السبت 2024-09-21 01:53 م
 
 

الأردن في وارسو.. فلسطين أولا

08:18 ص

التأم اجتماع وارسو أمس بدعوة أمیركیة بولندیة ومشاركة ممثلین عن سبعین دولة.


تھدف الإدارة الأمیركیة من الاجتماع إلى صوغ استراتیجیة جدیدة للشرق الأوسط، تحظى بدعم أكبر عدد ممكن من الدول والقوى المؤثرة في المسرح الدولي.
 إیران وقضیة السلام في الشرق الأوسط أبرز عنوانین لھذه الاستراتیجیة.

اضافة اعلان


أما مستوى التمثیل في الاجتماع فیعكس تباین المواقف حیال الرؤیة الأمیركیة لقضایا الشرق الأوسط وأولویاتھا.


الأردن وبعد نقاش دبلوماسي مستفیض مع الدول العربیة والشركاء الدولیین قرر المشاركة على مستوى وزیر الخارجیة، إلى جانب عدد من الدول العربیة.


وبالنسبة لھذه الدول یبدو حدثا غیر مسبوق المشاركة في اجتماع یحضره رئیس الوزراء الإسرائیلي بنیامین نتنیاھو الذي یحاول تجنید المؤتمر بتنسیق مع الحلیف الأمیركي في مواجھة ما یدعیھ بالخطر الإیراني.


جلسات الاجتماع ستكون مغلقة، ومن المقرر أن یشارك فیھا نائب الرئیس الأمیركي ووزیر الخارجیة والمستشار جارید كوشنیر المعني بملف ما بات یعرف بصفقة القرن لحل القضیة الفلسطینیة.


الأردن لم یغب أبدا عن أي مؤتمر أو اجتماع یبحث قضایا المنطقة، والحضور لا یلزِمھ بمخرجات أي اجتماع إذا لم تتوافق مع مواقفھ المعروفة ومصالحھ الوطنیة والقومیة.


في ھذا اللقاء یشارك الأردن تحت عنوان عریض لا لبس فیھ؛ فلسطین ھي قضیة العرب الأولى ولا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون حل عادل یضمن قیام الدولة الفلسطینیة على خطوط الرابع من حزیران وعاصمتھا القدس الشریف.


وفي تغریدة لوزیر الخارجیة أیمن الصفدي قبیل توجھھ أمس لوارسو قال بوضوح إن ”لا خطر أكبر على المنطقة من استمرار الاحتلال الإسرائیلي وغیاب آفاق زوالھ“.


 الرسالة الأردنیة ھذه بمثابة رد استباقي على محاولات التلاعب بأجندة المنطقة وأولویاتھا وتصویر إیران خطرا رئیسیا، وتجاھل خطر الاحتلال الإسرائیلي.
وھي في بعدھا الثاني رد على مبادرات وصفقات تسعى لتسویة القضیة الفلسطینیة على حساب الحقوق التاریخیة المشروعة للشعب الفلسطیني، واستبدال السلام العادل بالتطبیع الاقتصادي.


اجتماع البحر المیت التشاوري الذي عقد قبل أسبوعین بمبادرة أردنیة ومشاركة خمسة وزراء خارجیة عرب، كان في حقیقة الأمر جھد أردني لتنسیق المواقف العربیة وبناء أجندة مشتركة قبل التوجھ لاجتماع وارسو.


ومن المفترض أن یترجم ھذا الجھد بإسناد عربي في الغرف المغلقة لموقف الأردن حیال أولویات المنطقة.


الجانب الفلسطیني لا یشارك في اجتماع وارسو، وھذا دون شك موقف حكیم، یدعمھ الأردن.


الأردن سیكون صوت الفلسطینیین القوي في الاجتماعات، والتنسیق بین الجانبین مستمر على مدار الساعة.


من المتوقع أن یقدم كوشنیر عرضا موجزا للمشاركین عن خطتھ الموعودة، والتي سیتم طرحھا كما قیل بعد الانتخابات الإسرائیلیة.


لیس ثمة شيء یلزم العرب والفلسطینیین في الخطة إذا لم تستجب لمصالحھم. وما تسرب من تفاصیل بشأنھا یكفي للحكم المسبق علیھا بالفشل.


الحل العادل ھو فقط الذي یرضى بھ الشعب الفلسطیني ویلبي حقوقھم. ھذا ھو موقف الأردن، والمشاركة في ”وارسو“ لن تبدل أو تغیر فیھ مھما كانت الضغوط.

 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة