انزلق الشاب "يزن عبدالله" الى متاهة الادمان في لحظة فضول قادته الى الانتحار مرتين لكنه يتعافى اليوم، في ما يشبه الولادة القاسية من رحم الموت، في بلد تقول احصائياته الرسمية ان عدد قضايا المخدرات قفزت من 13 ألفا العام الماضي، الى 18 ألفا الحالي الحالي. اضافة اعلان
يقول "يزن" : دعاني احد اصحابي الى تدخين سيجارة تحتوي على مادة الحشيش، ولم اعرف انها بداية الانزلاق لاصبح مدمنا اعيش تهيؤات وهلوسات دفعتني الى محاولة الانتحار غير مرة، لاتخلص من معاناتي.
بدا التوتر، على "يزن"، وهو يضيف، انه بعد فترة من تدخين الحشيش، بدأ يفقد ذلك الشعور الذي أحس به أول مرة، فأراد تجربة نوع أقوى، "فدلني أصدقائي على الجوكر، الذي بدأت تعاطيه لتنقلب حياتي رأسا على عقب".
يصف "يزن" ابن الـ(30 عاما) ويسكن مدينة الزرقاء، تجربته مع المخدرات التي استمرت اكثر من ستة أشهر، بالقاسية: عشت أياما صعبة كرهت فيها نفسي، واصبحت علاقتي مع عائلتي سيئة للغاية، كنت أفضل البقاء وحدي، وبدأت تداهمني التهيؤات التي جعلتني في نزاع نفسي بين البقاء أو مغادرة الحياة".
وقال : حاولت الانتحار مرتين، في المرة الأولى تناولت كمية كبيرة من الأدوية، لكن والدي أسعفني إلى المستشفى.
تشير دراسة أميركية نشرت نتائجها في نيسان الماضي، أن شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، والتدخين، يرفع معدلات الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالانتحار لدى الشباب.
وتوصلت الدراسة إلى أن تعاطي المخدرات وشرب الكحول والتدخين أدت الى اصابة كثر من ربع المراهقين الأميركيين الذين أجريت عليهم الدراسة بالاكتئاب، وما يقرب من 20 في المائة راودتهم أفكار انتحارية خطيرة، فيما حاول 8 في المائة منهم الانتحار بالفعل.
والد يزن كانت لديه شكوك حول تعاطي ابنه المخدرات بسبب تغيرات طرأت عليه، ولكن بعد محاولة "يزن" الانتحار تأكد أنه متعاط للجوكر، فكانت صدمته مذهلة، ولكنه حاول جاهدا أن يساعد يزن بعلاجه والتوقف عن التعاطي، ولكن لم يكن الأمر سهلا، خصوصا بعد أن أصبح الجوكر حاجة ملحة بالنسبة له ويصعب التخلي عنه.
وبعد أقل من شهرين من محاولته الأولى للانتحار، حاول يزن انهاء حياته مرة أخرى بنفس الطريقة ولكن والده كان له بالمرصاد وأمسكه قبل اتمام محاولته.
والد "يزن" يقول بأسى: عندما حاول ابني الانتحار مرة ثانية، شعرت بخوف شديد من فقدانه، وخفت على والدته، وعزمت على علاجه نهائيا، فلجأت الى طبيب نفسي لاستشارته، فنصحني بان اشغل وقت يزن والا ادعه فريسة للهلوسة. ولم تكن رحلة العلاج سهلة على الرغم من تعاون يزن ورغبته بترك المخدرات، اذ كان يمر بحالات اكتئاب شديدة واحيانا يفقد القدرة على التحمل، ويبدأ بالصراخ والشتم.
والجوكر من المخدرات الاصطناعية التي وصلت إلى الأسواق العالمية في عام 2000، وبدأت في الانتشار سريعا إلى أن وصلت إلى الدول العربية منذ عدة أعوام، ويطلق عليه أسماء أخرى مثل "السبايس والحشيش الصناعي والدريم والبنزاين"، وله مضاعفات شديدة تصل حد الهلوسات والموت.
وما يزيد الأمر تعقيدا، أن مادة الجوكر لا تعتبر من المواد المحرمة قانونا في العديد من البلدان، رُغم تأثيراتها القوية جدا، الأمر الذي ساهم بانتشارها بسرعة بين الشباب.
وأدرج الأردن، الجوكر رسميا على قائمة المخدرات عام 2013، لتصبح المملكة ثاني دولة عربية بعد الإمارات العربية المتحدة تصنف هذه المادة كمخدرات.
مدمن للجوكر رفض الكشف عن اسمه، قال إن الحصول على الجوكر مستمر، لكن ليس كما كان في البداية، فقد ظهرت انواع جديدة، وبين حين وآخر تنتشر بكثرة ثم تختفي، ولا يُعرف السر وراء ذلك، بيد ان ما يؤكده ان الحرب التي تشنها الأجهزة المختصة تسببت باختفاء المادة الصناعية لفترة طويلة وظهرت مواد أخرى.
الوصول الى من يتاجر بهذه المادة لم يكن سهلا - رُغم رحلة البحث والتقصي- التي قامت بها (بترا) في عدد من أحياء مدينة الزرقاء التي يقال أنها بؤرة لبيع وتناول المواد المخدرة من بينها الجوكر، بعض السكان أكدوا ان من يبيع هذه المادة يمتاز بالحذر الشديد "ولا تفلح معهم سوى ان تتحول لمتعاط وصاحب حاجة".
يقول نزار الذي اشترى الجوكر سابقا: لا أعرف تاجرا محددا الا أن الاجهزة المختصة تلقي القبض على أغلبهم وقد انتقلت لنوع آخر بسبب الرقابة الشديدة على هذه المادة، ومنذ فترة قصيرة بدأت رحلة العلاج.
ادارة مكافحة المخدرات تبذل جهودا مستمرة للقبض على مروجي المخدرات والقضاء على الآفة، حيث تعاملت خلال العام الحالي وحتى تشرين الأول الماضي مع اكثر من 15 ألف قضية مخدرات مقارنة بـنحو 14 ألف قضية عام 2017 .
وتوزعت القضايا بين 2522 قضية ترويج و12694 قضية تعاطي القي خلالها القبض على 20763 بينهم 1523 غير أردنيين, وشكلت الفئة العمرية بين 18 و27 عاما 48 في المائة من القضايا التي تعاملت معها إدارة المخدرات.
وبلغت كمية الكبتاجون المضبوطة 42 مليون حبة و136 كغم جوكر و5ر1 طن حشيش, وضبط 68 كغم ضمن قضايا الزراعة التي بلغت 57 قضية, القي القبض خلالها على 59 شخصا.
دراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في العام 2016، حول انتشار المخدرات في المجتمع الأردني، اظهرت أنّ أسعارها رخيصة بشكل ملحوظ، وان ذلك من أسباب انتشارها، مشيرة الى أنّ نسبة انتشار المخدرات تصل الى 21 في المائة من وجهة نظر عينة المسح.
وأوضحت أن مادة الجوكر تعد الأكثر انتشارا من بين الأنواع الأخرى من المخدرات"، وأنّ المادة المتّصلة بتصنيع الجوكر تدخل الأردن من الصين على شكل سائل أو بودرة لتُصنَّع محلياً في الأردن.
وأشارت الى أن الجوكر ما يزال المخدر الأوسع انتشاراً بين المتعاطين، والأكثر ربحيةً للمروجين، مع أنه الأكثر فتكاً بالجسد والعقل وفق ما بينته نتائج البحث والاستقصاء والدراسة.
وبينت الدراسة أن من الممكن حدوث الإدمان على الجوكر من المرة الأولى لتعاطيها، كما قد يؤدي الى موت مفاجئ.
الدكتور هاشم الفاخوري أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان يقول إن للجوكر تأثيرا مشابها لتأثير الحشيش، بسبب المركبات الصناعية التي تماثل القنبيات الطبيعية.
واوضح ان الأبحاث أثبتت أن للجوكر تأثيرات غير موجودة في بعض المواد المخدرة الأخرى، منها: فقدان التركيز وتغير مفاجئ بوظائف الدماغ، والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة، والذهان، والإعياء، وتهيؤات غير واقعية، والسكتة الدماغية المؤدية للموت المفاجئ، وتسمم الكبد، والتشنجات، والفشل الكلوي، ونوبات الفزع، وإحداث خلل بالقدرات العقلية والجسدية والانفعالية.
ويروج لمادة الجوكر عبر المواقع الإلكترونية العالمية وتباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية أو تبغ، ويجري التسويق لها على أنها طبيعية 100 في المائة وليس لها أضرار جانبية، وأنها تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين، كما يروج بأنه لا يمكن الكشف عنها في الفحوصات المخبرية، وذلك لإقناع الشباب بها، وهذه المزاعم غير صحيحة وفق ما يقول الدكتور الفاخوري.
اخصائية علم الاجتماع الدكتورة ميساء الرواشدة تقول، ان الاسباب التي قد تدفع الشخص الى التعاطي، عادة ما تكون من باب التجربة والفضول وقضاء وقت ممتع مع الاصدقاء، وهذا ما حدث مع يزن، وفي حالات أخرى قد يبدأ التعاطي بسبب تعرض الشخص لضغوط نفسية كالفشل في علاقة حب او ضغط الدراسة أو الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة.
وتضيف ان المدمن على الجوكر او على اي مادة اخرى يعيش عادة حالة من العزلة، ويكون خائفا من أن يُكتشف أمره من الاشخاص المحيطين به، فالمتعاطي عادة ما يفضل ان يقضي معظم وقته مع اشخاص متعاطين مثله، لأنه ببساطة يشعر بانه مقبول منهم.
وتشير الى ان المدمن يكون مشتت التركيز وغير قادر على اجراء حوارات والتفاعل مع الاخرين ولذلك يفضل الابتعاد وقضاء وقته لوحده.
وتعتقد الرواشدة ان المخدرات تنتشر عادة في الفئات الغنية أو الفقيرة، ويكون انتشارها أقل في الفئة المتوسطة، كما تنتشر بشكل أكبر لدى فئة الشباب من عمر ال 16 وحتى الثلاثين عاما.
وبحسب تقرير المخدرات العالمي الصادر في العام 2017 عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن هناك ربع مليار نسمة، أو نحو 5 في المائة من سكان العالم البالغين، تعاطوا المخدِّرات مرة واحدة على الأقل في عام 2015 .
ويقول التقرير ان الأكثر مدعاة للقلق أنَّ نحو 5،29 مليون من متعاطي المخدِرات هؤلاء، أو 6 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من اضطرابات ناشئة عن تعاطي المخدِّرات، مما يعني أنَ تعاطيهم للمخدرات ضار إلى درجة أنهم قد يصبحون مرتهنين لها وبحاجة إلى العلاج.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودها للقبض على المروجين، تؤكد الرواشدة انه يقع على عاتق الأهل متابعة اولادهم والتواصل معهم بشتى الطرق والتحاور معهم، مشيرة الى ان دور الاهل لا يقتصر فقط على الرعاية وتلبية الاحتياجات ولكنه يتعدى ذلك الى التربية بمفهومها الشامل الذي يعني تلبية الحاجات النفسية وتقويم السلوك.
وتقول ان هناك ضعفا في التواصل لدى بعض الأسر مع أبنائها، حيث تجد الأبناء يقضون معظم وقتهم في غرفهم وعلى هواتفهم، وقد يخرجون مع أصدقائهم دون ان يكون الاهل على علم بمكانهم، مؤكدة ان وجود خصوصية للأبناء امر مطلوب ولكن في حدود المعقول، حيث يجب على الاهل مراقبة ابنائهم والتعرف على أصدقائهم ومتابعة امورهم ولكن دون ضغط عليهم.
اليوم، يستعيد "يزن" تجربته المريرة مع التعاطي ورحلة العلاج الصعبة، بينما ترتسم على محياه ابتسامة وارتياح لخلاصه من متاهة الادمان، مؤكدا أن القادم سيكون أجمل لا محالة.
بترا
اظهار أخبار متعلقة
يقول "يزن" : دعاني احد اصحابي الى تدخين سيجارة تحتوي على مادة الحشيش، ولم اعرف انها بداية الانزلاق لاصبح مدمنا اعيش تهيؤات وهلوسات دفعتني الى محاولة الانتحار غير مرة، لاتخلص من معاناتي.
بدا التوتر، على "يزن"، وهو يضيف، انه بعد فترة من تدخين الحشيش، بدأ يفقد ذلك الشعور الذي أحس به أول مرة، فأراد تجربة نوع أقوى، "فدلني أصدقائي على الجوكر، الذي بدأت تعاطيه لتنقلب حياتي رأسا على عقب".
يصف "يزن" ابن الـ(30 عاما) ويسكن مدينة الزرقاء، تجربته مع المخدرات التي استمرت اكثر من ستة أشهر، بالقاسية: عشت أياما صعبة كرهت فيها نفسي، واصبحت علاقتي مع عائلتي سيئة للغاية، كنت أفضل البقاء وحدي، وبدأت تداهمني التهيؤات التي جعلتني في نزاع نفسي بين البقاء أو مغادرة الحياة".
وقال : حاولت الانتحار مرتين، في المرة الأولى تناولت كمية كبيرة من الأدوية، لكن والدي أسعفني إلى المستشفى.
تشير دراسة أميركية نشرت نتائجها في نيسان الماضي، أن شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، والتدخين، يرفع معدلات الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالانتحار لدى الشباب.
وتوصلت الدراسة إلى أن تعاطي المخدرات وشرب الكحول والتدخين أدت الى اصابة كثر من ربع المراهقين الأميركيين الذين أجريت عليهم الدراسة بالاكتئاب، وما يقرب من 20 في المائة راودتهم أفكار انتحارية خطيرة، فيما حاول 8 في المائة منهم الانتحار بالفعل.
والد يزن كانت لديه شكوك حول تعاطي ابنه المخدرات بسبب تغيرات طرأت عليه، ولكن بعد محاولة "يزن" الانتحار تأكد أنه متعاط للجوكر، فكانت صدمته مذهلة، ولكنه حاول جاهدا أن يساعد يزن بعلاجه والتوقف عن التعاطي، ولكن لم يكن الأمر سهلا، خصوصا بعد أن أصبح الجوكر حاجة ملحة بالنسبة له ويصعب التخلي عنه.
وبعد أقل من شهرين من محاولته الأولى للانتحار، حاول يزن انهاء حياته مرة أخرى بنفس الطريقة ولكن والده كان له بالمرصاد وأمسكه قبل اتمام محاولته.
والد "يزن" يقول بأسى: عندما حاول ابني الانتحار مرة ثانية، شعرت بخوف شديد من فقدانه، وخفت على والدته، وعزمت على علاجه نهائيا، فلجأت الى طبيب نفسي لاستشارته، فنصحني بان اشغل وقت يزن والا ادعه فريسة للهلوسة. ولم تكن رحلة العلاج سهلة على الرغم من تعاون يزن ورغبته بترك المخدرات، اذ كان يمر بحالات اكتئاب شديدة واحيانا يفقد القدرة على التحمل، ويبدأ بالصراخ والشتم.
والجوكر من المخدرات الاصطناعية التي وصلت إلى الأسواق العالمية في عام 2000، وبدأت في الانتشار سريعا إلى أن وصلت إلى الدول العربية منذ عدة أعوام، ويطلق عليه أسماء أخرى مثل "السبايس والحشيش الصناعي والدريم والبنزاين"، وله مضاعفات شديدة تصل حد الهلوسات والموت.
وما يزيد الأمر تعقيدا، أن مادة الجوكر لا تعتبر من المواد المحرمة قانونا في العديد من البلدان، رُغم تأثيراتها القوية جدا، الأمر الذي ساهم بانتشارها بسرعة بين الشباب.
وأدرج الأردن، الجوكر رسميا على قائمة المخدرات عام 2013، لتصبح المملكة ثاني دولة عربية بعد الإمارات العربية المتحدة تصنف هذه المادة كمخدرات.
مدمن للجوكر رفض الكشف عن اسمه، قال إن الحصول على الجوكر مستمر، لكن ليس كما كان في البداية، فقد ظهرت انواع جديدة، وبين حين وآخر تنتشر بكثرة ثم تختفي، ولا يُعرف السر وراء ذلك، بيد ان ما يؤكده ان الحرب التي تشنها الأجهزة المختصة تسببت باختفاء المادة الصناعية لفترة طويلة وظهرت مواد أخرى.
الوصول الى من يتاجر بهذه المادة لم يكن سهلا - رُغم رحلة البحث والتقصي- التي قامت بها (بترا) في عدد من أحياء مدينة الزرقاء التي يقال أنها بؤرة لبيع وتناول المواد المخدرة من بينها الجوكر، بعض السكان أكدوا ان من يبيع هذه المادة يمتاز بالحذر الشديد "ولا تفلح معهم سوى ان تتحول لمتعاط وصاحب حاجة".
يقول نزار الذي اشترى الجوكر سابقا: لا أعرف تاجرا محددا الا أن الاجهزة المختصة تلقي القبض على أغلبهم وقد انتقلت لنوع آخر بسبب الرقابة الشديدة على هذه المادة، ومنذ فترة قصيرة بدأت رحلة العلاج.
ادارة مكافحة المخدرات تبذل جهودا مستمرة للقبض على مروجي المخدرات والقضاء على الآفة، حيث تعاملت خلال العام الحالي وحتى تشرين الأول الماضي مع اكثر من 15 ألف قضية مخدرات مقارنة بـنحو 14 ألف قضية عام 2017 .
وتوزعت القضايا بين 2522 قضية ترويج و12694 قضية تعاطي القي خلالها القبض على 20763 بينهم 1523 غير أردنيين, وشكلت الفئة العمرية بين 18 و27 عاما 48 في المائة من القضايا التي تعاملت معها إدارة المخدرات.
وبلغت كمية الكبتاجون المضبوطة 42 مليون حبة و136 كغم جوكر و5ر1 طن حشيش, وضبط 68 كغم ضمن قضايا الزراعة التي بلغت 57 قضية, القي القبض خلالها على 59 شخصا.
دراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في العام 2016، حول انتشار المخدرات في المجتمع الأردني، اظهرت أنّ أسعارها رخيصة بشكل ملحوظ، وان ذلك من أسباب انتشارها، مشيرة الى أنّ نسبة انتشار المخدرات تصل الى 21 في المائة من وجهة نظر عينة المسح.
وأوضحت أن مادة الجوكر تعد الأكثر انتشارا من بين الأنواع الأخرى من المخدرات"، وأنّ المادة المتّصلة بتصنيع الجوكر تدخل الأردن من الصين على شكل سائل أو بودرة لتُصنَّع محلياً في الأردن.
وأشارت الى أن الجوكر ما يزال المخدر الأوسع انتشاراً بين المتعاطين، والأكثر ربحيةً للمروجين، مع أنه الأكثر فتكاً بالجسد والعقل وفق ما بينته نتائج البحث والاستقصاء والدراسة.
وبينت الدراسة أن من الممكن حدوث الإدمان على الجوكر من المرة الأولى لتعاطيها، كما قد يؤدي الى موت مفاجئ.
الدكتور هاشم الفاخوري أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان يقول إن للجوكر تأثيرا مشابها لتأثير الحشيش، بسبب المركبات الصناعية التي تماثل القنبيات الطبيعية.
واوضح ان الأبحاث أثبتت أن للجوكر تأثيرات غير موجودة في بعض المواد المخدرة الأخرى، منها: فقدان التركيز وتغير مفاجئ بوظائف الدماغ، والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة، والذهان، والإعياء، وتهيؤات غير واقعية، والسكتة الدماغية المؤدية للموت المفاجئ، وتسمم الكبد، والتشنجات، والفشل الكلوي، ونوبات الفزع، وإحداث خلل بالقدرات العقلية والجسدية والانفعالية.
ويروج لمادة الجوكر عبر المواقع الإلكترونية العالمية وتباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية أو تبغ، ويجري التسويق لها على أنها طبيعية 100 في المائة وليس لها أضرار جانبية، وأنها تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين، كما يروج بأنه لا يمكن الكشف عنها في الفحوصات المخبرية، وذلك لإقناع الشباب بها، وهذه المزاعم غير صحيحة وفق ما يقول الدكتور الفاخوري.
اخصائية علم الاجتماع الدكتورة ميساء الرواشدة تقول، ان الاسباب التي قد تدفع الشخص الى التعاطي، عادة ما تكون من باب التجربة والفضول وقضاء وقت ممتع مع الاصدقاء، وهذا ما حدث مع يزن، وفي حالات أخرى قد يبدأ التعاطي بسبب تعرض الشخص لضغوط نفسية كالفشل في علاقة حب او ضغط الدراسة أو الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة.
وتضيف ان المدمن على الجوكر او على اي مادة اخرى يعيش عادة حالة من العزلة، ويكون خائفا من أن يُكتشف أمره من الاشخاص المحيطين به، فالمتعاطي عادة ما يفضل ان يقضي معظم وقته مع اشخاص متعاطين مثله، لأنه ببساطة يشعر بانه مقبول منهم.
وتشير الى ان المدمن يكون مشتت التركيز وغير قادر على اجراء حوارات والتفاعل مع الاخرين ولذلك يفضل الابتعاد وقضاء وقته لوحده.
وتعتقد الرواشدة ان المخدرات تنتشر عادة في الفئات الغنية أو الفقيرة، ويكون انتشارها أقل في الفئة المتوسطة، كما تنتشر بشكل أكبر لدى فئة الشباب من عمر ال 16 وحتى الثلاثين عاما.
وبحسب تقرير المخدرات العالمي الصادر في العام 2017 عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن هناك ربع مليار نسمة، أو نحو 5 في المائة من سكان العالم البالغين، تعاطوا المخدِّرات مرة واحدة على الأقل في عام 2015 .
ويقول التقرير ان الأكثر مدعاة للقلق أنَّ نحو 5،29 مليون من متعاطي المخدِرات هؤلاء، أو 6 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من اضطرابات ناشئة عن تعاطي المخدِّرات، مما يعني أنَ تعاطيهم للمخدرات ضار إلى درجة أنهم قد يصبحون مرتهنين لها وبحاجة إلى العلاج.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودها للقبض على المروجين، تؤكد الرواشدة انه يقع على عاتق الأهل متابعة اولادهم والتواصل معهم بشتى الطرق والتحاور معهم، مشيرة الى ان دور الاهل لا يقتصر فقط على الرعاية وتلبية الاحتياجات ولكنه يتعدى ذلك الى التربية بمفهومها الشامل الذي يعني تلبية الحاجات النفسية وتقويم السلوك.
وتقول ان هناك ضعفا في التواصل لدى بعض الأسر مع أبنائها، حيث تجد الأبناء يقضون معظم وقتهم في غرفهم وعلى هواتفهم، وقد يخرجون مع أصدقائهم دون ان يكون الاهل على علم بمكانهم، مؤكدة ان وجود خصوصية للأبناء امر مطلوب ولكن في حدود المعقول، حيث يجب على الاهل مراقبة ابنائهم والتعرف على أصدقائهم ومتابعة امورهم ولكن دون ضغط عليهم.
اليوم، يستعيد "يزن" تجربته المريرة مع التعاطي ورحلة العلاج الصعبة، بينما ترتسم على محياه ابتسامة وارتياح لخلاصه من متاهة الادمان، مؤكدا أن القادم سيكون أجمل لا محالة.
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو