منذ أكثر من ستين عاما، واسرائيل تتخذ اجراءات ضد الشعب الفلسطيني، لكن كل هذه الاجراءات لم توقف مقاومة الاحتلال، فقد استمرت بأنماط مختلفة.
يعود الاحتلال إلى ذات الاسلوب، اي اتخاذ اجراءات بعد تنفيذ ثلاث عمليات في فلسطين الثلاثاء، ومن أبرز هذه الاجراءات، اغلاق الفتحات في الجدار حول القدس، استكمال بناء الجدار في منطقة ترقوميا، اغلاق المحطات الاذاعية ووسائل الاعلام التي تبث التحريض، تشديد العقوبات على مشغلي العمال الذين لايحملون تصاريح عمل في»اسرائيل» سحب التصاريح من اقارب وعائلات منفذي العمليات بشكل اوسع من السابق، تنفيذ عمليات محددة ضدالمناطق التي يخرج منها منفذو العمليات وفرض حصار و اغلاق على تلك المناطق، وهي اجراءات تتمثل فعليا هنا، بكونها عقوبات جماعية، اضافة الى تلك الفردية.
لم تمنع كل عمليات الجيش الاسرائيلي، ولا الاجتياحات، ولا عمليات القتل والقصف، هذه العمليات، كما ان كل التهديد بسحب هويات المقدسيين، مثلا، او اخراج القرى المقدسية، من المدينة، وضمها للضفة الغربية، اي عمليات ينفذها مقدسيون، على سبيل المثال، مثلما لم يمنع الحصار على غزة تصنيع السلاح او تهريبه او تنفيذ عمليات.
معنى الكلام ان هناك افلاسا اسرائيليا في ردود فعل، فعلى الرغم من ان ردود الفعل تؤذي الناس، وتترك أثرًا جزئيا عليهم، الا انها لم تمنع العمليات ضد الاحتلال، وما بروز ظاهرة الطعن بالسكاكين، على سبيل المثال الا تعبير عن امرين، اولهما استمرار ذات الروح المقاومة من جهة، وابتكار وسائل بديلة لغياب الاسلحة مثل المسدسات والرشاشات.
الواضح ان اسرائيل تعرف هذه الحقائق، لكنها قررت مايلي، ان تواصل مشروعها الاستيطاني وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي، واتمام كل المشروع الاسرائيلي، واعتبار ان هذه العمليات شر لابد منها، لايمكن منعه كليا، لكن يمكن التخفيف منه قدر الامكان، بحيث يتم حصر العمليات وجعلها قليلة ولا توقف كل المشروع الاسرائيلي.
هذه حقيقة خطيرة، وتقول من جهة اخرى، ان مستوى الفعل الفلسطيني يجب ان يختلف، حتى لاترتاح اسرائيل الى هذا الوضع، وتضع في حسابها، مئة عملية سنويا، تستعد لها، وتواصل مشروعها بشكل اعتيادي.
السلطة الوطنية الفلسطينية تؤدي دورا اسرائيليا واضحا تحت عنوان التعقل، وغاية هذا الدور تنظيف الضفة الغربية، وحشر الناس في مناطقهم، في دور امني بديل عن اسرائيل، يخفف الضغط عليها، في اكثر من موقع، وهي تتكامل هنا مع الاحتلال بذريعة ان الظروف غير مناسبة، لانتفاضات، ولا لعملية السلام أيضا.
يقال هذا الكلام، حتى لايتم تضليل الناس، وارضاؤهم سنويا، بعشرات العمليات، التي لاتوقف المشروع الاسرائيلي، فعليا، بل باتت محسوبة في الكلفة الاسرائيلية الامنية السنوية، ويراد هنا، ان يقال ان الاحتفالية بهذا العدد، مضللة، لانها تغطي الحقيقة الاسوأ، فالمشروع الاسرائيلي مستمر، ولايتوقف ابدا، وان كان يتضرر في بعض النواحي.
مايحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم، نوعا من فعل آخر، اوسع، اكثر اثرا، بحيث يؤدي الى التأثير العميق في بنية الاحتلال، وألاّ نعتبر ان هذه العمليات كافية، او بديلا كافيا، عما هو اكبر، فمن الكارثة هنا، ان يتم استثمار العمليات اسرائيليا، للقول ضمنيا للناس، ان هناك ثلة من الوكلاء ينفذون هذه العمليات نيابة عن الجميع، وان على الجميع، ان يرتاحوا ويتفرجوا بانتظار منفذ جديد.
لابد ان تستفيق الروح الجمعية الشعبية، في كل فلسطين، من اجل التأكد من عرقلة المشروع الاسرائيلي، لا مجرد ارباكه جزئيا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو