عُرض في أسبوع الفيلم الصيني في عمان، فيلم 'كونفوشيوس'، إضافة إلى عدد آخر من الأفلام تعكس تطور السينما الصينية، واستجابتها للتحولات الاقتصادية والاجتماعية مثل الشبكية؛ إذ صارت شبكة الإنترنت جزءا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والحياة اليومية، والتطور الاقتصادي والاجتماعي للريف الصيني، والذي صار بدوره لا يختلف عن المدن في مستوى المعيشة والخدمات والمرافق.
يعتبر كونفوشيوس ملهم الثقافة والفكر في الصين. ويمكن حتى اليوم ملاحظة العلاقة بين أفكاره وبين الثقافة السياسية والعامة السائدة في المجتمع والمؤسسات في الصين وكوريا واليابان وفيتنام وتايوان. وقد ولد في القرن الخامس قبل الميلاد، وبرغم أنه يعد محافظا يستلهم التجارب والحكم الماضية والقائمة، فقد اكتسب الخلود والتأثير حتى في المرحلة الحديثة للصين والتي تستلهم المستقبل وآفاقه؛ إذ إن الأمم وهي تنظر إلى الأمام، تستعين بتراثها وتجاربها.
ربما تستمد الكونفوشيوسية تأثيرها المتواصل على مدى ألفين وخمسمائة سنة، من السلام الداخلي الذي تمنحه لأتباعها، والرؤية العملية والتطبيقية للأفكار والمثل والسيرة الذاتية لكونفوشيوس؛ إذ كان متواضعا ومخلصا لمبادئه وأمته، مع النظر الدائم إلى القيم التي تحسن الحياة.
بعد خدمة طويلة في الإدارة العامة، تخللتها خلافات مع الحكام، تفرغ كونفوشيوس للتعليم، وحاول أن ينشئ منهاجا عاما للتعليم والمهارات مستمدا من الأخلاق والموسيقى والإصلاح الاجتماعي والسلوك الفردي. ودُوّنت أفكاره ومحاضراته بعد وفاته في كتاب 'المنتخبات الأدبية'، وهو سجل محاضراته التي كان يلقيها على أتباعه وتلاميذه؛ وكتاب 'لي جي' الذي يعرض القواعد القديمة في السلوك والأخلاق؛ وكتاب 'التغيرات' في الميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعة؛ وكتاب 'شي - جنج' في الشعر والأناشيد في الأخلاق؛ وكتابي 'تشو - شيو' و'شو - جنج' في تاريخ الصين؛ وكتاب 'جونع يونغ' في الفلسفة؛ وكتاب 'منشيس' في الآداب الصينية.
قبل كونفوشيوس، ظهر في الصين الفيلسوف لاوتسي، مؤسس الفلسفة/ الديانة الطاوية، ويُنسب إليه الكتاب الأساسي في الطاوية 'تاو تي تشينغ'. ولاوتسي هو لقب تبجيل وليس اسما، أما اسمه الأصلي فهو 'لي آر'. وتعني كلمة 'الطاوية' الطريق أو الهداية.
وقد نشأ لاوتسي، كما كونفوشيوس، في مرحلة من التفكك والصراعات بين الممالك الصينية، فقرر أن يهاجر من الصين. لكن حارس الحدود عرفه، وقال له لا ينبغي أن نخسر حكيما مثلك، وإن كان ولا بد فاكتب لنا كتابا تضع فيه حكمتك وتجاربك. فأقام في مركز الحدود ثلاثة أيام، وضع فيها كتابه 'داو د جيننغ'، وهو كتاب الطاوية المقدس.
والواقع أن تاريخ الفكر الصيني يتضمن العشرات من التيارات الفكرية، ومئات الفلاسفة والحكماء، وإن كان كونفوشيوس ولاوتسي هما الأكثر شهرة في الثقافة العربية والعالمية. إذ يعرض كتاب تاريخ تطور الفكر الصيني، لمجموعة من المؤلفين الصينيين وترجمه عبدالعزيز حمدي، تاريخا طويلا من المفكرين والاتجاهات الفلسفية والفكرية. وقد يبدو بينها وبين الفلسفات الأوروبية، في أحيان كثيرة، تشابه وتطابق برغم أنها سابقة للفلسفة الأوروبية بمئات السنين.
ومن أقوال كونفوشيوس المتداولة: لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق، فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً، وتجاوز الهدف مثل عدم بلوغه، وليست العظمة في ألا تسقط أبداً بل في أن تسقط ثم تنهض من جديد. وما يبحث عنه الرجل النبيل موجود في نفسه، وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو