الأحد 2024-11-24 10:00 ص
 

القاع!

12:45 م

ليس مثل الفرنسيين من يستطيع تحويل صناديق عتاد على ظهر طائرة نقل إلى احتفال كبير في مطار بيروت يبثه التلفزيون بثاً مباشراً، ويتابع فيه وزيرا الدفاع الفرنسي واللبناني عن دور البلدين في هذه المنطقة. مع أن هذه الشحنة دفعت السعودية ثمنها وليست معونة فرنسية، ومع أن المشتريات تبلغ أربعة مليارات دولار إلا أن الفرنسيين حولوها إلى «مشروع تسليح» مداه.. عشر سنوات يستوجب مئات الاحتفالات والخطب... وتحميل الجيش اللبناني جمائل لا أول لها ولا آخر.اضافة اعلان

بالمناسبة، قدّمنا قبل شهر أو يزيد للجيش اللبناني مجموعة مدافع، وناقلات جنود مدرعة بعدد محرز فلم نقرأ خبراً عن هذه الهدية المتواضعة في أية صحيفة لبنانية، لأن حزب الله لا يعترف بها. وجاء العماد قهوجي في زيارة شبه سرية ليقول لنا على استحياء: شكراً. وبصوت لم يسمعه الأردنيون ولا اللبنانيون.
ونعود إلى موضوع أسلحة الجيش اللبناني، والمنحة السعودية البالغة الكرم، والشطارة الفرنسية في تسويقها بالمهرجانات المنقولة مباشرة على ملايين الناس، والخطب التي تنتهي بعاش لبنان وعاشت فرنسا. وغابت عن هذه المهرجانات السعودية المانحة. وغاب الجد عن صفقة أسلحة بالمليارات.. بتحويلها إلى «مشروع تسليح» مدته عشر سنوات.
لا أحد يقصّر مع الجيش اللبناني، وقد قدمت طهران خطة لتسليحه لم تقبلها الحكومة اللبنانية لأن هناك عقوبات دولية تمنع بيع أو هبة أسلحة إيرانية. والحكومة اللبنانية تقول لإيران وحزب الله: هناك عقوبات دولية على السلاح الإيراني. اعطونا إذن من مجلس الأمن ونحن ممتنون. مع أن إيران تقدم لحزب الله خمسين ألف صاروخ، وأسلحة المشاة الخفيفة والثقيلة.. لكن ذلك لا يمر من الموانئ اللبنانية.. وإنما من عبر سوريا.. وبالتهريب. ولبنان الدولة لا تستطيع ذلك.
وفي العالم العربي قصص معقدة ولا ألف ليلة وليلة يحرص الجميع على التكتم عليها. ولو حدث وانكشف الطابق الليبي مثلاً والانفاق العربي على ميليشياته: تسليحاً، ورواتب، ومؤتمرات تحت اشراف الأمم المتحدة، وتحالفات مضادة للإرهاب، لشاب شعر العربي فوق شيبه. ولو انفتح باب الأسرار في هذا الذي يجري في سوريا.. لهرب العربي من الشواطئ إلى حيث الأمان.. عبر البحر.. ومع آلاف الجثث الغارقة في قاعه.
ترى ما هي حكاية القاع أيضاً؟.


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة