الجمعة 2024-11-15 05:48 ص
 

«استكانة» شاي

07:27 ص

اول زيارة قمتُ بها من خلال عملي في « الدستور» كانت الى العراق أواخر عام 1988 ،وكانت ضمن وفد عالمي كبير ضمّ قرابة (الف) شخصية من الاردن والدول العربية والعالم ومنهم مفكرون وسياسيون مثل الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي قابلته في فندق» الرشيد»، بهدف الضغط على ايران لوقف الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثماني سنوات وازهقت الاف الارواح من الطرفين.

اضافة اعلان


ركبتُ الطائرة « الخطوط الجوية العراقية»،ويومها قدمت لنا المضيفات هدايا عبارة عن «كرافتة وعلبة سجاير روثمان». ولكوني الا ادخّن،قدمتٌ علبة السجائر الى احد الاصدقاء المرافقين لنا.


كنتُ برفقة الزميل الراحل بدر عبد الحق وكان يمثل جريدة» الرأي» وانا «الدستور» وكان الوفد الاردني برئاسة المرحوم سليمان عرار.


واول ما فعلناه انا والمرحوم «بدر»،ان خلعنا «بدلاتنا الرسمية»،وتركناها في غرفنا بفندق» فلسطين» وهبطنا فورا،نحو مقهى على شاطىء نهر»دجلة»،وجلسنا على ارائك من سعف النخيل،أُعجب بها الزميل عبد الحق وسأل النادل عن مكان شرائها،فدلنا على مكان خارج العاصمة بغداد،واشترى مقعدين صغيرين ونقلهما بالطائرة،واظنها كانت من اوخر رحلات الطيران قبل ان يتم الحظر الجوي بعد دخول العراق الى الكويت.


كان اكثر ما لفت نظري طريقة شرب الشاي بواسطة «الاستكانة»،وهي «كاسة صغيرة» تبدأ بسكب قليل من الشاي في صحن،ثم يبدأ الشارب بتناول الشاي من «الاستكانة».
طبعا،كنا نشرب من الشاي ولا نرتوي،وبخاصة «محسوبكم» عندما كنا نلتهم «السمك المسكوف» على نهر»دجلة».


ولعل تناول الشاي ب» الاستكانة» وهو اسم « انجليزي»يعني» اناء شرب الشاي في الشرق» وجاء مع الجنود الهنود والبريطانيين ايام الاستعمار الانجليزي للهند والعراق.
East > شرق
Tea > شاي
Can > إناء
الاهم من ذلك،طبيعة وطقوس شرب الشّايْ. الذي يحتاج الى راحة بال ومزاج خاص،ولا بأس من جليس او جليسة مُريحة،كي تفتح نِفسك.


كان المرحوم بدر عبد الحق عندما يرغب بتناول الشّايْ،يقول لي:عيّنتك رئيس قسم الشاي في الرحلة.


فنذهب فورا الى اقرب مقهى عراقي وهات « استكانات» (أغاتي)... اي يا سيّدي
كان «خوش» شّايْ !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة