الأحد 2024-11-24 12:27 م
 

عصابات تحترف حرق الغابات .. والفاعل مجهول

12:41 ص

الوكيل - تثير الحرائق التي باتت تقضم مساحات الغابات في الاردن،على قلتها، تساؤلات حول مسبباتها ومن يقف خلفها.اضافة اعلان


ورغم أن الثروة الحرجية تشكل اقل من 0.8% من المساحة الكلية للمملكة الا أن هذه المساحة باتت مهددة بالزوال بفعل الحرائق التي تلتهم الاشجار عاما بعد عام، وترتفع وتيرتها بشكل متسارع مؤخرا.

وفي الوقت الذي تجرم فيه القوانين حرق الغابات، الا أن معظم الحرائق، وبحسب مختصين، ناجمة عن أسباب بشرية تنقسم بين المتعمد أو الاهمال والتقصير.

حرائق متعمدة وأيادٍ آثمة

مختصون أكدوا لـ «الرأي» أن هذه الحرائق «المتعمدة» تكون من بعض المجاورين للغابات والذين يمتلكون اراض بجوار هذه الغابات ويسعون الى التوسع فيقوم بعض منهم باحراق اجزاء من الغابات لوضع اليد على هذه الاراضي أو لغايات انتقامية من وزارة الزراعة ومديرية الحراج فيقومون باحراق الغابات.

كما أكد المختصون أن هناك عصابات منظمة تقوم باحراق الغابات للاستفادة من الحطب والاشجار التي يتم شفطها ولا تحترق بشكل كامل ليقوموا ببيع الاخشاب والتحطيب على اعتبار ان الغابة احرقت.

واطلق نداء استغاثة مؤخرا لانقاذ الغابات أو ما تبقى منها كونها تعتبر رئة الاردن بعد أن وصفها البعض بأنها «تحتضر» اليوم, ما يوجب دق ناقوس الخطر وتغليظ العقوبات للعمل على حمايتها.

وفي هذا الصدد قال مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس عيد الزعبي إن مجموع ما احرق خلال الشهور السبعة الاولى من العام الحالي هو اقل بكثير مما احرق خلال السنوات الاخيرة.

وبين أنه وفي العام 2013 وخلال الشهور السبعة الاولى بلغ عدد الحرائق 4898 حريقا في حين سجلت للفترة ذاتها في العام الماضي 3550 حريقا أما خلال العام الحالي فبلغ عدد الحرائق ما يقارب 1200 حريق.

أما خلال العام 2013 ، فبلغت المساحة الاجمالية للحرائق 2729 دونما فيما بلغ عدد الاشجار التي تم إحراقها 5618 شجرة منها 2909 أحرقت بالكامل و 2706 شجرة مشفوطة _ حرق جزئي_ تم اعادة تأهيلها بالكامل.

أما في العام 2014 ، فقال الزعبي إن المساحة التي تم حرقها من الغابات بلغت 523 دونما، فيما بلغ عدد الاشجار التي تم حرقها 4857 شجرة ما بين شفط وحرق أما الحرق كامل 3981 والشفط 876.

وخلال العام الحالي بلغ عدد الاشجار التي تم حرقها قرابة 1300 شجرة منها 735 شجرة تعرضت للحرق الكامل و575 شجرة شفط فقط مبينا أن لاشجار التي تتعرض للشفط يتم اعادة تأهيلها وتقيليمها واذا ما تجددت طبيعيا فيتم اعادة زراعة اشجار مكانها.

وأشار إلى أنه وخلال الأعوام الثلاث الاخيرة تم زراعة 60 الف شجرة فقط خلال يوم عيد الشجرة خلافا لزراعة 5 الاف دونم سنويا و100 كم من الاشجار على جوانب الطرق.

واعتبر الزعبي أن معظم الحرائق تكون لـ»أسباب بشرية منها الاهمال والتقصير ورمي اعقاب السجائر على جوانب الطرق بالاضافة الى عدم الاهتمام بالمزارع وازالة الاعشاب التي تجف بالاضافة الى محاولة بعض المزارعين احراق الاعشاب الجافة لتخرج عن سيطرتهم».

أما عن الحالات المتعمدة، فقال الزعبي أنه من الصعب القاء القبض على الفاعل لان الحريق يأتي على كل الأدلة وأنه خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة تم ضبط شخص واحد قام باحراق مساحة صغيرة في إحدى الغابات.

أساليب جديدة


هذه الحرائق «متوقعة» خلال فصل الصيف وخاصة موجات الحر، بحسب نقيب المهندسين الزراعيين محمود ابو غنيمة ، الا أنه يشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات احترازية على مستوى أعلى لتفادي تمدد هذه الحرائق والسيطرة عليها في وقت مبكر.

ويتهم أبو غنيمة «عصابات تحترف هذه الاعمال».

وقال :»هناك اساليب جديدة كأن يتم احراق عجل مركبة ويتم القاؤه في واد حرجي ليقوم بإشعال الغابة بالكامل، ومن ثم تقوم تلك العصابات بالتحطيب بعد أن احرقت الغابة للاستفادة من الاشجار التي طالتها النيران بشكل جزئي».

ورغم أن الجهات المختصة تقوم بجهد «جبار» للحفاظ على الغابات، بحسب أبوغنيمة، الا أن هذه الجهود تستوجب تكاملية أعلى من أجل الحفاظ على هذه الثروة الحرجية وحمايتها من الايدي الاثمة.

وطالب أبو غنيمة ادراج الغابات ضمن البنية التحتية والاستفادة من المنحة الخليجية لدعم قطاع الثروة الحرجية الذي بات مهددة اليوم بفعل الحرائق والاعتداءات والتحطيب.

وأشار إلى أنه وخلال اخر اجتماع لمجلس الزراعة الاعلى الذي يرأسه رئيس الوزراء تم مناقشة تنفيذ العقوبات على المعتدين على الثروة الحرجية بموجب قانون الزراعة وليس قانون العقوبات خاصة وأن العقوبات في قانون الزراعة مغلظة وتعمل على حماية هذه الثروة.

وبين أن أهم عمل يجب القيام به الان هو تفكيك هذه العصابات المنظمة والعمل على القضاء عليها ومحاسبتها على كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الغابات.

«الخوف من فقد المتنفس»

وبحسب احصاءات الدفاع المدني فإن أكثر من (2831) حادث احراق للغابات وقع خلال الشهور الخمس الاولى للعام الحالي ادى الى احراق مئات الدونمات معظمها من الغابات الحرجية والاشجار المعمرة.

كما تشير إحصائية إدارة العمليات في الدفاع المدني الى وقوع (13448) حادثاً خلال عام (2013) التهمت ايضا مئات الدونمات من الاشجار الحرجية والمثمرة وبعض الاعشاب الجافة.

واعتبر خبراء أن الاستمرار في احراق الغابات على هذه الوتيرة «سيفقد الاردن ثروته الحرجية التي اصبحت تشكل متنفسا مهما للأردنيين لقضاء العطل في نهاية الاسبوع بالاضافة لاهميتها البيولوجية والبيئية للمملكة التي تتشكل معظم مساحتها من الصحراء».

وبحسب بيان سابق لمديرية الدفاع المدني فإن حرائق الغابات والأعشاب الجافة أكثر الحوادث نسبة الى المجموع الكلي للحوادث التي يتعامل معها الجهاز في فصل الصيف، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب تشكل ظرفا ملائما لنشوب الحرائق سيما في ظل غياب أو عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة داخل المواقع التنزهية، حيث أن الأخذ بأسباب الحيطة والحذر كفيلة بالحد من وقوع هذا النوع من الحوادث.

غابات دبين طالها الحرق

وفي هذا الصدد، يعتبر مدير محمية غابات دبين بشير العياصرة أسباب معظم حالات الحرائق «بشرية» سواء منها التقصير اوالاهمال أو الحرائق المتعمدة، ويقول :» منها ما هو انتقامي ومنها ما هو للاستفادة من التحطيب في الاماكن التي تعرضت للحرق».

وقال العياصرة إن ما تم احراقة منذ العام 2009 وحتى نهاية 2013 يبلغ 1065 شجرة في حين أن عدد الاشجار التي تم احراقها في العام 2014 تجاوز 2006 شجرات معمرة.

وبلغ مجموع الاشجار التي احرقت في محمية غابة دبين وحدها منذ العام 2008 وحتى نهاية العام الماضي 4535 شجرة معظمها من اشجار الصنوبر والسنديان والقيقب المعمرة كما أن مجموع المساحات التي تم احراقها لنفس الفترة بلغت 481 دونم منها 155 شجرة فقط العام الماضي.

وحذر العياصرة من الاستمرار في احراق غابات دبين بهذا الشكل وغابات الاردن بشكل عام «لأنه يهدد الغابات بشكل فعلي اذا ما تم اتخاذ اجراءات حقيقية لحمايتها من قبل كل الاطراف والجهات المعنية».


الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة