ربما يموت المثقفون وأصحاب الرأي فقراء من الناحية المادية؛ فالثقافة في هذا الزمان(ما تأكِّلْشِ عيش) لكن يبقى للمثقف والمفكر رصيد كبير من الاحترام والتقدير عند الناس، خاصة إذا كان وفيًّا لمبادئه وآرائه. أما إن كان المثقف أو المفكر متكسبا يبيع فكره وفنه وآراءه مقابل المال والثروة أو المناصب أو الشهرة، فهذا إنسان سيفقد مصداقيته عند الناس، ولن يكون له رصيد عندهم.اضافة اعلان
فما قيمة من يدعو إلى الاشتراكية –مثلا- وهو يغرق في البرجوازية حتى أذنيه، وما قيمة من يدعو إلى الأخلاق الحميدة وهو يسبح في بحار الرذيلة، وما قيمة من يدعو إلى حرية الفكر والتعبير وهو لا يحتمل أن يسمع رأيا لمخالف، وما قيمة من يدعو إلى حقوق الإنسان بمجرد اللسان وهو بريء منها، وما قيمة من يدعو الناس إلى الدين وهو لا يعرف القبلة. مناقضة السلوك العملي للأفكار والآراء تسقط صاحبها في أوحال التناقض، مما يجعله بعيدا عن قلوب الناس وعقولهم.
المفروض أن المثقف أو المفكر يعيش همًّا يشغل عقله وقلبه، ويحاول بعقله وفكره أن يجد الحلول لتلك الهموم؛ لأنه يعيشها، فإذا عاش الهمّ صادقا، وعاش ما فكر فيه ورآه من أفكار ومبادئ، سيكون ذلك علامة على إخلاصه لقضيته واحترامه لفكره وعقله وثقافته، أما أن يكون له لسان ينادي بالمبادئ والأخلاق والأفكار وهو يعيش في واقعه بعيدا عنها، فهذا لا يوصف إلا بالخيانة، الخيانة للمبادئ والأفكار، والخيانة للجمهور الذي آمن به وصدّقه.
لا شكّ أن رحلة المثقف والمفكر طويلة وصعبة وشاقة ومكلفة، لكنها رحلة ممتعة، فهو صاحب قضية، وفي سبيل قضيته يشغل فكره وعقله وقلبه، ويعيش قضيته صباح مساء، ويجعل لها قيمة فيمن حوله، وإن سعادته التي لا تعدلها كنوز الدنيا حين يرى الناس تتأثر بمقولاته وأفكاره، تحفظها وترددها وتتداولها وتستشهد بها في مجالسهم.
ولا يمكن للمثقف الواعي النزيه أن يسلك طرقا ملتوية في سبيل تحقيق أهدافه، إن سلاح الفعال القلم واللسان، إنها الكلمة التي تخرج من عقلة وقلبه، فتخترق العقول والقلوب، فلا يسعى إلى تثبيت فكرته وأيه عن طريق الكذب والغش والخداع. وإن كبرياءه يمنعه من استجداء تعاطف الناس أو استمالة مشاعرهم؛ لأنه يتعامل مع العقول قبل القلوب.
المثقف الحرّ يقول ما يراه حقا، ويتبنى ما يراه صدقا، ولا ينحرف عن ذلك طلبا لمال أو شهرة أو موقف، ولذلك ربما يعيش فقيرا، ويموت وحيدا، ولا يملك إلا تلك الأفكار والمبادئ والمصداقية ومحبة الناس التي تكوّن رأس ماله وثروته في هذه الدنيا، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
فما قيمة من يدعو إلى الاشتراكية –مثلا- وهو يغرق في البرجوازية حتى أذنيه، وما قيمة من يدعو إلى الأخلاق الحميدة وهو يسبح في بحار الرذيلة، وما قيمة من يدعو إلى حرية الفكر والتعبير وهو لا يحتمل أن يسمع رأيا لمخالف، وما قيمة من يدعو إلى حقوق الإنسان بمجرد اللسان وهو بريء منها، وما قيمة من يدعو الناس إلى الدين وهو لا يعرف القبلة. مناقضة السلوك العملي للأفكار والآراء تسقط صاحبها في أوحال التناقض، مما يجعله بعيدا عن قلوب الناس وعقولهم.
المفروض أن المثقف أو المفكر يعيش همًّا يشغل عقله وقلبه، ويحاول بعقله وفكره أن يجد الحلول لتلك الهموم؛ لأنه يعيشها، فإذا عاش الهمّ صادقا، وعاش ما فكر فيه ورآه من أفكار ومبادئ، سيكون ذلك علامة على إخلاصه لقضيته واحترامه لفكره وعقله وثقافته، أما أن يكون له لسان ينادي بالمبادئ والأخلاق والأفكار وهو يعيش في واقعه بعيدا عنها، فهذا لا يوصف إلا بالخيانة، الخيانة للمبادئ والأفكار، والخيانة للجمهور الذي آمن به وصدّقه.
لا شكّ أن رحلة المثقف والمفكر طويلة وصعبة وشاقة ومكلفة، لكنها رحلة ممتعة، فهو صاحب قضية، وفي سبيل قضيته يشغل فكره وعقله وقلبه، ويعيش قضيته صباح مساء، ويجعل لها قيمة فيمن حوله، وإن سعادته التي لا تعدلها كنوز الدنيا حين يرى الناس تتأثر بمقولاته وأفكاره، تحفظها وترددها وتتداولها وتستشهد بها في مجالسهم.
ولا يمكن للمثقف الواعي النزيه أن يسلك طرقا ملتوية في سبيل تحقيق أهدافه، إن سلاح الفعال القلم واللسان، إنها الكلمة التي تخرج من عقلة وقلبه، فتخترق العقول والقلوب، فلا يسعى إلى تثبيت فكرته وأيه عن طريق الكذب والغش والخداع. وإن كبرياءه يمنعه من استجداء تعاطف الناس أو استمالة مشاعرهم؛ لأنه يتعامل مع العقول قبل القلوب.
المثقف الحرّ يقول ما يراه حقا، ويتبنى ما يراه صدقا، ولا ينحرف عن ذلك طلبا لمال أو شهرة أو موقف، ولذلك ربما يعيش فقيرا، ويموت وحيدا، ولا يملك إلا تلك الأفكار والمبادئ والمصداقية ومحبة الناس التي تكوّن رأس ماله وثروته في هذه الدنيا، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو