التمسك بحق العودة هو البوصلة الحقيقية التي ينبغي أن تكون موجهاً لكل النشاطات السياسية والقانونية والثقافية والإعلامية في جنبات الأرض، وأن يكون يوم الأرض هو المناسبة التي يتم فيها تتويج كل الأعمال والأنشطة الفردية والجماعية، للمنخرطين في الفصائل والتنظيمات المختلفة ولغير المنخرطين، وكذلك تجميع أصحاب الأيدولوجيات مهما تعددت، لأنه لا خلاف مطلقاً حول شرعية هذا الحق وشرعية العمل من أجله.
العدو الصهيوني المحتل يجد خطورة كبيرة في التمسك بهذا الحق، ويصاب بالهستيريا في مناسبة يوم الأرض من كل عام وكل المناسبات التي تحاول إيقاظ الأجيال من غفلة النسيان والتي تعيد تذكير العالم كله حول قضية اغتصاب حق شعب تم تشريده من أرضه عبر تواطؤ القوى الاستعمارية الغاشمة، ولذلك فإن الاعتداء الصهيوني الغاشم على مسيرات حق العودة في غزة وارتكاب مجزرة وحشية نتج عنها سقوط خمسة عشر شهيداً وإصابة المئات بجروح، يؤكد مصداقية هذه البوصلة بكل يقين.
بوصلة حق العودة تشكل روحاً تسري في أجساد الفلسطينيين والعرب، فتوجه عقولهم ووجدانهم نحو الانتاج والإبداع الذي يصب في هذه المحصلة الكبرى التي تتسع لكل قطرة خير تصدر عن فلسطيني مقيم في آلاسكا أو في بلاد الواق واق، بحيث وهو يعمل أو يدرس أو يعلم أبناءه يوجه أنظارهم نحو القدس وحيفا ويافا والكرمل والنقب وفي الوقت نفسه فإن التمسك بحق العودة أو واجب العودة في التعبير الأكثر دقة يمثل بوصلة من أجل ترشيد الأفكار والأعمال والأنشطة التي تعمل على التكيف مع الاحتلال أو الاعتراف به، والتكيف مع الخضوع لسياسة الأمر الواقع التي ينتهجها العدو المغتصب مع كثير من القوى العربية والعالمية من أجل التطويع القهري للعقل العربي والفلسطيني للرضا بهذا الواقع الجديد من أجل السير في مساق البحث عن البدائل وإبداع صيغ التوطين العديدة والمتجددة.
بوصلة العودة ليست مقتصرة على الشعب الفلسطيني وليست مقتصرة على أهل الضفة وغزة والفصائل المسلحة، بل هو بوصلة لكل عربي ولكل مسلم، وتشكل مرجعية صادقة للحكم من خلالها على كل قرار سياسي يصدر من زعيم عربي يخص هذه المسألة على وجه التحديد، ويشكل مرجعية للحكم من خلالها على الأموال التي يبذلها الأغنياء الفلسطينيون والعرب على الأنشطة السياسية والإعلامية التي تحاول إلهاء الفلسطينيين والعرب عن العدو الأول الذي اغتصب الأرض وقتل الإنسان وزور الحقائق ورفع راية البطلان على أكتاف الأغبياء والحمقى وعلى أكتاف المنسلخين من عروبتهم وهويتهم وإنسانيتهم.
الدماء الفلسطينية التي سالت بمناسبة يوم الأرض تشكل إنذاراً شديد اللهجة لكل المتخاذلين ولكل العابثين الغارقين في أحلام الغفلة والنسيان بقصد أو بغير قصد، وسوف تكون هذه الدماء نوراً وهداية للأجيال التي تبحث عن الحقيقة، وسوف تكون في الوقت نفسه ناراً تحرق قلوب الأعداء وكل المتعاونين معه في مسالك الظلام لطمس معالم الجريمة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو