الجمعة 2024-09-20 05:45 م
 
 

بعد خطاب الملك في تمبلتون الكرة في مرمانا

09:09 ص
ميلاد محمد عليه السلام، هو الميلاد الحقيقي إلى أمة العرب، لأنه من نقلنا من خانة التخلف والتبعية، إلى دروب الحضارة والريادة والتفوق، نحتفي بميلاده كرسول للحق وكقائد مُلهِم، وسيرته تجدد بنا الأمل كعرب، بغد أفضل، وكل عام وأنتم بخير.اضافة اعلان


إبان تسلمه لجائزة تمبلتون، تحدث الملك بخطاب أتسم بحجة قوية، وبرؤية واضحة، وبمخزون معرفي كبير، فأبرز الإسلام على حقيقته، منقياً إياه من شوائب، ما انفكت قوى ظلام وتشدد، أعداء الحياة والانسانية، من إلصاقها بعقيدتنا، لتبدو وكأنها عقيدة عنف وقتل وتخلف....

شرح الملك معنى الجهاد الأكبر، ومفاده أن تنعم الإنسانية بالسلام والوئام والمحبة، كنقيض لجهاد الكراهية والافتراء والتطرف الذي يروجه من يحاولون اختطاف ديننا الاسلامي مبيناً بأن الإسلام هو دين الاحسان ورحمة لا دين تغيب العقل والقسوة..

مبيناً أن للإسلام نظرة شمولية للحياة، وأن الانتقائية والاجتزاء بالمقابل إنما هي توظيف لخدمة أجندات سياسية، لا تمت لنا ولا للإسلام بصلة...

في واشنطن حيث المكان الذي يمثل التحدي الأكبر بالنسبة لنا في موضوعة القدس، يشرح الملك طبيعة الوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فيبين أن واجبنا حمايتها كمدينة مقدسة للجميع وكرمز للسلام وللعيش المشترك...

وهو بذلك يرد على روح العدائية والاستفرادية السائدة «إسرائيلياً» والتي تُنكر على الآخر حقه ومكانته في تلك المدينة، فالقدس كما نراها هي عامل وئام وسلام للجميع، أما القدس بمنظارهم فهي عامل حرب وكراهية.

والآن... هل نتعامل مع خطاب الملك كمناسبة للاحتفال .... أيام وتمضي ؟!

أم نتعامل مع ذلك الخطاب وما حمل من فكر تنويري، فنسعى إلى شحن مجتمعنا بتلك الرؤية التي هي الجوهر الحقيقي للإسلام، فنقوم بتسليح الشباب بالمعرفة وإعمال العقل، على أساس أن الاسلام عقيدة تفكرْ وتصالح مع العلم، بل وسبيل لتعزيز معاني الانسانية في نفوسهم؟

فنعمل على التدقيق بطبيعة المعرفة التي يتلقاها الأبناء على مقاعد الدراسة الأساسية، والجامعية، بما فيها المراكز الدينية الخاصة، ونقوم بمراجعة شاملة للمناهج، فننقيها من كل ما علقَ بها من شوائب وأفكار تقوم على الكراهية، فيبدو ديننا بموجبها «لا سمح الله» وكأنه دين عنف وتطرف وتشدد وقتل وتكفير ...

هل نخرج عن عقلية الفزعة ونضع كل ذلك ببرامج غير قابلة للاختراق حتى لا ينفذ منها أعداء التقدم بل وأعداء الاسلام وإن كانوا بلبوس اسلامي ...?

وبعد فإن الكرة في مرمانا أيها السادة، فلنحذر ممن يحاول الإلتفاف على السجايا الانسانية لشعبنا الأردني، تلك السجايا المفعمة بالخلق الرفيع وبالقيم وبالتقاليد التي تقوم على التسامح وقبول الآخر وروح التنوع والتعددية السائدة به، ليستبدل هذا الموروث الرائع بأفكار هدامة، تحاول حرف ديننا الحنيف عن جوهره ومساره البناء....ولنتذكر أن الأمة قد حققت مكانتها الحضارية المرموقة في ظلال الإسلام الحقيقي المعتدل كرسالة ربانية وعلى هدي رسول عظيم وسيرته العطرة الملهمة..
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة