سيكون جديا هذه المرة.
اما بالنسبة للاردن الصامد بكرامة فيفترض ان نفهم بان لدينا من الاوراق ما يمكن بها ان نواجه ما يهددنا من مخاطر واستحقاقات، صحيح ان عهد «الاشقاء « بما يحمله من دلالات انتهى واصبح من واجبنا ان نعتمد على انفسنا اقتصاديا وعلى عمقنا الاسلامي والانساني سياسيا، لكن الصحيح ايضا بان مجرد رفضنا لما يجري يسجل في حسابنا التاريخي.
يبقى «مشروعنا الاصلاحي» المنتظر هو الاساس الذي يجب ان ننطلق منه لتأكيد وحدتنا وسلامة خياراتنا، واعتقد ان هذه المشتركات لا تحتاج منا اليوم الى «خطاب» فزعة، ولا الى توظيفات سياسية «مؤقتة» ولا الى «نفخ» في البالونات المليئة اصلا بالمخاوف، بقدر ما تحتاج الى لغة سياسية هادئة وحازمة.. والى «صحوة» حقيقية تعيدنا الى سكة السلامة وتضعنا على خارطة الاحترام لذاتنا وامام الاخرين ايضا.
في هذا السياق يبدو التصريف الاقتصادي الذي باشرت به الحكومة للتخفيف من معاناة الناس في شهر رمضان مفهوما ومشروعا ايضا ، لكن ماذا عن التصريف السياسي الذي يمكن ان تقوم به في مواجهة «مزاج» عام تم تعبئته لدرجة الغليان، من اجل التصدي للخطر القادم من وراء الحدود..؟
صحيح، المنطقة تغلي، والحذر واجب، لكن لا بدّ من التذكير بان الحلول السطحية المؤقتة، كما المبالغة في التخويف والتهديد لن يوصلنا الى النتيجة التي نريدها، لا على صعيد «الشارع» الذي نحاول ان نجتهد في «البحث» عن قنوات لتنفيس مراراته واحتقاناته، ولا على صعيد «الخارج» الذي يعرف تماما تفاصيل خرائط المنطقة واتجاهاتها ورسائلها المشفرة وغير المشفرة.
لا اريد ان ادخل في تفاصيل السجالات والتسريبات التي حفلت بها الايام الماضية، سواء حول «صفقة القرن» و»ملف» الانتخابات الاسرائيلي وما حفل به من «مستجدات» اثارت ردود افعالنا، او حول الاوضاع الداخلية ومخاوفنا من تجدد موجات الاحتجاج ، اريد فقط ان اقول اننا بحاجة الى «خطاب» عقلاني مؤثر ومقنع، يتناسب مع وعي المجتمع ومصالح الناس، وينسجم مع امكانياتنا السياسية، ويبتعد - ما امكن - عن التحشيد «والتعبئة» خاصة اذا كان «تصريفها» سيصب في مواقع اخرى غير متوقعة.
لا شك بان مجتمعنا بحاجة الى استنهاض، وبان ذاكرتنا الوطنية والعربية بحاجة ايضا الى «تنشيط» لكي تبقى مفتوحة على ما يهدد واقعنا ومستقبلنا، لكن هذا الاستنهاض وذلك «التنشيط» يستدعيان التفكير باحياء «المشروع» الوطني الكفيل بفتح ابواب الهمة والامل، وتحقيق التوافق والرضى، فقد اثبتت التجارب بان افضل وسيلة للدفاع عن الذات هو تحصينها من العبث، وتطمينها باشاعة العدل، وتحريرها من الخوف، وعندئذ يمكن ان تفتح «لواقطها» على ذبذبات «التعبئة» ضد اعدائها وخصومها، حتى اقتنعت بان الاتجاه نحوه اصبح مفتوحا بالفعل، وبان الانتصار عليه تحول من «وهم» الى واقع ملموس.
افضل ما انجزناه في الايام القليلة الماضية هو اننا «توحدنا» على اهداف مشتركة، ورأينا مجتمعنا منسجما مع نفسه حين رفع لافتة «اللاءات» الثلاثة التي اطلقها الملك، ويمكننا اليوم ان نبني على ذلك، وان نستثمره، لكن انطلاقا من قاعدة «العقلانية» التي تجعلنا اقرب ما نكون الى تحرير جبهتنا الداخلية من اقتساماتها وصراعاتها، وابعد ما نستطيع عن «فزاعات» التخويف التي تولد «العطالة» واليأس اذا ما استشعر الناس بانها توظف في اتجاهات غير ممكنة او مأمونة.
امام الاردنيين ثلاثة «مشتركات» يمكن ان يضبطوا بوصلتهم عليها : مشترك « الاردن الصامد بكرامة»، ومشترك «الاقصى في خطر»، ومشترك «مشروع الاصلاح الوطني»، فيما يتعلق بالقدس والاقصى والخطر الصهيوني الذي يهددهما ويهدد بلدنا ايضا فلا بدّ من التفكير في خيارات و»صياغات» مقنعة «للم شمل» الاردنيين واستثمار حدة «غضبهم» وهذه تحتاج من المسؤولين الى «لغة» سياسية جديدة ورادعة ومقنعة، لكي يشعر الناس بان المعادلات فعلا تغيرت، وبان رد الاساءة سيكون جديا هذه المرة.
اما بالنسبة للاردن الصامد بكرامة فيفترض ان نفهم بان لدينا من الاوراق ما يمكن بها ان نواجه ما يهددنا من مخاطر واستحقاقات، صحيح ان عهد «الاشقاء « بما يحمله من دلالات انتهى واصبح من واجبنا ان نعتمد على انفسنا اقتصاديا وعلى عمقنا الاسلامي والانساني سياسيا، لكن الصحيح ايضا بان مجرد رفضنا لما يجري يسجل في حسابنا التاريخي.
يبقى «مشروعنا الاصلاحي» المنتظر هو الاساس الذي يجب ان ننطلق منه لتأكيد وحدتنا وسلامة خياراتنا، واعتقد ان هذه المشتركات لا تحتاج منا اليوم الى «خطاب» فزعة، ولا الى توظيفات سياسية «مؤقتة» ولا الى «نفخ» في البالونات المليئة اصلا بالمخاوف، بقدر ما تحتاج الى لغة سياسية هادئة وحازمة.. والى «صحوة» حقيقية تعيدنا الى سكة السلامة وتضعنا على خارطة الاحترام لذاتنا وامام الاخرين ايضا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو