تطوّرات الميدان السوري حاليا تبعث على الفرح، فوصول الجيش العربي السوري لحدودنا الشمالية، وكنس الإرهابيين الذين استوطنوا في الجنوب السوري لسنوات يؤشر لقرب انفراج أزمة طالت، ويعزّز فكرة تنامي قدرة الجيش السوري في فرض وجوده على الأرض، وهذا واضح من خلال استعادة قرى ومدن ومواقع حدودية شرق البلاد السورية وجنوبها وغربها.
فبعد أن اعتمدت دول عديدة، من ضمنها الصهاينة، وعبر سنوات الأزمة الخمس، على وكلاء لهم في الساحة السورية، ووقفوا من خلف الستار يديرونهم بالشكل الذي يحقّق أهدافهم، اختلفت المعادلة اليوم، حيث صمد الجيش السوري عبر تلك السنوات أمام شذاذ الآفاق، وتراجعت قدرة أولئك على تنفيذ مخططاتهم من خلال تقسيم الأرض السورية، وإزاحة البوصلة عن لبّ الصراع الحقيقي في المنطقة وهو الصراع الصهيوني.
أولئك؛ بعد تلك السنين أفاقوا على معادلة لم يحسبوا لها حسابا، فوكلاؤهم كانوا عاجزين عن التأثير والتموضع، وفشلت كل مخططاتهم التقسيمية والتدميرية والانقلابية، فالدولة السورية تماسكت ولم تسقط، وفكرة التقسيم لم تنجح، فتكسّرت المؤامرات على حجر الصمود، والجيش السوري لم يدمّر، وحافظ على عقيدته القتالية وبات يستعيد المدينة تلو الاخرى.
المشهد السوري آنيا يؤكد أن وكلاء الحرب فشلوا بتنفيذ رؤية وأجندة الغرب والصهيونية، فالفشل واضح في التنفيذ، وما تقدم الجيش السوري على الأرض إلا أكبر دليل على ذلك.
لذا؛ فإن عودة الجيش السوري لأكثر من 50 كيلومترا من حدودنا الشمالية واستعادته لآلاف الكيلومترات في البادية السورية يؤسس لمعادلة جديدة، يتوجب ملاحظتها والتأسيس عليها، وهي ان الإرهاب الأسود يتراجع، والدولة السورية بدأت تستعيد عافيتها، وبدأت تفرد سيطرتها على الأرض التي استوطن فيها الإرهاب الأسود لأعوام بفعل دعم دول إقليمية.
تلك التطورات ما كانت لتحصل لولا عوامل متعددة، أبرزها تراجع الدعم الذي كان يقدم للإرهابيّين من دول مختلفة، وإغلاق المنافذ عليهم، واختلاف رؤى تلك الدول حول مصير ما يعرف بـ'المعارضة السورية'، وتكشّف حقيقة الإرهابيين وحقيقة مموّليهم.
وأيضا، فإن استيطان الدواعش وجبهة النصرة وغيرها من تنظيمات إرهابية تكفيرية على الأرض السورية كشف حقيقة ما يعرف بـ'المعارضات السورية المعتدلة'، وأن تلك المعارضات لا أثر وتأثير لها على الأرض، وكان جلّ فعلهم ترك الإرهابيين يصولون ويجولون ويرهبون الناس وينكّلون بهم، وهو الأمر الذي انكشف عبر سنوات الصراع السوري الطويل.
ولأن وصول الجيش السوري لحدوده الجنوبية مصلحة سورية، فإن في ذلك مصلحة أردنية أيضا، فأن يكون مقابل حدودنا الشمالية جيش نظامي نعرف كيف نتعامل معه، وكيف نتواصل معه، وليس إرهابيين من شتّى الآفاق، ينفذّون أجندات مختلفة، ولا يمكن لهم إلّا أن يكونوا أعداء للأردن وشعبه بما يحملونه من ايديولوجيات تكفيرية متطرفة وإرهابية تكفر كل العالم.
تقسيم الأرض السورية، وخلق 'كنتونات' عرقية ومذهبية ودينية في سورية والعراق، لا يخدم مصلحة الأردن العليا، وبقاء الإرهابيين يسرحون ويمرحون على حدودنا الشمالية والشرقية من شأنه تعكير صفو الأمن الذي نعمت به تلك الحدود لسنوات طويلة، وعودة الانضباط لشرقنا وشمالنا يفتح آفاقا مختلفة للخروج من أزمات المنطقة التي أثرت علينا اقتصاديا وخنقت تجارتنا إثر إغلاق المعابر الحدودية.
المؤمل اليوم أن يعود الجيش السوري والعراقي النظاميان، وليس أي جيش آخر للمعابر الحدودية في طريبيل ونصيب وغيرهما، وأن يبتعد الإرهاب عن حدودنا ويأخذ معه سواده وفكره المنحرف الذي أثر علينا، وحاول أن يضرب مرارا في شمالنا وشرقنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو