التصعید في القدس سیاسة إسرائیلیة ممنھجة ودائمة، ولا یحد من خطورتھا سوى مقاومة المقدسیین والدور الأردني البارز في الدفاع عن المقدسات.
وإذا ما تراجعت حكومة الاحتلال عن خطوة تھویدیة، فما ھو إلا للتحضیر لخطوات أخرى قادمة على طریق تھوید القدس نھائیا والإجھاز على ھویتھا الفلسطینیة والعربیة والإسلامیة.
بید أن الھجمة على القدس في ھذه الأیام تأخذ مسارا أكثر شراسة مع دخول إسرائیل موسم انتخابات الكنیست.
مع كل جولة انتخابیة في إسرائیل یسجل التیار الیمیني والاستیطاني حضورا أكبر، وتكون القدس عنوانا تتسابق القوائم الانتخابیة على تسجیل نقاط انتخابیة من خلالھ.
وفي الصراع لكسب أصوات المستوطنین والمتطرفین، لا یتردد القادة السیاسیون في إسرائیل عن دعم إجراءات تھوید القدس، وتھدید الحرم القدسي، والتضییق على الفلسطینیین، وتسریع مشاریع استیطانیة من فوقھ ومن تحتھ. الیمین الإسرائیلي بقیادة نتنیاھو یخوض معركة شرسة مع خصومھ، وللفوز في ھذه المواجھة انخرط نتنیاھو بتحالف غیر مسبوق مع حركة كاخ الإرھابیة المحظورة في أمیركا ودول أوروبیة بوصفھا حركة إرھابیة.
نتنیاھو مستعد أن یمضي أبعد من ذلك للفوز بالانتخابات، خاصة وأنھ یحوز على دعم أمیركي، یمكنھ من السیر في برنامجھ دون عراقیل.
والقرار الأمیركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائیل یمنح الیمین الصھیوني فرصة مثالیة لاستكمال مشروع التھوید وكسب المعركةالانتخابیة حتى لو كان ذلك على أنقاض المقدسات.
ذلك لا یعني أننا أمام سیناریو حتمي، والمؤكد ان الأسابیع والأشھر المقبلة ستكون صعبة على القدس، وقد نشھد بعد انتخابات الكنیست مواجھات كبرى میدانھا مدینة القدس.
لا نعلم بعد فحوى صفقة القرن المقرر إعلانھا بعد الانتخابات الإسرائیلیة، لكن وكما یقال المكتوب یقرأ من عنوانھ. وفي أفضل التوقعات، القدس لیست مطروحة ضمن بنود الصفقة، وإسرائیل تتصرف على ھذا الأساس، ولن تعیقھا أي مفاوضات مقبلة عن مواصلة مخططاتھا لتھوید القدس واعتبارھا عاصمة موحدة لدولة الاحتلال. یدرك الأردن خطورة المخططات التي تحیكھا إسرائیل بحق القدس، وقد یجد نفسھ في المستقبل القریب بمواجھة مرحلة صعبة.
لقد بذلت الدبلوماسیة الأردنیة أقصى طاقتھا لحمایة المقدسات، ووصلت العلاقة مع إسرائیل مرحلة سیئة مع كل صدام كان یحصل بین الطرفین حول القدس. لكن المرحلة المقبلة ربما تكون الأكثر خطورة بالنظر إلى السیاسة المتھورة التي تتبناھا إسرائیل والاحتمال الكبیر بوصول قوى یمینیة أكثر تطرفا لسدة الحكم، خاصة القوى الممثلة للمستوطنین.
لن یكون الأردن قادرا وحده على إجھاض المخططات الإسرائیلیة، ویتعین على الدول العربیة أن تحدد موقفھا بالضبط من معركة القدس.
القمة العربیة المقررة الشھر المقبل في تونس، مناسبة مھمة لاختبار إرادة العرب قبیل الانتخابات الإسرائیلیة، وفرصة للخروج بموقف عربي مشترك للتعامل مع التطورات الخطیرة في الأراضي الفلسطینیة المحتلة وفي القدس تحدیدا.
لا یمكن الاستمرار بعملیة التطبیع الناعم مع إسرائیل، بینما عتاة الإرھاب الصھیوني یستعدون لیكونوا وزراء في الحكومة المقبلة، وعینھم على القدس والمقدسات.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو