جاءت عملية الأقصى وما تلاها من إجراءات بحق المسجد المبارك لتفسد أجواء الاستثمار الصهيوني للمرحلة البائسة التي تعيشها الأمة.
ربما كان من الصعب الجزم بتغيّر سريع في أجواء المنطقة، وبالطبع لأن الجهود المبذولة لمنع انفجار الوضع ليست بسيطة بحال، لكن ما يجري أكد من جديد أن أحلام الصهاينة فيما يتعلق بنهاية الصراع، وبخاصة فيما يتعلق بالقدس والأقصى ليست سوى أوهام، إذ أن الشعب الفلسطيني، ومن ورائه أمة من مليار ونصف المليار لن تقبل بحال أن يُشطب المسجد لصالح الهيكل.
أمس الجمعة، ترددت أصداء الأقصى في ملايين المساجد على امتداد الأرض، وليس في الدول العربية والإسلامية وحسب، كما تردد في فعاليات شعبية كثيرة هنا وهناك، ما يؤكد أن الصراع على هذه الأرض، ولأجل هذه المقدسات لن ينتهي كما يريده الصهاينة، وإن بلعبة تدريجية لا أحد ينكر ذكاءها.
الذي لا شك فيه هو أن الصهاينة قد بالغوا في أحلامهم هذه الأيام في ظل الحريق الذي أشعله خامنئي والثورة المضادة العربية ردا على مسيرة ربيع كان سيغير موازين القوى في عموم المنطقة لصالح شعوب لا تعترف للغزاة بأي شبر من فلسطين، وكان يمكن أن تحرمهم من إنجازات حققوها خلال عقود من تطبيع الوضع الدولي والعربي والإسلامي على واقع الاحتلال.
وجاء وصول ترامب إلى السلطة، وخطابه الأكثر حميمية حيال الكيان في تاريخ الولايات المتحدة، مع تمدد صهيوني نحو مواقع كثيرة في هذا العالم، بما في ذلك قوىً كبرى كروسيا والهند والصين.. جاء ليعزز من أحلامهم تلك، وصولا إلى الأمل بشطب الصراع، وتحويله إلى مجرد نزاع على هامش الاهتمامات الدولية، بل والعربية والإسلامية الرسمية أيضا.
كل ذلك هو ما دفع الصهاينة، إلى التحركات التي نتابعها لمنع التصعيد في المسجد الأقصى، وصولا إلى انفجار جديد كذلك الذي تابعه العالم أجمع إثر زيارة شارون للأقصى، واندلاع انتفاضة الأقصى نهاية أيلول من العام 2000.
لعل ذلك هو ما يفسر موقف السلطة البائس مما يجري، فهي معنية بمنع تصعيد الانتفاضة، في ذات الوقت الذي أصاب الخجل مرجعيتها (أعني حركة فتح) التي لم تغب عن دعوات التصعيد ضد إجراءات الاحتلال، وكذلك المشاركة فيها، خشية حسبان مواقف السلطة عليها، مع أن الأمر سيبقى كذلك، ما دامت تمنح الشرعية لتلك السلطة وسياساتها على كل صعيد.
قد تنتهي هذه الجولة من الصراع حول الأقصى بتسوية ما، تعيد الوضع إلى ما كان عليه في ظل حرص أطراف بلا حصر على ذلك، وقد تفشل اللعبة وتتصاعد الانتفاضة، لكن ما يعنينا هنا هو تأكيد ما جرى على أن أحلام الصهاينة العريضة لاستثمار أجواء المنطقة مع الوضع الدولي لن تغدو واقعا، ومشروع تصفية القضية بحلول مؤقتة وتطبيع واسع النطاق لن تنجح، حتى لو مرّ بعضها في مراحله الأولى، فعلى هذه الأرض شعب يثبت دائما أنه أهل للمواجهة، ومن حوله أمة تثبت مرة إثر مرة حيويتها في مواجهة الأعداء؛ بشتى تصنيفاتهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو