حكاية جدّوع مع هزّة الرأس

لدى (جدّوع) مشكلة صغيرة و بسيطة؛ أنه يجيد (هزّ الرأس) لأي متحدث حتى لو كان المتحدث لا يتحدث إليه ..!

يجلس جدّوع في الجلسة التي بها خمسة أو ستة أشخاص ..فقائل : لا ما بيطلعله يعمل هيك ..يهزّ جدوع رأسه موافقاً ..وقائل : يا عمّي كيف ما بيطلعله؛يطلعله ونص وخمسة ..يهزّ جدوع الرأس ببراعة ..وآخر يقول : الصراحة يطلعله في جانب وفي جانب آخر ما بيطلعله ..يهزّ جدّوع رأسه بعنف مع ابتسامة مريحة ..ولكن عندما قال رابع : سيبونا من الحكي الفاضي و إحنا شو دخلنا ..؟ أيده جدوع بهزّة رأس كادت تزلزل كتفيه ..ولكنه عاد بهزة رأس أكبر عندما قال الخامس: كيف نسيبنا من الموضوع ؛ نتركه لمين؛ لابو ريالة وإلاّ لابو عيون غمازات وإلا للعجيان الزغار ..لا والله ما نتركه ..!

وهكذا دواليك ..ليس لجدّوع موقف ..بل هو مع كلّ المواقف ..هو مع الضارب و المضروب..مع اللص و الحاكم و المفتش و الجلاد..هو مع زوجته ضد أولاده ومع أولاده ضد زوجته ..هو مع ال(مع) ومع ال (لا) ..!
ذات يوم ..اجتمع أقرباؤه و أصدقاؤه و عائلته معه ..قالوا له بالفم المليان : يا جدوع كن رجلاً وخذ موقفاً ..لا تبقَ (هزّيز) رأس لكل شيء ..لا تكن (مع) ..كن (لا) ولو مرّة في حياتك ..يا زلمة خذ موقف..! فوعدهم بأنه من الآن وصاعداً لن يهزّ رأسه أبدأ..ولن يقول نعم ..!

ركب جدوع سيارته ؛ قطع الإشارة حمراء فلحقه الشرطي : يا بني آدم الإشارة حمرا ..! لا مش حمرا قال جدوع ..ذهب للدكانة :شو أحسن نوع شيبس ولما حدد له الدكنجي الاحسن ؛ رفض جدوع واعترض: لا مش هاظ أحسن نوع ..! قالت له زوجته : الأولاد بدهم مصروف ..لا ما فيش مصروف ..! قال له صديقه :عازمك على قهوة كذا تعال ..لا مش جاي ..!

بعدها ..وفجأة ..صار جدوع مسؤولاً كبيراً..وكلّما قال له الشعب شيئاً؛ رفض وعمل ضده ..والمشكلة أن جدّوع تناسل منه و انشطر (جداديع كثرا / إن جاز الجمع) وصاروا مسؤولين ..!
جدّوع ..يا زلمة اشتقنا لهزّة راسك ..بالله عليك ارجع هزّ..!