عجوز يعيش بضمير الغائب في مغارة منذ 30 عام

الوكيل الاخباري - أحمد المبيضين - أن تجلس وحدك وتحدّث الظلام و تداعب الحائط المغبرّ، وسط أصوات الكلاب المزعجة وفحيح الافاعي ، شيء صعب ولا يمكن تحمله لساعات وليس ليوم واحد فقط ، نعم هذا واقع وليس في الافلام والخيال كما تصور لكم .

' برهوم ' صاحب العقد السبعين من العمر، هذا المسن العاجز الأصم والذي لا يسمع وانما يرى ويمشي فقط ، إتخذ من إحدى المغر المهجورة في' وادي السلط ' في محافظة السلط ، مسكناً له يقيه من حر الشمس صيفا وبرودة الجو شتاءً منذ ' 30 ' عاماً ، ولم يفارقها الا عند الذهاب للبحث عن الخبز اليابس المتفتفت وبقايا الطعام الملقاة بجانب المحال التجارية او حاويات القمامة ، ومن ثم العودة الى قصره ' المغارة ' ليتمدد على ارضها ، مناظراً سقفها الذي حفر في ذاكرته أجندةً لا يمكن لأحد أن يعرفها الا ' هو ' فقط ومن من دون ملل .

العجوز 'برهوم ' هكذا اطلق عليه في المنطقة هناك ، فلا احد يعرف من هو ' العجوز' برهوم ، سوى الابتسامة التي لا تفارق شفتاه عند رؤية الاطفال ، ولكن للأسف من ظلم الدنيا له، ومن جورها عليه، ومن فقدان نصاب الانسانية عندها، أصبح ' برهوم ' بمثابة شبح متنقل يرعب من يراه ، فكيف للأطفال أن تعرف ان 'العجوز' برهوم الذي يحمل بداخله قلباً يضاهي برائتهم وحنانهم.

من هنا، ومن خلال الدور الانساني والمجتمعي لموقع الوكيل الاخباري ، أحبننا ان تتعرفوا معنا الى برهوم ، فكيف هو حاله الآن ؟؟؟ وقد حاول الكثير من أهالي المنطقة الوصول اليه لتصويره ولكن للأسف صعوبة المنطقة الجغرافية أعاقت الوصول لرؤية كيف هو حال برهوم .

معاناة هذا ' العجوز' الذي بلغ من العمر عتيا هي اختصار لمعاناة الكثير الذين لا مأوى لهم بعدما حكمت عليهم الأقدار بأن يعيشوا في ضنك العيش وسط مجتمع لا يبالي بهم ، وأعود هنا من حيثما بدأت، أن تجلس وحدك وتحدّث الظلام و تداعب الحائط المغبرّ، وسط أصوات الكلاب المزعجة وفحيح الافاعي ، شيء صعب ولا يمكن تحمله لساعات وليس ليوم واحد فقط ، فكيف ' للعجوز' برهوم أن يتحمل ' 30 ' عام العيش في المغارة منعزلاً وحيداً ؟؟؟؟؟؟؟؟