تضحية "أم أردنية" تقشعر لها الابدان .. ماذا فعلت ؟

أحمد المبيضين - سمعنا كثيراً عن تضحيات الامهات من اجل اولادهن وبناتهن ، الا ان تضحية اليوم محتلفة كل الاختلاف ، تضحية تمثلت في انتزاع ام لكليتها لتتبرع بها لابنتها البالغة من العمر 18 عاماً ،والتي كانت تعاني من فشل كلوي .

ام سعد .. روت حكاية معاناة ابنتها أسماء مع المرض منذ ولادتها حيث اخبرها الاطباء عندما بعد ان كبرت بأن لديها فشلاً كلوياً في كليتيها، الامر الذي يمنعهما من تأدية وظائفهما بالشكل المطلوب.

جسم الفتاة أسماء لم يتقبل عملية غسيل الكلى التي اوصى بها الاطباء على مدى 17 عام في مستشفى الملكة رانيا العبدالله ، فتقول ام سعد ' ان حياة ابنتها اسماء لم تكن كحياة غيرها من الفتيات ولا حتى في مرحلة الطفولة ، فأسماء صاحبة الجسد الضعيف حرمت من النوم أياماً وأيام بسبب الالم الذي كان يعتصرها على طول الوقت .

واضافت والدتها لبرنامج الوكيل عبر اذاعة القوات المسلحة الاردنية ' راديو هلا' اليوم الثلاثاء ، انها كانت تتألم جداً عند رؤية ابنتها وهي تقوم بعمليات غسل الكلى ، الامر الذي اصبح يفقد صوابها في كل مرة ، وخاصة بعد ان باءت كل المحاولات والآلام التي أنهكت جسد ابنتها بالتخفيف من معاناتها بالفشل ' ادوية ومسكنات وغسيل' ، قررت والدتها في عام 2016 وبعد سنين من العذاب أن انهيها وارسم الابتسامة على شفتي ابنتي ، لاقوم لالتبرع بكليتي ، آملة ان تمارس حياتها بعيداً عن الآلام وعمليات غسيل الكلى.

ولكن قصة معاناة أسماء لم تنته بقرار الام بالتبرع بكليتها لابنتها ، فبعد ان تمت عملية التبرع بالكلة وتكللت بالنجاح ، اصيبت اسماء بامراض في القلب ، الامر الذي يحتاج اجراء 3 عمليات قلب مفتح لها وفي القريب العاجل ، وتكمل ام سعد هنا لتقول ' لقد تبرعت بكليتي لانقذ ابنتي وانهي معاناتها ، ولو انهم يسمحول لي بالتبرع بقلبي لها ،لتعيش وتكمل حياتها ، فانا مستعدة لاتبرع باعضاء جسمي كاملة ، المهم ان انقذ ابنتي وتعيش ، لان هذا واجب علي ، ويجب ان اؤديه على أكمل وجه ' .

ورفعت والدة أسماء يديها الى الله عز وجل داعية الله ان يمد الله في عمر ابنتها ويمدها بموفور الصحة والعافية ، وانها مهما فعلت ستبقى مقصرة في حق ابنتها .

وسلم مدير اذاعة وتلفزيون القوات المسلحة الاردنية العقيد الركن سامر فاخوري ام سعد مبلغ مالي قيمته 5000 آلاف دينار اردني مقدمة من مدير عام شركة بريستيج للاستيراد والتصدير محمد اليحيى .