الأحد 2024-11-24 11:51 ص
 

غرابيب سود .. مرة أخرى

04:05 م

استوقفتني التعليقات التي طالعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مسلسل (غرابيب سود) الذي يعرض على قنوات عربية ومنها قناة (ام بي سي) السعودية التي تعتبر صاحبة العمل، والذي يغوص في أعماق تنظيم داعش الارهابي ويكشف بعض تصرفاته التي يعرفها القاصي والداني.اضافة اعلان


تلك التعليقات استفزتني لمعاودة الكتابة عن المسلسل، وانا الذي انتقدت سطحية الطرح الذي يتضمنه المسلسل، والقفز عن حقائق اساسية ابرزها كيف تكوّن التنظيم ومن دعمه وموّله وارسل له المال والرجال، والقفز عن المدارس الفكرية التي استنبط منها التنظيم الارهابي افكاره الخارجة.

ابرز تلك التعليقات والتغريدات المستفزة صدرت عن اعلاميين واعلاميات عرب وأردنيين ينتقدون المسلسل من منطلق انه 'يشوه اهل السنة!!'، ويشوه النساء السنيات ويصورهن 'باحثات عن الجنس'، بحسبهم، وفي هذا قول غريب ومردود على اصحابه.

اولئك عندما ينتقدون مسلسلا (حتى لو كان سطحيا) يتحدث عن داعش ويلقي الضوء على خروج أولئك الدواعش عن الدين، ويخرجون علينا باستنتاج ان احداثه تشوّه (اهل السنة!!)، فهم بذلك يريدون منا التسليم بان داعش تمثل اهل السنة، وفي هذا تجنٍ وابتعاد عن الحقيقة الراسخة التي نرفضها جميعا، ولا يسعنا هنا الا الرد على اولئك المدافعين عن داعش من باب المذهبية السنية، كفاكم لعبا بأحقاد طائفية وتسترا خلف معزوفات مذهبية بات الجميع يعرفها ويعرف اين تريدون إيصالنا من خلالها.

أيها السادة نقول لكم، نعم داعش تاجرت بجهاد النكاح واعترافات فتيات تونس وغيرهن اكبر دليل على ما كان يقوم به التنظيم، كما ان اعترافات الفتيات اليزيديات حول مرارة التعذيب الذي تعرضن له من داعش والنصرة وخلافها من تنظيمات ارهابية يجعلهم يصمتون ويتوقفون عن خلط الاوراق، والدفاع على الباطل بثوب الحق.

ايها المنافحون عن الدواعش من بوابة المذهبية ما يضيركم لو تم تشويه داعش واظهار عنفها؟، لماذا تغضبون لو قلنا ان داعش شوهت الاسلام وإن الاسلام الصحيح بريء منهم ومن افعالهم؟، ما يضيركم لو تم تسليط الضوء على تجارة اولئك بجسد المرأة عبر جهاد النكاح والسبي؟!!.

اصمتوا افضل لكم، فمن قال لكم ان داعش تمثل اهل السنة؟، لماذا تريدون خلط الاوراق وإذكاء المذهبية البغيضة تحت ستار الدفاع عن اهل السنة وانتم بذلك انما تدافعون عن داعش وإخوتها وليس عن أهل السنة!!.

ايها المتسترون بالغيرة على نساء اهل السنة لا نريد حميتكم مدفوعة الاجر، فمراميها معروفة واهدافها مكشوفة ودروسها مقروءة، وحتى تقاريركم باتت معروفة.

وبالتزامن استوقفني عبر شبكات التواصل الاجتماعي القول إن ما يرد في المسلسل صنيعة شيعية، تهدف لتشويه اهل السنة، وهو عزف منفرد على وتر لم يعد يغني عن جوع، فهذا العزف خبرناه وعرفناه وعرفنا ان هدفه اولا واخيرا زرع بذور الفتن المذهبية والطائفية التي من شأنها ابعاد العين عن العدو الحقيقي المتمثل في الكيان الصهيوني وكل من يسانده.

رغم ذاك فانني ما أزال غير معجب بالمسلسل وأرى فيه تسطيحا للامور ومحاولة لتبرئة فئات معينة مما تقوم به داعش، رغم ان كل ما يستند إليه الدواعش في فتاواهم ووجهات نظرهم المتشددة موجود في كتب تباع في الاسواق العربية دون حسيب أو رقيب.

وفي هذا المقام لا أدافع عن المسلسل وعن ركاكة الحوار وتقزيم الامور، وانما اردت في هذه العجالة القول لاولئك الذين ارادوا من خلال هجومهم عليه الذي افتقد للنقد الصريح وذهب للنكش في المذهبية، كفافكم عبثا بالمشاعر، فداعش انتم تعرفون ما الذي أوجده، وتعرفون لأي فكر أصولي يستند، وتعرفون شيوخهم ومدارسهم، وتعرفون ايضا ان جهاد النكاح والتجارة بالأعضاء وخلافه اعتمدها التنظيم في مراحله الاولى، فكفاكم.

 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة