استمرت جولات الرئيس الملقي الميدانية أكثر مما كان متوقعاً، وألقى خطابات زادت حماساً وثقة بالنفس مع الأيام، ولكن يجب أن نفهم أن الأهداف والسياسات والقرارات التي يتحدث عنها الرئيس لا تمثل أعمالاً قامت بها حكومته، بل ما تنوي أو ترغب أن تقوم به خلال السنوات القليلة القادمة، إذا توفرت الشروط والظروف الملائمة.
تحقيق الاهداف التي طرحها الرئيس تفوق قدرات وإمكانيات حكومته، أو أي حكومة أخرى، ما لم تحظ بالدعم من قبل فعاليات المجتمع السياسية والمدنية. ذلك أن بعض تلك الأهداف يمكن اعتباره بمثابة ثورة اقتصادية وإدارية، والثورة بحاجة إلى ثوار، وهم في حالتنا كل المخلصين ممن يدركون العيوب والنواقص ولا يقصرون في النقد البناء.
لماذا لا يتفرغ الرئيس للعمل والتنفيذ بدلاً من طرح الأفكار وتوضيح الاتجاهات؟ والجواب أن هذه الأهداف الكبيرة ليست مسؤولية الرئيس وحده، فهناك دولة المؤسسات التي تسهم في العمل طالما أنها تملك الآن خارطة للوصول إلى تلك الأهداف، وهناك جمهور ونشطاء سياسيون وهيئات مجتمع مدني مكلفة بالعمل كل في مجال اختصاصها.
في مقدمة النقاط التي أثارها الرئيس دعونا نقف عند ترحيل المشاكل للمستقبل. وقد تعهد بأن لا تمارس حكومته هذه اللعبة.
كل حكومة تقريباً تعهدت بعدم ترحيل المشاكل، ولكن الحكومة الحالية أكدت هذا الشعار بشكل متكرر على أساس أن الترحيل خطيئة بحق الوطن ولو كان يخدم شعبية الحكومة. عدم ترحيل المشاكل يعتبر تضحية من جانب الحكومة لأن العمل مكلف والتأجيل لا يكلف شيئاً، بل قد يقابل بالرضى.
في حالتنا أصبح ترحيل المشاكل الأسلوب المعتمد لجميع الحكومات دون استثناء، وفي مقدمة الأساليب المتبعة للتأجيل، سد عجز الموازنة بالقروض، لأنها تغني الحكومة عن مواجهة الناس بالحقائق المرة ومطالبتهم بأن يتحملوا حصتهم من التضحية من أجل مواجهة المشاكل وعدم ترحيلها. كما أن الحكومة التي تعقد قرضاً تتمتع بمزايا الإنفاق على أن يتم التسديد في عهد حكومة أخرى.
جميع المشاكل التي وجدتها الحكومة الحالية أمامها عند تشكيلها لم تنشأ في عهدها، فهي مرحـّلة من عهود وحكومات سابقة. وليس هناك سبب للاعتقاد بأن الحكومة الحالية التي ترفض وتدين الترحيل سوف لا تمارس نفس اللعبة تحت ظروف معينة.
التأجيل أصبح نوعاً من الثقافة الرسمية والشعبية، ليس مقبولاً فقط بل إن هناك ضغوطاً شعبية على الحكومات لكي تؤجل مواجهة التحديات، فالسرعة من الشيطان، وكل تأخيرة فيها خيرة، ودع الفتنة نائمة، ولا تكن كثير غلبة، ولا تتنطح، وفي التأني السلامة. وهكذا...
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو