الأربعاء 2024-11-13 08:47 ص
 

تهويل غير مبرر لانتشار المخدرات في الأردن

6666
02:31 م
الوكيل الاخباري - الفضول ورفقاء السوء والفراغ وضعف الوازع الديني والاضطرابات النفسية والوضع الاقتصادي، من بين ابرز أسباب انتشار المخدرات بين فئة الشباب، وفق خبراء ومختصين يؤكدون انه "وعلى الرغم من أن تعاطي المخدرات سلوك دخيل على المجتمع الاردني، الا ان هناك تهويلا غير مبرر يصف المشكلة بأنها ظاهرة".اضافة اعلان

اظهار أخبار متعلقة



السنوات الاخيرة الماضية شهدت زيادة- وإنْ كانت طفيفة- في نسبة الجريمة راح ضحيتها اعداد من المواطنين ومرتبات ادارة مكافحة المخدرات ارتكبت معظمها تحت تأثير تعاطي المخدرات، عدا عن الوفيات جراء الجرعات الزائدة، وفق مدير ادارة مكافحة المخدرات العميد أنور الطراونة. "تجار المخدرات لا يهتمون إلا بالمال" يقول الطراونة، ويخططون بحسب المتغيرات العالمية لتوجيه بضائعهم وفتح خطوط تهريب جديدة الى المناطق التي تشهد اضطرابات ومشاكل أمنية، مشيرا الى أن الأردن تأثر بوضع البلاد المجاورة المضطرب، رغم يقظة المسؤولين لهذه القضية، اذ ان هناك تنسيقا كبيرا بين القوات المسلحة (حرس الحدود) والجمارك الاردنية لمنع دخول المخدرات الى البلاد.

13950 إجمالي قضايا المخدرات عام 2017 منها 2097 اتجار و 11853 تعاط، ارتفعت عام 2018 الى 18400 قضية منها 3058 اتجار و 15342 تعاط، بارتفاع عام نسبته 32 بالمئة، وفق الطراونة الذي أشار أيضا الى ارتفاع عدد المتعاطين عام 2018 الى 20154 عنه في عام 2017 (16061 متعاطيا)، لافتا الى انخفاض نسبة الطلبة الجامعيين المضبوطين في قضايا المخدرات الى 4ر2 بالمئة عام 2018 مقابل 7ر2 بالمئة للعام الذي سبقه، وكذلك انخفاض طلبة المدارس الى 31 متعاطيا فقط من العدد الإجمالي للمتعاطين.

كما انخفضت نسبة الاحداث المضبوطين في قضايا المخدرات الى 4ر1 بالمئة العام الماضي مقابل 6ر1 عام 2017، في حين ارتفعت نسبة المكررين الى 4ر12 بالمئة العام الماضي مقارنة مع 3ر10 بالمئة عام 2017، إذ خضع نحو 2105 اشخاص للعلاج العام الماضي بارتفاع نسبته 3ر59 بالمئة عن العام الذي سبقه. واشار الى تفاوت الكميات المضبوطة بسبب تغيير خطوط التهريب علما ان 95 بالمئة من المواد المضبوطة كانت معدة للتهريب خارج البلاد، مؤكدا انخفاض زراعة المخدرات اذ تم ضبط 74 كيلوغراما عام 2018 مقابل 331 كيلوغراما عام 2017.

المحامي رائد ازمقنا دعا ادارة مكافحة المخدرات الى تكثيف عملها والتركيز على عملية المكافحة لمنع الجريمة، مشيدا بما تقوم به الإدارة من برامج توعوية مختلفة.

ودعا الى الاستفادة من التجارب والافكار والطرق العالمية المستخدمة في مكافحة المخدرات، مشددا على ان ذلك يحتاج الى جهد جماعي يبدأ من البيت والمدرسة والحي والجامعة.

وشدد على ضرورة الوصول الى الشباب في مواقعهم باستخدام الاساليب الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي ناهيك عن توظيف الفن والموسيقى والمسرح لايصال رسالة توعوية لمواجهة قضية المخدرات.

رئيس جمعية اسرتي للتدريب والارشاد الاسري المحامي احمد ابو رمان شدد على ان الارشاد الاسري اساس مهم في التوعية من مخاطر تعاطي المخدرات، ثم الارشاد والعلاج من الادمان كونه يوجد جوا من الاستقرار داخل العائلة.
وقال، ان التعامل مع المدمن واسرته اكثر حساسية من الاسر الطبيعية اذ أن الاسلوب الخاطئ كالإجبار والنبرة الحادة قد يؤديان الى اصرار الإبن على التعاطي لإثبات ذاته.

واشار الى ان الدراسات والابحاث اكدت ان متعاطي المخدرات يعانون من اضطرابات عائلية متشابهة، كما يعاني منها معظم الشباب، الا انهم يحاولون وضع اسس جديدة للتعامل مع ذويهم ويتجهون دائما الى تدمير العلاقات مع الوالدين ويرفضون الانصياع اليهم، مؤكدا دور الاسرة الفاعل في توعية الابناء ورقابتهم وتهيئة الجو المستقر لهم لتجنيبهم مخاطر الادمان من خلال تقديم القدوة الحسنة لهم والحفاظ على جو يسوده الهدوء والمحبة بين افراد الاسرة ومساعدتهم في بناء شخصياتهم ومتابعة سلوكهم داخل البيت وخارجه وتقويمه اولا بأول.
ودعا الى الموازنة في التعامل مع الابناء؛ فلا نقسو عليهم ولا ندللهم، بحيث يتم التعامل معهم بحب مع حزم وجدية، محذرا من التمييز بين الابناء وتفضيل احدهم على الاخر، إضافة الى تنمية روح الحوار بين الابناء والاباء وطرح المشكلات ومناقشتها داخل الاسرة، ومراقبة الأبناء ماليا لمعرفة اين ينفقون مصروفهم والتدقيق في اصدقائهم.

"ويتم التعامل مع المتعاطي بسرية تامة" بحسب رئيس المركز الوطني لتأهيل المدمنين الدكتور جمال العناني، الذي يؤكد أن دعوى الحق العام لا تقام ضد المدمن إذا تقدم بنفسه الى المراكز المتخصصة، ولا يسأل عن مصدر المخدرات التي كان يتعاطاها عند لجوئه إلى المركز الوطني لتأهيل المدمنين.

وبين ان عملية العلاج تركز اساسا على إزالة السمية والتخلص التدريجي من المادة المتعاطاة، مشيرا الى الأعراض الانسحابية التي يمر بها الخاضع للعلاج كالأعراض النفسية والجسدية، ثم يخضع بعدها لمرحلة التأهيل وإعادة التأهيل النفسي والعائلي والاجتماعي والوظيفي.

وحول أسباب تعاطي الشباب للمواد المخدرة يقول الدكتور العناني، انها متنوعة فمنها ما يعود للفرد نفسه كضعف الوازع الديني اضافة الى رفاق السوء وضغوطات الأقران والفضول والاضطرابات النفسية والاكتئاب والقلق، إضافة الى اوقات الفراغ والشعور بالملل، والاستعداد البيولوجي للفرد، وتقليد إدمان أحد الوالدين أو كليهما، والخلافات الاسرية وغياب الرقابة عن الأولاد.

وقال، يمكن للمدمن اللجوء للمركز الوطني لتأهيل المدمنين التابع لوزارة الصحة في شفا بدران دون أن تلحق به أية عقوبة، كما يوجد لدى دائرة مكافحة المخدرات مركز لمعالجة المدمنين الذين يتم القاء القبض عليهم أثناء التعاطي ولم يتقدموا بأنفسهم للمعالجة.

وأوضح أن مهمة المركز ليست التأهيل والمعالجة فقط، بل الوقاية والتوعية من خلال المحاضرات والندوات والمقابلات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والكشف المبكر عن المدمنين وطرق تحويلهم إلى المراكز المتخصصة للعلاج.

وبين العناني أن جميع الخدمات العلاجية والتأهيلية تقدم مجانا للأردنيين وللإخوة العرب بأسعار رمزية تصل إلى ستة دنانير لليلة الواحدة، كما يتم استقبال الفتيات للعلاج بعد أن تم افتتاح قسم يستوعب عشر حالات، مؤكدا ان المركز يضمن لهن العلاج دون المساءلة القانونية.

وأشار الى عدد من الأمراض الخطيرة التي تصيب المدمن الذي يتعاطى المواد المؤثرة عقليا كالإيدز، والتهاب الكبد الوبائي والأمراض المنقولة جنسيا، وأمراض القلب، والاضطرابات النفسية والعقلية والعدوانية.
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة