'ياخوي اعطيني السلاح انا قناص خلني اساعدك'..كلمات ما زالت تتردد في اذهان الاردنيين ، ذلك الحادث الارهابي الذي وقع في الثامن عشر من كانون الاول عام 2016 على اسوار قلعة الكرك ، والذي لم يكن في طبيعة حاله يوما عاديا على الساحة الاردنية التي اهتزت من ضخامة الحدث ، والذي أسفرعن استشهاد 9 أشخاص هم أربعة من رجال الامن وثلاثة من قوات الدرك، ومواطنان، اضافة الى مقتل سائحة كندية، واصابة 27 بينهم عدد من رجال الامن العام وقوات الدرك على يد مسلحين كانوا قد تحصنوا في قلعة الكرك .
ويستذكر الأردنيون اليوم الذكرى الاولى لاحداث الكرك، وهم مصممون على مواصلة المسيرة وتعزيز فضاءات الحرية والديمقراطية رغم حالة الحزن ومشاعر الأسى التي أصابت وجدان كل الاردنيين جراء ذلك الهجوم الارهابي الأليم ، فهذا التحدي الخطير الذي واجه الأردن ما كان الا مقدمة غير متوقعة ومفاجئة في ظل تخطيط وتجهيز الارهابيين لمخطط جبان كان من المنوي ان ينفذ على الارض الاردنية ، الا ان مشيئة الله كانت اقوى وارحم من خططهم المسمومة بالشر والحقد لهذا البلد وابناؤه ، والدليل على ذلك ما فعله أبناء الكرك الابية بنزولهم إلى الشارع لمساعدة رجال الأمن، والدفاع عن مدينتهم.
فذلك الإنفجار المفاجئ الذي وقع في منزلهم بمنطقة القطرانة حال دون أن يتمكن أعضاء الخلية الإرهابية من تنفيذ مخططاتهم لعمليات عسكرية تستهدف السياح وبعض المواقع التي لم يتم تحديدها، حسب ما كان يرتبون لها، وبعد ان كانوا يعملون بصمت محكم فيما بينهم، في تجهيز المواد المتفجرة لتحديد أهدافهم التخريبية نصرةً لتنظيم داعش الارهابي.
وعلى الرغم من التخلف الارهابي والعقائدي لأفراد الخلية الارهابية ، الا ان ما جرى في القلعة والتي كانت مقبرة لهم في ذلك اليوم ، لا يحتاج الى تاريخ زمني لكي نستذكر شهدائنا الابرار ، فما حصل هناك واثاره في قلوب الاردنيين جميعا من ألم وغضب، ما كان الا عاملا في زيادة التلاحم الوطني حول القيادة الهاشمية المظفرة للوقوف بوجه الارهاب الاعمى، ورسالة قصيرة لكل من كان يعتقد ان الارهاب سينال من الاردن ان كل اردني هو جندي من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب.
اما شهداء الواجب في احداث الكرك والذين ما زالوا في قلب ووجدان كل اردني واردنية ، ودماءهم التي غرست في نفوس ابناء الوطن أن هذه الدار ستبقى دار العز والسؤدد والكرامة، و ستحميها النفوس الأبية ، فانتم ايها الشهداء لم ولن ننساكم ، فكيف لنا ان ننسى الرجال الرجال والذين ساروا على ركب الاباء والاجداد ممن حموا الاردن وذادوا عن ترابه بدمائهم الطهورة ، وهم العقيد سائد محمود المعايطة والعريف محمد ابراهيم سلامة البنوي والعريف شافي سلامة فنخور الشرفات والوكيل يزن هاني محمد صعنون والوكيل صهيب جمال عبدالكريم السواعير والرقيب علاء موسى محمود نعيمات والشرطي حاكم سالم عبدالحميد الحراسيس والمواطن ابراهيم مدالله البشابشة والمواطن ضياء علي الشمايله ،اضافة الى المواطنة الكندية التي قتلت وتدعى ليندا جيسي فاتشار .
ان هذه الذكرى وعلى قدر بشاعة صورتها والحزن العميق الذي مرّ به الأردن، إلا أنها اشارت بوضوح إلى أن يد الارهاب الغادرة التي طالت أرواح الابرياء كانت تسيء الى صورة الاسلام الذي هو منها براء، وحاولت زعزعة استقرار وطننا المنيع الذي يأبى إلا أن يكون سدا حصينا ً ومنيعا بوجه الارهاب، وهو الامر الذي اكده المواطنون خلال مشاركتهم لرجال الامن في تلك الاحداث للهجوم على الارهابيين والقضاء عليهم ما كان الا تأكيداً على التلاحم بين أبناء الشعب الاردني والاجهزة الامنية، والتفافهم حول القيادة الهاشمية في مواجهة الارهاب والحفاظ على أمن واستقرار الاردن ، والتي جعلت جميع المتابعين في الخارج عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي يشاهد الصورة الحقيقية لهذا التلاحم الفريد من نوعه في العالم، فالمواطن والفلاح والموظف والعامل والجامعي والعسكري ورجل الامن جميعهم في خندق واحد.
حادثة العمل الارهابي الذي وقع في الكرك الابية .. كرك الاباء والمجد .. كانت الرسالة الاردنية الاقوى لتنظيم داعش الارهابي بأن الاردن سيبقى حصنا منيعا في وجه الإرهاب والعنف والقوى التكفيرية الظلامية البعيدة عن روح الدين والتسامح والسلم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو