تفاصيل مؤثرة .. معاناة أم فقدت ولدها "غيث"في حادث سير الحافلة المدرسية

أحمد المبيضين - الأم .. كوكب مضي ء بذاته .. ويسمو في صورته وسماته .. وأجمل بلسما في صفاته ولها منظرا أحلى من نبراته .. ونفس زكيه طاهرة بصلاته .. وجسما غريباً يبهر في حجابه .. وعيوناً تذرف الحب بزكاته .. جدها عبرة .. ومزحها نزهة .. نخلة عذبة .. وشجرة طيبة .. ومخزن الودائع .. ومنبع الصنائع ..

اضافة اعلان

هل تذكرون الطالب غيث الذي توفي اثر حادث السير المؤسف لحافلة المدرسة الذي وقع منذ فترة ؟ غيث الشاب في ريعان شبابه صلى الفجر وتوكل على الله وودع أمه وذهب الى مدرسته مثل كل يوم ، ولم يعلم لا هو ولا والدته انو الوداع الاخير .

والدته أم سهم .. هذا هو عيد الام الاول لها بدون ولدها غيث ، وحرقة القلب مشتعلة ولن تنطفئ ، كلمات يعجز اللسان عن وصفها ، ودموع العين تسبق كلماتها .

السيدة ام سهم وفي لقائها مع برنامج الوكيل عبر اذاعة الوكيل عبر اذاعة القوات المسلحة الاردنية ' راديو هلا ' ، اليوم الثلاثاء ، قالت ان يوم الحادث ، ومثل كل يوم جئت الى غرفته لأيقظه من نومه ليصلي الفجر ، وكعادته قام بالوضوء والصلاة وارتدى ملابسه المدرسية ، وقام بوداعي ، وجاءت حافلته المدرسية ، واستقلها وذهب بلا عودة .

وتكمل أم سهم ، وبعد ذهابه بوقت ، بدأت المكالمات تنهال على هاتف والد غيث ، حينها ادركت وايقنت وقلبي لم يخطأ بإحساسه ، ان مكروهاً قد أصاب ولدي غيث ، وحينها اخبرني زوجي ان حافلة غيث تعرضت لحادث سير وهو متواجد بالمستشفى ، حينها لم ادرك ما الذي يحدث وامضينا بسرعة الى المستشفى ، وعند وصولنا اخبرونا بأنه توفي .

وتضيف ، أن نبأ وفاته كان كالصاعقة .. ولم استطع تمالك نفسي ، وسلمت امري وأمره لله ، وايقنت ان ما حدث ما هو الا قضاء وقدر ، وان ما بسط في قلبي الراحة هو انه ذهب الى مدرسته وكان قد صلى الفجر ودعا ربه .

وتحدثت والدة غيث عن موقف انار في قلبها السعادة ، انه وعند غسيله وتكفيله ، وجدوا ان اصبعه ' السبابة' في وضع التشهد ، ورغم المحاولات العديدة من والده والشيخ المغسل له ، الا ان اصبعه بقي بوضعية التشهد .

وفي أمنية لها ، ناشدت والدة غيث جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، بالسماح بنقل ولدها المقيم في دولة الجزائر لدراسة الطب الى الاردن ، ليبقى الى جانبها وبقربها ،بعد فقدان ولدها غيث .

وفي اتصال مفاجئ ، تحدث سهم هاتفياً عبر برنامج الوكيل ، مواسياً والدته ، مناشداً لها بالدعاء دوما له ولشقيقه المرحوم غيث ، وان ما حدث هو قضاء وقدر .

وأضاف ، انه وفاة شقيقه اسرت قلبه ، الا ان ما حدث كان قد اراده الله عز وجل ، الا ان عدم وجوده بين اهله وقربه منهما يشعل في قلبه الحسرة ، موجهاً المناشدة لجلالة الملك بالسماح بنقله واستثناءه لإكمال دراسته في تخصص الطب بالأردن ، ليبقى الى جانب والديه بعد وفاة شقيقه .

مدير عام مدارس الحصاد التربوي الدكتور أكرم عبد القادر ، قال لبرنامج الوكيل ان الطالب المرحوم ، لم يكن طالباً عادياً ، بل كان طالباً متميزاً ، وكان الاول على المرحلة الثانوية وبمعدل 98.5 وكان يدرس بمنحة دراسية له بسبب تفوقه الدراسي .

واضاف ، ان جميع اعضاء الهيئة التدريسية والادارية والطلبة في المدرسة تأثروا شديداً بوفاة غيث ، فهو كان صديقاً للجميع ، ويمتلك المحبة في قلوبهم ، واخلاقه كانت عالية جداً .

واعلن الدكتور أكرم ، ان مدارس الحصاد ، واحساناً لروح غيث ،ستعمل على توزيع 10 برادات مياه على المساجد في منطقة بيادر وادي السير كصدقة جارية ، اضافة الى تسيير رحلة عمرة لوالده ووالدته ، وتحويل تكاليف المنحة الدراسية الممنوحة للمرحوم غيث الى ولدها الاخر سهم .

مدير العلاقات العامة في مدارس الحصاد الدكتور عامر القضاة ، قال لبرنامج الوكيل ، ان المرحوم غيث لم يكن طالباً فقط ، بل كان رجلاً بكل معنى الكلمة على الرغم من صغر سنه ، الا ان مواقفه الطيبة كان تثبت دائماً انه على قدر عال من المسؤولية والجدية .

واردف ودموعه تسبق كلماته ، ان غيث لم يمت ، بل ما زالت روحه موجودة بيننا ، ففكره وآرائه ومرحه وصوته ما زال حاضراً في غرفته الصفية ، موجهاً رسالة لوالدته قائلاً ' لا تبكي يا ام سهم ، فولدك غيث كان رجل وتوفي وهو رجل ، هنيئاً لك ولزوجك بهذه السيرة العطرة لولدك ' .

وسلم مدير اذاعة وتلفزيون القوات المسلحة الاردنية العقيد الركن سامر فاخوري ام سهم مبلغ مالي قيمته 5000 آلاف دينار اردني مقدمة من مدير عام شركة بريستيج للاستيراد والتصدير محمد اليحيى .