الجمعة 2024-09-20 07:34 ص
 
 

”خدمة وطن“: المصداقیة علی المحك

08:24 ص

لأسباب یطول شرحھا، لم تنجح المحاولات السابقة في كسب تأیید الشباب لبرامج التدریب المھني، وظلت الفجوة واسعة بین نسب الملتحقین بالمسارین الأكادیمي والمھني، ناھیك عن عزوف المتعطلین عن الالتحاق بھذه البرامج. والدلیل ارتفاع مستمر في معدلات البطالة. اضافة اعلان


برنامج ”خدمة وطن“ الذي تبنتھ حكومة الرزاز حاول تلافي الثغرات في البرامج السابقة، وتھیئة الظروف لمرحلة جدیدة في سوق العمل.

النتائج الأولیة جاءت مبشرة، فقد تسابق الشباب والشابات على الالتحاق بالدورة الأولى من البرنامج الذي یمتد لأربعة أشھر، یقضي المتدرب الشھر الأول بمعسكرات القوات المسلحة لتعلم قیم الانضباط وبناء الشخصیة، ومن ثم یلتحق بمراكز التدریب المھني لمدة ثلاثة أشھر لتعلم المھارات الأساسیة لمھن یطلبھا سوق العمل.

نحو عشرین ألف شاب سیلتحقون في البرنامج بسنتھ الأولى، ووسط الإقبال الشدید، خاصة من الإناث، وسعت الحكومة الفئات المشمولة، وتخطط لزیادة قدراتھا الاستیعابیة في الدورات المقبلة.

الخطوة الأولى من البرنامج أكدت بأن الشباب الأردنیین تجاوزوا ثقافة العیب.

المئات من حملة الشھادات الجامعیة الأولى التحقوا بدورات تعلیمیة لاكتساب مھارات في مجالات عدة، دون انتظار لوظیفة في القطاع العام قد لا تأتي أبدا. وثمة منطق سلیم في تفسیر ھذا التوجھ عند الشباب والشابات، مفاده أن تعلم مھنة ثانیة بالإضافة إلى التخصص الجامعي تمنح الشاب فرصتین للمنافسة في سوق العمل، في وقت لم یعد فیھ الدخل الشھري الثابت من وظیفة واحدة یكفي لتلبیة مقومات الحیاة الكریمة.

 لكن برنامج ”خدمة وطن“ یواجھ مثل سائر البرامج السابقة تھدیدا جدیا، بغیاب الجدوى بعد تخرج المتدربین وانتقالھم لسوق العمل.

صادفتنا الكثیر من الحالات لشبان تخرجوا من مراكز التدریب المھني، لكنھم أخفقوا في الحصول على فرص عمل في السوق الأردني، بسبب شروط المنافسة غیر العادلة مع العمالة الوافدة، أو لعدم كفایة التدریب في تأھیلھم للانخراط الفوري في السوق. من حیث كفاءة التدریب، یفترض أن القائمین على تصمیم البرامج قد تنبھوا لھذه المسألة، ووفروا أفضل البرامج والمدربین.

لكن في كل الأحوال 3 أشھر غیر كافیة لاكتساب المھارات العالیة، ویستطیع القطاع الخاص أن یوفر لخریجي البرنامج الوطني فرصا إضافیة لصقل مھاراتھم.

الأھم من ذلك ھو أن تربط الحكومة بین مخرجات ”خدمة وطن“ وسوق العمل، كي لا یعود المتدربون إلى صفوف العاطلین عن العمل. لدى الحكومة خطة لتشغیل 30 ألف شاب ھذا العام وبإمكانھا أن تمنح الأولویة في التشغیل لخریجي ”خدمة وطن“. لكن ذلك یتطلب تشبیكا وتنسیقا مسبقا مع أصحاب العمل، وتزویدھم بأسماء الخریجین، وضمان تشغیلھم قبل غیرھم في الوظائف المتاحة.

بخلاف ذلك فإن البرنامج سیتعرض لانتكاسة تقوض مصداقیتھ، یصعب بعدھا إنقاذ سمعتھ والمحافظة على الزخم المطلوب لسیاسة التشغیل برمتھا. خریجو الدفعة الأولى ینبغي أن یحظوا بالمیزة عن أقرانھم في المنافسة على فرص العمل، لأن ذلك سیشجع الآلاف للالتحاق بالبرنامج في المستقبل، ویصبح برنامجا وطنیا عابرا للحكومات.
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة