الأحد 2024-11-24 11:40 ص
 

طواقم «الخوذات البيضاء» .. صُنِع في إسرائيل!

08:08 ص

يذكر كثيرون الضجة الاعلامية الصاخبة, التي اندلعت قبل فترة ليست قصيرة من موعد الاعلان عن جوائز نوبل لهذا العام, والترشيحات التي ضجّت بها مؤسسات اعلامية واخرى فكرية وثالثة لمؤسسات حقوقية وغيرها ممن تنتمي لما يُسمى منظمات المجتمع المدني, التي يبرع الغرب الامبريالي في استيلادها وتخصيص الموارد البشرية وخصوصاً المالية لها على نحو يثير الريبة والدهشة من أهمية هذه «المنظمات» لدى الدوائر الاستعمارية اياها, والتي تركز على وجودها في مجتمعات الدول النامية.اضافة اعلان


برزت في الترشيحات التي سبقت الاعلان عن جائزة نوبل للسلام (وما ادراك ما جائزة نوبل خصوصاً في شقيها «السلام» والآداب، حيث السياسة هي التي تحكم وتنظم وتتحكم في هوية الفائز, وما يُعوّل عليه او ما كان انجزه كي ينال تلك الجائزة). نقول: برزت طواقم «الانقاذ» التي تعمل في بعض المدن السورية وخصوصاً شرقي مدينة حلب التي تسيطر عليها المنظمات الارهابية المتطرفة وخصوصاً جبهة فتح الشام/النصرة وغيرها ممن استولدها ورعاها وما يزال الأميركيون والاتراك وبعض العرب, بل هؤلاء «الآن» يبشروننا بأنهم سيواصلون توفير المزيد من السلاح»النوعي» للمنظمات هذه، رغم ما لحق بمشروعهم من نكسات وهزائم وانهيارات.

هذه الطواقم حملت اسم «الخوذات البيضاء» وكنا نشاهدها – مع تركيز اعلامي مكثف ومقصود – وهي تهرع لانقاذ جرحى ومصابين وهي – الطواقم – بكامل اناقتها وبزّاتها اللامعة المطلية بالفسفور, وتظهر على رؤوسهم خوذات «بيضاء»، متطورة ومُجهَزة بما يكفي لرجال انقاذ ودفاع مدني من فئة خمسة نجوم, اكاد اقول انها الاكثر تطورا وذات تكنولوجيا رفيعة تضاهي ما هو في الولايات المتحدة ومعظم أوروبا واسرائيل.

هل قلنا اسرائيل؟

نعم.. ففي ظل التساؤلات العديدة التي برزت بعد ان شاهد الجمهور «العربي» خصوصاً والغربي، هؤلاء «البواسل» وهم يقتحمون الساحات والميادين بسياراتهم الحديثة والمجهّزة وما يحملونه من معدات وأجهزة اتصالات مربوطة بالقمر الصناعي, تبدو وكأنها وصلت للتو من «مصانعها»، حتى تساءل كثيرون وخصوصاً بعد ان بدأت الدوائر الغربية وعلى رأسها الاعلامية المحترفة التي تخطط لها وتمولها وتوجهها الدوائر الاستخبارية الغربية، تُروّج للخوذات البيضاء وترفع اسمها عالياً بهدف رفع اسهمها لنيل جائزة نوبل للسلام, شارك في ذلك جورج كلوني, الممثل الوسيم والمشبوه في «الحركات» السياسية، التي يقوم بها في ساحات النزاع ,سواء في جنوب السودان ودارفور ــ رغم ارتكابات ومقارفات نظام الخرطوم–وايضاً في سوريا, حيث تم جمع نصف مليون «توقيع» عبر حملة دولية واسعة قادتها شخصيات عامة غربية ورهط من الاكاديميين وممثلو السينما من اجل منح جائزة نوبل للسلام (..)لمنظمة «الخوذات البيضاء».

ليس مهماً في النهاية ان هذه المنظمة المشبوهة لم تفز بتلك الجائزة، بقدر ما هو مهم معرفة الحقائق التي تكشفت لاحقاً وكانت اكثر من واضحة, لنعرف ان هذه «المنظمة» هي صناعة اسرائيلية خالصة, كشفها واضاء عليها, بالأسماء والوثائق والتفصيلات, المقال الذي كتبته سمدار بيري (وهي احدى «اكبر» الخبراء في الشؤون العربية وتحظى بمعاملة خاصة جداً في عواصم عربية عديدة وتحوز على هوائف خليوية لعدد من المسؤولين العرب, تطرح عليهم اسئلة تصفها احياناً بأنها مُحرِجة، لكنها لا تتردد في الكتابة عنها وكشفها أمام قراء صحيفتها يديعوت احرونوت).

سمدار بيري تقول في مقالتها التي نشرت يوم الأحد الماضي 16/ 10: إن «الاسرائيلية غال لوسكي مُؤسِّسة جمعية «المساعدات الطبية الجوية»، تعمل منذ خمس سنوات على تدريب واعداد متطوعي الخوذات البيضاء, وهي (لوسكي) توسلت اليها ان «تصنع لها معروفاً وتحافظ عليها, ولا تكشف اسرارها» مقابل ان تمدها بالمعلومات. رافضة كشف أسماء الدول التي يتم فيها تدريب متطوعي الخوذات. وتقول رئيسة الجمعية الاسرائيلية حرفيا:توجد لنا مشكلات كبيرة مع السلطات في دول المنطقة، نحن لا نَظهَر هناك كاسرائيليين، واحياناً يكتشف الامر، فتكون الردود متداخلة، هناك من يرفض العمل معنا, وهناك من يخاف انكشاف الامر، وهناك من يقولون: لا توجد مشكلة، انتم لستم اعداءنا.. بل هناك من يلاحظ وجود كلمات «صُنِع في اسرائيل» على الخوذات والادوات... ولا يُعارض!.

لوسكي..نجحت في تجنيد (1200) متطوع, وقد تم اختيارها في السنة الماضية لإشعال شعلة يوم الاستقلال (في اسرائيل) تقديراً لنشاطها وهي بالمناسبة–كما تكشف يديعوت–زوجة لعضو سابق في الكنيست وهو يهودي سوري (..)، تقول لوسكي: تدريب المتطوعين السوريين يُركِّز على الاخلاء السريع للمصابين من بين الانقاض, يوجد بين هؤلاء المتطوعين طلاب وفلاحون وخبازون ونجارون ونحن نقوم بتدريبهم وعلمَّناهم طريقة حفر الانفاق وحفر الممرات تحت الأرض.

تنقل الصحفية الاسرائيلية عن «ريم علاّف» التي تصفها بأنها من المُعارَضة: بأنهم يتهمون الخوذات البيضاء بالتعاون مع جبهة النصرة ويقولون انهم يعملون تحت مظلة العلاقات العامة ويحصلون على التمويل من خارج سوريا.. فتقول مُسْتطرِدة: لا يوجد مناص من التعاون مع منظمات تُعارض سلطة الأسد، لا يزعجني انهم يستفيدون من العلاقات العامة ويحصلون على الانتشار، لتضيف «المناضلة» التالي: منذ لحظة اكتشافي ان اسرائيل تُعالج المصابين في سوريا... تغيَّر موقفي.. هذا عمل المبارك رغم انه محدود, يؤيده ويقدره السكان في سوريا، ختمت الثائرة «ريم العلاّف».

.. أهلاً بكم ايها الثوار, في واحة «الجارة» الانسانية والدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة